وأظهر استطلاع للرأي نشر هذا الشهر أن أكثر من نصف الإسرائيليين يشعرون أن الجيش لا يوفر إلا قدرا ضئيلا للغاية من الأمن. \r\n \r\n وأبدى نصف عدد المشاركين في الاستطلاع شكوكهم إزاء مصداقية جيش كان ينظر له غالبية السكان في الدولة اليهودية لفترة طويلة بقدر كبير من التقدير. \r\n \r\n وجاءت نتيجة هذا الاستطلاع الذي أجراه معهد يرأسه جنرال احتياط بارز بما يتناقض مع نتائج سابقة أشارت إلى تأييد شعبي واسع النطاق للجيش الذي يخدم فيه أغلب الرجال والنساء ممن تعدوا سن 18 عاما. \r\n \r\n ويشير خبراء إلى تراجع منتظم للتأييد التلقائي للجيش الذي كان يظهره أغلب الإسرائيليين، كما أن هناك دلائل على أن بعضهم حتى يفكر مليا فيما يتعلق بأداء الخدمة العسكرية الإجبارية. \r\n \r\n قال ستيوارت كوهين وهو محلل عسكري في جامعة بار ايلان بالقرب من تل أبيب \"إذا ألقينا نظرة عامة يمكننا أن نلحظ أن الجيش أصبح أكثر عرضة بكثير للانتقادات وأقل قداسة بكثير مما كانت عليه الحال يوما\". \r\n \r\n وأضاف كوهين \"بدأ يتراجع التقدير والاحترام والحماسة العامة للجيش، وهي عملية بلغت أوجها منذ فشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على مقاتلي حزب الله في الحرب التي استمرت 34 يوما في لبنان في يوليو/تموز وأغسطس/آب\". \r\n \r\n ويرى خبراء أن \"نسبة الملتحقين بالجيش بدأت تتراجع في السنوات الأخيرة، والجيش بدأ يعفي من الخدمة عددا غير مسبوق من الشبان لأسباب دينية أو صحية، كما أن الجيش لا يعلن عن عدد الأفراد الملتحقين به\". \r\n \r\n قال مايكل أورين مؤلف كتاب حول حرب عام 1967 عندما \"هزمت إسرائيل جيوش مصر وسوريا والأردن والعراق في ستة أيام كان هناك قدر كبير من مشاعر الإحباط تجاه الجيش\". \r\n \r\n وأضاف \"أن كل تلك المشاعر لها علاقة بإحساس بأن الجيش وان كان الأكثر قوة في الشرق الأوسط ضل طريقه في مساعي مواجهة النشطاء في الأراضي الفلسطينية وفي مواجهة مقاتلي حزب الله في لبنان مؤخرا\". \r\n \r\n وأدت الانتقادات العلنية والاحتجاجات إلى إجبار الميجر جنرال عودي ادم الذي قاد الجبهة الشمالية لإسرائيل في مواجهة حزب الله على الاستقالة بعد شهر من انتهاء الحرب بهدنة في منتصف أغسطس/آب. \r\n \r\n كما تنحى البريجادير جنرال جال هيرش وهو قائد فرقة مسؤولة عن القوات على الحدود اللبنانية هذا الأسبوع. \r\n \r\n واستقال هيرش في الوقت الذي ظهرت فيه نتائج تحقيق أجراها الجيش، وأوضحت أنه كان من الممكن منع أسر حزب الله لجنديين إسرائيليين يوم 12 يوليو/تموز. وكان أسر هذين الجنديين هو السبب الذي أشعل الحرب التي قتل فيها 1200 لبناني و157 إسرائيليا. \r\n \r\n ينظر الكثيرون في إسرائيل لاستقالة هؤلاء على أنها بداية ما قد يصبح أكثر التعديلات العسكرية جذرية منذ عزل اثنين من كبار قادة الجيش بعد حرب عام 1973. \r\n \r\n وأثارت الخلافات الداخلية في الجيش بسبب الاستقالات ثورة بين أفراد الاحتياط على طريقة خوض الحرب. كما طالب معلقون صحفيون باستقالة قائد الجيش اللفتنانت جنرال دان حالوتس. \r\n \r\n صحيح أن حالوتس أقر بأن الجيش ارتكب أخطاء خلال الحرب ولكنه وعد بالاستفادة من الدروس الماضية ورفض مطالب الاستقالة. \r\n \r\n وقال رويفن بيدهادتسور وهو محلل عسكري من صحيفة هاارتس اليومية ذات التوجهات اليسارية \"لا أتذكر موقفا منذ حرب 1973 كان فيه الجيش بهذا الإحباط\". \r\n \r\n وصرح الميجر جنرال ايال بن رويفن الذي خدم في الحرب الأخيرة لصحف إسرائيلية بأن \"الجيش يمر بأزمة 'أسوأ' من أزمة حرب 1973 لأن الضباط الآن بدءوا ينقلبون على بعضهم بعضا ولأن زملاء هيرش هم الذين أجبروه على الاستقالة\". \r\n \r\n \r\n وخيمت هذه العاصفة على أزمة أخرى محرجة للجيش وهي قصف منازل في بلدة بيت حانون بشمال غزة في الأسبوع الماضي مما أسفر عن مقتل 19 مدنيا منهم نساء وأطفال وهم نيام. \r\n \r\n \r\n واعتذرت إسرائيل عن مقتل الضحايا وقالت \"إن هذا يرجع إلى خطأ فني ولكنها دافعت عن استخدام المدفعية في استهداف النشطاء الذين يطلقون صواريخ بدائية على بلدات إسرائيلية انطلاقا من غزة\". \r\n \r\n وانسحبت إسرائيل من غزة في العام الماضي بعد احتلال دام 38 عاما. \r\n \r\n أعاد قصف بيت حانون للأذهان الغارة الجوية على قرية قانا اللبنانية في 30 يوليو تموز مما أسفر عن مقتل 27 مدنيا. وقال الإسرائيليون \"إن تلك الواقعة كانت نقطة تحول في التأييد الدولي للهجوم على حزب الله\". \r\n \r\n وقال الصحفي يوفال الباشان في صحيفة يديعوت أحرونوت \"لدينا هذا الشعور غير المحتمل بأننا شاهدنا هذا الفيلم قبل ذلك ولكننا لم نتعلم فيما يبدو أي شيء\". \r\n \r\n ويقول أورين \"إن بعض الإسرائيليين يوجهون غضبهم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على وجه الخصوص لأنهم يشعرون أن الجيش من الممكن أن يتخذ إجراءات أكثر صرامة ضد الفلسطينيين، في حين يشعر آخرون أن الجيش يوقع أعدادا كبيرة من الضحايا المدنيين\". \r\n \r\n وأشار إلى أن مسؤولي الجيش يتحملون أيضا نصيبا من الانتقادات، حيث احتج آلاف من جنود الاحتياط الذين يمثلون العمود الفقري للجيش الإسرائيلي للشكوى من نقص في الإمدادات والتدريب وتشوش في الجبهات خلال حرب لبنان. \r\n \r\n وأضاف أورين \"إذا لم تعالج إسرائيل بعض القصور الذي ظهر في حرب الصيف الماضي فإنه إذا حدثت أزمة مثل تلك في المرة القادمة فإن أغلب الجيش ببساطة لن يظهر في المعركة\". \r\n \r\n \r\n وأردف قائلا \"يمكنني أن أتصور موقفا تعلن فيه الحكومة قيام حرب لا يحضر فيها أحد\".