لليوم الثاني على التوالي تواصلت الاشتباكات بين عناصر المقاومة الصومالية وقوات الاحتلال الإثيوبي والقوات الحكومية الموالية لها في العاصمة الصومالية مقديشو صباح اليوم الخميس حيث أوقعت المعارك التي دارت بالأمس ما يقرب من 20 قتيلا بينهم ستة من الجنود الإثيوبيين وإصابة نحو مائة آخرين بجروح. وتفجرت المعارك مجددًا- بحسب الجزيرة - بالقرب من سوق المواشي في العاصمة الصومالية. غير أن شهود عيان قالوا إن حدّة المواجهات هدأت في وقت تُسمع فيه أصوات المدافع وطلقات نارية متفرقة على فترات متقطعة. وأصدر الرئيس الصومالي المؤقت والموالي للاحتلال عبد الله يوسف أحمد أوامره بإخلاء السكان من المناطق التي تجري فيها الاشتباكات واعتبارها مناطق عسكرية. وعلى نفس السياق دافع القيادي في المحاكم الإسلامية الشيخ حسن طاهر عويس عن الهجمات التي طالت القوات الحكومية والإثيوبية في مقديشو أمس. وقال عويس – بحسب هيئة الإذاعة البريطانية- إن الشعب الصومالي أُسيئت معاملته وإن الصوماليين قادرون على إنهاء خلافاتهم إذا غادرت كل القوات الأجنبية. وأوضح عويس أنه لا أحد يستطيع إنكار أنّ مَن يقاتلون في مقديشو يدافعون عن أنفسهم دون تأكيد ما إذا كانت المحاكم شاركت بالقتال فذلك ليس مهمًا والمهم ما يقوم به الناس ليدافعوا عن أنفسهم, وهم سيفعلون ذلك مستقبلاً، سواءً فرديًا أو عشائريًا. كما حمل عويس الذي شارك في حرب 1977 ضد أثيوبيا- على الرئيس الصومالي المؤقت ووصفه بجزء من النظام الأثيوبي قائلا إنه لن يحضر مؤتمر المصالحة الوطنية الذي دعا إليه عبد الله يوسف الشهر القادم في مقديشو. وتركزت الاشتباكات -التي اندلعت بعد هجوم على مقر القوات الإثيوبية- في أحياء جنوب العاصمة, حيث شوهدت جثث جنود تسحل في الشوارع قبل إحراقها وهو الأمر الذي نفته خارجية أثيوبيا في حين بدأ بضعة مئات منهم يغادرون العاصمة في مرحلة انسحاب جديدة. وكانت حركة المقاومة الشعبية في أرض الهجرتين قد أعلنت – بحسب وكالة أسوشيتدبرس- أنها تتعرض منذ صباح أمس الأربعاء لهجوم من قِبَلِ القوات الحكومية جنوب مقديشو وبعض المناطق شمال العاصمة. وأضاف البيان أن الحركة تصدت لهذه الهجمات وأن عددًا من عناصر القوى الأمنية الحكومية استسلموا لها.وهو ما يشير إلى مسئولية الحركة عن اشتباكات أمس . وفي تطور آخر توقع مسئول حكومي صومالي أن يكون الأسبوع القادم ساخنا جدا قائلا إن هجمات أمس تركزت على أجزاء تسيطر عليها قبيلة حبر غدير التي ينظر إليها كداعمة كبرى للمحاكم. كما حذر السفير الأمريكي في نيروبي مايكل رانبرغ من أن المحاكم تجمع نفسها من جديد بتشجيع من القاعدة – بحسب مزاعمه - وإن لم ينسب هجمات مقديشو إلى هذا التنظيم. وعلى مدار أشهر، سيطرت المحاكم الإسلامية على مقديشو والقسم الأكبر من وسط الصومال وجنوبها, حيث نجحت في إعادة الأمن بعد سنوات من الحرب الأهلية التي مزّقت الصومال من الأعماق؛ إلا أنّ التدخل العسكري الإثيوبي في أواخر ديسمبر الماضي جاء ليُعيد أجواء الصراع مجددًا في البلاد، ولتبرير تدخلها العسكري؛ قالت إثيوبيا: إنّ الإسلاميين الصوماليين يهدّدون أمنها. ويقود اتحاد المحاكم الإسلامية المقاومة في الصومال ضد قوات الاحتلال الإثيوبي تنفيذًا لتعهد قياداتها بشن عمليات مقاومة ضد الإثيوبيين بعدما غادرت المحاكم المناطق التي كانت تسيطر عليها في الصومال إثر بدء الغزو الإثيوبي لتجنيب المواطن الصومالي ويلات المواجهات التي كان من المتوقع أن تنشب بين المحاكم والقوات الغازية، وتشارك في عمليات المقاومة أيضًا العديد من الفصائل الصومالية الأخرى من بينها حركة المقاومة الشعبية في أرض الهجرتين. وتحظى المقاومة بدعم من الشعب الصومالي الذي تطالب شرائحه بعودة المحاكم إلى الحكم في البلاد، ومن بين أبرز القوى الشعبية الصومالية التي تواجه الاحتلال عشيرة الهويي التي ترفع السلاح ضد الإثيوبيين وتتهم الرئيس الانتقالي في الصومال عبد الله يوسف أحمد بالتسبب في دخول الاحتلال إلى البلاد وتعزيز الميليشيات الموالية له لضمان استمرار الحكم الذاتي الذي تتمتع به منطقة بلاد بونت في شمال الصومال والتي ينتمي إليها الرئيس الانتقالي حيث ينحدر من عشيرة الدارود المنتشرة في بلاد بونت. وأصدرت عشيرة الهويي بيانًا أمس انتقدت فيه الحكومة الانتقالية في الصومال والاحتلال الإثيوبي وكانت قد أصدرت في السابق بيانًا هاجمت فيه أيضًا دعوة الحكومة الانتقالية للمواطنين لتسليم السلاح إلى السلطات الصومالية وأشارت فيه إلى أن الحكومة الانتقالية تكيل بمكيالين في هذا المجال حيث تسحب سلاح بعض العشائر بينما تسمح للبعض الآخر الموالي لها بالاستمرار في حمل أسلحته بل وتسلمه الأسلحة التي تمت مصادرتها من القبائل الأخرى. وتتهم القبيلة الاحتلال الإثيوبي بممارسة العديد من الانتهاكات ضد المواطنين الصوماليين ومن بينها القتل والاغتصاب، وكانت امرأة صومالية قد قالت إن جنودًا إثيوبيين اغتصبوها، ثم اعتدوا عليها بالضرب إلى أن فقدت وعيها واتهم زوجها رجال الاحتلال الإثيوبيين بارتكاب الجريمة.