\r\n وأوضح المسؤول الصومالي أن الارتباك والتشويش إنما مردهما إلى حقيقة أن إثيوبيا زودت القوات الصومالية التي تقوم بتوفير الحماية للحكومة الفتية ب4000 بذلة عسكرية، قائلا \"لقد رأى بعض الناس هذا الأمر، فاعتقدوا أن الجنود الإثيوبيين يحاصرونهم، ولكنها في الواقع قواتنا\"، مضيفا \"لقد تمت المبالغة في الأمر، ذلك أن رجال الدين المسلمين يحاولون إحداث التشويش والبلبلة\". \r\n \r\n وتوجد في الصومال قوتان تتنافسان للسيطرة على البلاد هما: \"اتحاد المحاكم الإسلامية\" الذي تغلبت قواته مؤخراً على أمراء الحرب المدعومين من قبل أميركا وبسط سيطرته على العاصمة مقديشيو المدمرة، وحكومة انتقالية ضعيفة تساعدها الأممالمتحدة، ولكنها تفتقر للقوة إلى درجة أنها لا تستطيع الدخول إلى مقديشيو، وهو ما دفعها للانتقال إلى مدينة بيداوا التي تبعد عن العاصمة بنحو 150 ميلاً. \r\n \r\n هذا وقد استمر رجال الدين يوم الجمعة في الإلحاح على أن الصومال قد تعرض للغزو، مُطلقين وابلاً من الوعيد والتهديد على أمواج الإذاعة. وفي هذا الإطار، دعا الشيخ حسن عويس، الزعيم المتشدد في \"اتحاد المحاكم الإسلامية\"، الناس إلى الاستعداد للجهاد ضد إثيوبيا التي تعد بلداً ذا أغلبية مسيحية، خلافاً للصومال الذي يعتنق جميع سكانه الإسلام. ومما يذكر أن البلدين كانا متنافسين على مدى عدة قرون، وقد خاضا حرباً مكلفة في سبعينيات القرن الماضي. \r\n \r\n وقال الشيخ عويس: \"يجب علينا أن ندافع عن سيادتنا\"، مضيفاً \"إنني أدعو الشعب الصومالي إلى الجهاد\". والواقع أن كلاماً من هذا القبيل سرعان ما أعطى مفعوله، حيث خرج الناس إلى الشوارع في العاصمة مقديشيو بعد صلاة الجمعة هاتفين \"فلتسقط إثيوبيا!\". وفي مسجد أبي هريرة، قال شيخ شاب لجمع من الناس أمامه: \"لقد غزا عدو الله الصومال\"، داعياً مستمعيه إلى الدفاع \"عن دينهم وترابهم\". \r\n \r\n أما في بيداوا، فقد فرضت الحكومة الانتقالية حظراً للتجول في الليل، في حين بدأ جنودها في تفتيش السيارات في الشوارع. كما تم توقيف مجموعات من الرجال، غير أن العديد منهم أطلق سراحه لاحقا. \r\n \r\n وكان صوماليون في وقت سابق من هذا الأسبوع قالوا إنهم رأوا شاحنات تابعة للجيش الإثيوبي ومئات الجنود ببذلاتهم العسكرية عابرين الحدود ومنتشرين في محيط مدينة بيداوا. بل إن بعض التقارير تحدثت عن تقدم فرقة من الجنود الإثيوبيين شرقا نحو العاصمة مقديشيو في الوقت الذي كانت تتجه فيه الميليشيات الإسلامية، والتي ما زالت منتشية بسلسلة من الانتصارات، غرباً في اتجاه بيداوا. \r\n \r\n ومما يجدر ذكره أن المسؤولين في إثيوبيا أعربوا علناً عن دعمهم للحكومة الانتقالية الصومالية، والوقوف إلى جانبها لحمايتها من تقدم \"المحاكم الإسلامية\"، والتي قد يشكل زحفها تهديدا كذلك بالنسبة للأوضاع السياسية الهشة في إثيوبيا. ويذكر أيضاً أن إثيوبيا تقوم، رفقة دول أخرى، بتزويد الساسة الصوماليين في بيداوا بالمستشارين العسكريين والعتاد، غير أن الزعماء الإثيوبيين ينفون أن يكونوا قد أرسلوا قوات عبر الحدود. \r\n \r\n الواقع أنه ما زال يتعذر الوصول إلى معظم مناطق الصومال بالنظر إلى تردي وسائل الاتصال وإعلان العديد من مناطق الصومال مناطق خطرة لا يمكن للأجانب زيارتها، وهو ما دفع مسؤولي الأممالمتحدة في إفريقيا ومسؤولي وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن إلى القول يوم الجمعة إنهم لا يعلمون ما إن كانت إثيوبيا قد غزت الصومال بالفعل، أو ما إن كانت الحلقة برمتها ليست سوى لبس بسبب البذلات العسكرية. \r\n \r\n \r\n جيفري غيتلمان \r\n \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في كينشاسا \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n