\r\n واستطرد ذلك الجندي باحتقار قائلا «كانت تلك الحرب باختصار فوضى في فوضى وقد بدأت تلك الفوضى من القمة» ويقول معظم جنود الاحتياط الذين عادوا للحياة المدنية ان تدريبهم لم يكن كافيا، كما انهم ارسلوا الى لبنان دون وجود مهمات واضحة ورافقهم في ذلك وجود نقص في التموين مع معدات قديمة وفقدان للأساسيات مثل مياه الشرب. \r\n \r\n هذه الاحتجاجات تعكس وجود غضب متنام حول النتيجة غير المؤكدة للحرب وهشاشة وقف اطلاق النار ووجود شكوك حول قدرة قوات الأممالمتحدة على السيطرة على حزب الله والفشل في تحقيق الاهداف التي اعلن عنها مثل اطلاق سراح الجنديين الآسيرين. \r\n \r\n احتجاجات جنود الاحتياط ساهمت في سقوط حكومة غولدا مائير بعد حرب 1973 عندما أخذ الجيش المصري الجيش الاسرائيلي على حين غرة. \r\n \r\n الحرب في لبنان لا ينظر اليها الاسرائيليون على انها فشل بنفس ذلك الحجم ولكن استمرار الاحتجاجات يعني كسب المزيد من الزخم لهز الحكومة. \r\n \r\n تم انتخاب أولمرت وحزب كاديما في 28 مارس الماضي ولا يوجد هناك رغبة لاجراء انتخابات جديدة. \r\n \r\n وسيسعى حزب العمل وكاديما على الاغلب للمحافظة على الائتلاف الحاكم خاصة ان المستفيد الاكبر سيكون اليمين المتطرف. \r\n \r\n ولكن من الواضح ان الضعف لحق كثيرا باولمرت وبيرتس وهذا ملموس في التوجه نحو ارجاء أي تنفيذ للوعود التي قطعها أولمرت للناخبين بإجراء انسحابات جديدة من الضفة الغربية. يقف أولمرت حاليا وبقوة ضد تشكيل أي لجنة لتقصي الحقائق في البرلمان كون مثل هذه اللجنة قد تمتلك السلطات الكافية لاستجوابه مع كبار المسؤولين الآخرين في الدولة. \r\n \r\n خلال زيارته لبلدة كريات شمونة التي تلقت ربع اعداد الصواريخ التي اطلقها حزب الله على اسرائيل قال أولمرت انه يجب ان يتم التركيز على المستقبل. واضاف «انني لن اكون جزءا من جوقة الردح والندب ولن اكون ضمن تلك الجوقة، التي تسعى للاساءة الى الجيش». وقال أولمرت في خطاب ساخن القاه هناك «لا يوجد لدينا جيش آخر، من هو جيش الدفاع الاسرائيلي: انهم ابناؤنا واخواننا وشعبنا، ما الذي ننوي عمله؟ هل نوقفهم وظهرهم الى الحائط ونصفعهم على وجوههم؟ هل نحاكمهم؟ ام نضعهم امام لجان التحقيق، واذا ما دخلنا نزاعا آخر فإنهم لن يقوموا بواجبهم على أكمل وجه بسبب خوفهم من المساءلة؟ \r\n \r\n وقد طلب أولمرت من المدعي العام الخروج ببدائل أخرى مثل اجراء تحقيق حكومي حيث سيكون بمقدور أولمرت السيطرة على مسار التحقيقات وبامكان مجلس الوزراء تقرير ما الذي سينشر من عدمه. \r\n \r\n وقد وجهت الانتقادات لوزير الدفاع بيرتس على قراره القاضي بتشكيل لجنة للتحقيق في أداء الجيش ويطالب الجيش بأن يبقى ما ستتوصل اليه اللجنة طي الكتمان. وقد التقى حالوتس بالمئات من افراد قوات الاحتياط الذين ابلغوه بوجود أزمة ثقة بينهم وبين كبار الضباط المسؤولين عنهم. ووعد حالوتس بإجراء تحقيق في الأمر ومعالجته. وقال جنود آخرون انهم منعوا من كسب الحرب، واوضحوا رسالة مفتوحة ظهرت في الصحف وقع عليها المئات من قوات الاحتياط ان الحرب شابها التردد في اتخاذ القرارات حيث تم الغاء الكثير من المهام التي كلفوا بها في اللحظات الأخيرة. وقالت تلك الرسالة «هذا الشيء أدى الى وضعنا في اماكن معادية لفترات طويلة دون وجود عمليات محددة للقيام بها هذا أشعرنا وكأن شخصا ما بصق في وجوهنا». \r\n \r\n وطالبت تلك الرسالة في النهاية بإجراء تحقيق موسع وهو الشيء الذي يحاول أولمرت منع حدوثه. \r\n \r\n نوع آخر من الاحتجاج جاء من قبل الجنرال يوسي هيمان الذي شغل مناصب قيادية رفيعة في قوات المشاة وقوات المظليين. قال ذلك الجنرال «لقد ارتكبنا خطيئة الغطرسة. فبالرغم من القتال الشديد الذي خاضته كتائبنا ووحداتنا العسكرية، الا اننا نشعر بالفشل وعدم استغلال الفرص التي اتيحت لتحقيق النصر». \r\n \r\n وقد وجه هذا الجنرال اللوم لنفسه لأنه لم يستعد بما فيه الكفاية لهذه الحرب كما انه لم يجهز قواته كما يجب مما تسبب في طغيان عنصر الفوضى وانعدام وضوح الهدف. \r\n \r\n جماعة اطلقت على نفسها «الحركة من أجل حكومة ذات نوعية جيدة» نصبت خيمتين امام مكتب رئيس الوزراء والمحكمة العليا ورفعت يافطات كتب عليها «لقد خسرنا الشمال» و«لقد خسرنا الطريق». \r\n \r\n وقد رفض أولمرت اقتراحا تقدم به وزير الامن العام آفي ديختر الرئيس السابق لجهاز الشين بيت وهو الجهاز المسؤول عن مكافحة الارهاب من اجل اجراء محادثات سلام مع سوريا الراعي الرئيسي مع ايران لحزب الله حتى ولو أدى الأمر في النهاية للتخلي عن هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في 1967 واعادتها لسوريا. \r\n \r\n وقال أولمرت انه يفضل اجراء مفاوضات ولكن ليس في الوقت الذي يستمر فيه الرئيس السوري بشار الاسد في دعم الجماعات المعادية لاسرائيل مثل حزب الله وحماس اللتين تصنفهما الولاياتالمتحدة على انهما منظمتان ارهابيتان. \r\n \r\n وقال أولمرت «قبل إجراء أي تفاوض مع سوريا عليها ان تتوقف عن تمويل الارهاب. قبل ان نجري مفاوضات مع بشار الاسد عليه ان يمنع حزب الله من شن الهجمات الصاروخية على اسرائيل ضد المدنيين الابرياء». \r\n \r\n واختتم اولمرت تصريحاته قائلا «قبل ان نجلس لإجراء مفاوضات عليهم ان يتوقفوا عن تمويل حماس. واذا ما نفذوا هذه الامور يمكننا حينئذ اجراء مفاوضات سلام معهم». \r\n