\r\n والدراما المحيطة بالانتخابات البرازيلية الحالية تنبع من عدم التأكد حول ما إذا كان الرئيس الذي أصبح عرضة للهجوم بسبب \"مفاجأة سبتمبر\" غير السارة التي تورط فيها بعض من أقرب مساعديه، سيحصل على الأغلبية التي يريدها من الجولة بحيث لا يضطر إلى خوض انتخابات إعادة. \r\n ومن المعروف أن المرشح الذي يحتل المركز الثاني في الترتيب بعد \"دا سيفا\" بفارق كبير هو \"جيرالدون الكامين\" (الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرازيلي) الطبيب البالغ من العمر 53 عاماً والذي شغل في السابق منصب محافظ ساو باولو أكبر ولاية في البرازيل. \r\n هناك مرشحان آخران– كانا في الأصل حليفين ل\"دا سيلفا\"- ولكنهما يقفان اليوم على يساره هما \"هيلويسا دي مورايس\" (حزب الاشتراكية والحرية) و\"كريستوفان بوراك\"(حزب العمال الديمقراطي). ويذكر أن سلسلة من استطلاعات الرأي، قد أظهرت أن مجموع الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها هذان المرشحان في المجمل تبلغ تقريبا 10 %من مجموع الأصوات. \r\n ويذكر أن السيد \"الكامين\" كان قد اعترف في مؤتمر صحفي أمام المراسلين الأجانب يوم الثلاثاء الماضي، بأن وضعه أقل قوة من وضع \"دا سيلفا\"، ولكنه ذهب مع ذلك إلى أن عقد انتخابات إعادة أو جولة انتخابات حاسمة سيكون أمراً حتميا، بسبب نفور الناخبين المتزايد من الفضيحة الجديدة وبسبب ما يطلق عليه \"تآكل مصداقية الرئيس\". \r\n وعلى الرغم من أن \"لولا دا سيلفا\" قد انتخب منذ أربع سنوات على أجندة انتخابية تعهد فيها بحكومة نظيفة، فإن سنوات حكمه شهدت فضائح فساد، تراوحت ما بين شراء الأصوات في الكونجرس البرازيلي، إلى تقاضي عمولات في إطار عقود طبية وبريدية. وأدت تلك الفضائح إلى دفع بعض مسؤوليه للاستقالة ومنهم مدير مكتبه ووزير المالية، ورئيس حزب \"العمال\"، ومسؤول الخزانة فيه وسكرتيره العام. \r\n على الرغم من ذلك، فإن ما كان يبدو حتى منتصف سبتمبر هو أن \"دا سيلفا\" سيحقق فوزاً سهلاً في الجولة الأولى من الانتخابات. \r\n ولكن الذي حدث بعد ذلك هو أن أعضاء في حزب العمال\" الذي أسسه \"دا سيلفا\" عام 1980 تم القبض عليهم وهم يحاولون دفع مبلغ792,000 دولار أميركي نقداً مقابل الحصول على ملف كانوا يعتقدون أنه يحتوي على معلومات كفيلة بتجريم حزب \"الكامين\" في فضيحة فساد متعلقة بوزارة الصحة، ولم يتورط فيها أحد حتى الآن بشكل رئيسي سوى حزب \"دا سيلفا\". ونتيجة لهذه الفضيحة، اضطر مدير حملة \"دا سيلفا\" الانتخابية إلى الاستقالة من وظيفته. \r\n ومن المعروف أن \"دا سيلفا\"، قد رشح نفسه لمنصب الرئيس في جميع الانتخابات الشعبية التي عقدت في البلاد منذ انتهاء حكم الديكتاتورية العسكرية في 1985. على قائمة \"اليسار\" المتشدد، ولكنه خسر في انتخابات عام 1989, وعام 1994, و 1998 مما اضطره للتحول إلى الآراء الديمقراطية الاشتراكية التي يعتنقها خصومه، وهو ما أدى في نهاية المطاف لتحقيقه لنصر ساحق في انتخابات 2002 عندما حصل على 60 في المئة من مجموع الأصوات. \r\n ويبلغ عدد المسجلين في القوائم الانتخابية في البرازيل التي تعد رابع أكبر دولة ديمقراطية في العالم 126 مليونا. والتصويت إجباري بالنسبة لجميع المواطنين بين 18 و70 عاما، ولكن الغضب من الفساد وانكشاف الغشاوة لدى قطاعات عريضة من البرازيليين وخصوصا أجيال الشباب المثاليين أديا إلى نوع من القلق بشأن قيام الناخبين بوضع بطاقات بيضاء أو تالفة داخل الصناديق أو حتى البقاء في البيوت وعدم المشاركة في الانتخابات ودفع الغرامة الصغيرة المقررة لذلك. \r\n ويتفق المحللون على أن \"دا سيلفا\" يريد بأي ثمن تجنب الدخول في انتخابات الإعادة التي ستعقد في 29 أكتوبر في حالة عدم حسم الانتخابات في جولتها الأولى. \r\n يرجع السبب إلى أن الصحف البرازيلية تنشر بشكل يومي تقريباً تقارير عن وقائع فساد تتعلق بالمساعدين المقربين لدا سيلفا، كما تثير الشكوك حول علمه بتلك الوقائع. \r\n ويرد الرئيس \"دا سيلفا\" على ذلك باتهام المعارضة بأنها تحاول أن تحقق بوسائل غير ديمقراطية ما لا تستطيع تحقيقه من خلال صناديق الاقتراع، وأن كان قد المح بشكل غامض إلى أن بعض المحيطين به هم السبب في تلك الحملة البربرية عليه، ليس هذا فحسب بل أنه شبه نفسه في تجمع انتخابي عقد خلال الشهر الحالي بالسيد المسيح عندما قال إنه هو أيضا قد تعرض للخيانة من قبل حوارييه. \r\n \r\n لاري روثر \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في ريو دي جانيرو- البرازيل \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n \r\n