\r\n وهكذا تصل الصومال مرة أخرى إلى نقطة الأزمة مع زيادة التوقعات باندلاع حرب بين الحكومة الانتقالية الضعيفة، والقوات الإسلامية التي تزداد قوة باطراد والتي تحكم العاصمة الصومالية مقديشو. \r\n \r\n وعلى الرغم من أن الصومال قد ظلت مرادفاً للفوضى منذ عام 1991، فإن ذلك المسؤول الأميركي، يقول إن الوضع الحالي قد يكون أكثر خطورة لأنه يهدد بجر جيران الصومال إلى الصراع. وكان ما قاله حرفياً في هذا الخصوص: \"لو اندلعت حرب، فإن الأمر المحتم هو أن يطول أمدها وأن تنتقل آثارها فيما وراء الحدود\". \r\n \r\n والمشكلة التي تتفاعل منذ وقت طويل، أن جميع الدول المجاورة للصومال وهي كينيا وإثيوبيا وجيبوتي توجد فيها أقليات عرقية من أصول صومالية تشكل جزءاً من سكانها. ويُشار بالنسبة لهذه النقطة تحديداً إلى أن بعض رجال الدين في مقديشو، قالوا إنهم سيغزون تلك الدول ليحرروا الصوماليين الذين يعيشون فيها وإنشاء \"الصومال الكبير\". \r\n \r\n وهناك نقطة أخرى مثيرة للقلق، وهي أن إثيوبيا وإريتريا، وهما جارتان لدودتان خاضتا من قبل حرباً، بسبب نزاع على أراضٍ صحراوية نتج عنها مصرع 100 ألف شخص، تتدخلان الآن في شؤون الصومال حيث يشتبه أن اريتريا تقوم بإرسال مستشارين وأسلحة إلى مقديشو لدعم الإسلاميين. وأن إثيوبيا - =وهو ما اعترف به المسؤولون الإثيوبيون أخيراً بعد إنكار طويل- قد أرسلت مئات من المستشارين العسكريين إلى \"بيداوا\"، التي يوجد فيها مقر الحكومة الصومالية المؤقتة. \r\n \r\n ويعتقد الخبراء الغربيون أن العدد ربما يكون أكثر من ذلك بكثير، وأنه قد يصل إلى 10 آلاف جندي إثيوبي، وعلى الرغم من أن إثيوبيا تعتبر من الدول الحليفة للولايات المتحدة داخل أفريقيا، فإن المسؤول العسكري الأميركي الكبير، أنكر أن الحكومة الأميركية تستخدم الجيش الإثيوبي كوكيل محلي ينوب عنها في محاربة \"الإسلاميين\" الذين تتهمهم الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع إرهابيي \"القاعدة\". \r\n \r\n وتعليقاً على الأوضاع في الصومال حالياً، يرى بعض العسكريين الأميركيين \"أن الأمور قد أصبحت متقلبة خلال الأسبوعين الأخيرين\"، إلا أنهم لم يذهبوا مع ذلك إلى حد القول بأن تلك الحرب، قد أصبحت وشيكة أو حتمية. \r\n \r\n ويعلق بعض الدبلوماسيين العاملين في نيروبي على المحادثات بين رئيس البرلمان المؤقت وكبار رجال الدين الإسلاميين باعتبارها تحمل مؤشراً للأمل. \r\n \r\n ويذكر في هذا الصدد أن \"شريف حسن شيخ آدن\" المتحدث باسم البرلمان الصومالي المؤقت، وأحد السياسيين القلائل في \"بيداوا\" الذين يحظون بالاحترام من قبل الإسلاميين، قد أمضى عدة أيام في مقديشو في محاولة استمالة رجال الدين المسلمين وإقناعهم بالعودة لمحادثات السلام التي كانت قد بدأت في يونيو الماضي، التي أوقف الإسلاميون مشاركتهم فيها لأنهم يرفضون أن يتفاوضون في الوقت الذي توجد فيه قوات إثيوبية في البلاد. ويصر الإسلاميون على ضرورة رحيل القوات الأثيوبية أولاً كشرط مسبق للعودة لتلك المحادثات. \r\n \r\n ومما يذكر في هذا الصدد أنه يوجد 1800 جندي تابعين للأمم المتحدة، يقيمون حالياً في جيبوتي التي تقع عند باب المندب، مهمتهم منع الإرهابيين من تحويل القرن الأفريقي إلى ملاذ آمن لهم. وثمة مسؤول أميركي كبير يرى أنه إذا ما فشلت جهود السلام في الصومال، واندلعت حرب شاملة تشمل المنطقة، فإن القوات الأميركية، لن تتورط في مثل تلك الحرب، وإنما\"ستتفرج عليها\". \r\n \r\n \r\n جيفري غيتلمان \r\n \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في نيروبي- كينيا \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n