بدأ حوالى 32 مليون برازيلي الاحد الادلاء باصواتهم في الدورة الثانية للانتخابات البلدية في 50 مدينة من بينها ساو باولو حيث يبدو فرناندو حداد مرشح الرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الاوفر حظا للفوز بالرغم من محاكمة بتهمة الفساد تطال حزب العمال (يساري) الذي ينتمي اليه. وافادت استطلاعات الرأي الاخيرة ان فرناندو حداد (حزب العمال اليساري الحاكم) شبه المغمور الذي لم يكن يراهن عليه احد، حصل على 58% من نوايا التصويت مقابل 42% لخصمه الاشتراكي الديمقراطي وحاكم ساو باولو سابقا جوزيه سيرا (المعارضة). وفتحت مكاتب الاقتراع عند الساعة 08,00 (10,00 ت غ) في ساو باولو وغيرها من المدن الكبرى التي يبلغ عدد سكان كل منها اكثر من 200 الف نسمة من بينها 17 من اصل العواصم ال26 لولايات الجمهورية الفدرالية على غرار سلفادور وفورتاليزا وكوريتيبا. وساو باولو العاصمة الاقتصادية للبرازيل تعتبر اهم المدن في الانتخابات البلدية اذ تعد بلديتها عموما بمثابة جسر عبور نحو الرئاسة. وفي حال فوز حزب العمال فهو سيخرج من الانتخابات قويا. وفرناندو حداد اللبناني الاصل هو سياسي مغمور ولكن مستقبله يبدو واعدا، فهو كان وزيرا سابقا للتربية في عهد الرئيس لولا دا سيلفا (2003-2010) الذي يتمتع بشعبية كبرى لكنه مجهول لدى الناخبين وقد فاجأ الجميع بفوزه على مرشح الانجيليين المحامي ومقدم البرامج التلفزيونية سيلسو روسومانو الذي كان يعتبر الاوفر حظا. بالتالي يتنافس حداد البالغ 49 عاما في الدورة الثانية مع جوزيه سيرا البالغ 70 عاما وهو حاكم ساو باولو السابق والمرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية ضد لولا دا سيلفا والرئيسة الحالية ديلما روسيف. وتوقع الكثير من المحللين خسارة حداد المدعوم من روسيف كذلك بسبب تبعات قضية الفساد المرفوعة ضد حزب العمال التي اثارت ضجة كبرى بدأت في مطلع اب/اغسطس امام المحكمة العليا. ورأت المحكمة ان رشاوى دفعت في البرلمان اثناء السنوات الاولى لحكومة لولا دا سيلفا لشراء اصوات النواب. وادانت بين الدورتين بتهمة الفساد وتشكيل عصابة اشرار 25 من المتهمين ال37 بينهم جوزيه ديرسو الذي كان الذراع اليمنى للرئيس السابق لولا دا سيلفا. ويتوقع ان يعكس استحقاق الاحد ميزان القوة التقليدي بين حزب العمال وحزب الاشتراكية الديموقراطية البرازيلية المعارض اللذين يحكمان البلاد بالتداور منذ 18 عاما. لكن هذا النزاع الانتخابي يفترض ان يؤكد كذلك توجها يشهد تعززا منذ 1996 وهو نمو الاحزاب السياسية المنتمية الى الائتلاف الاساسي الحاكم مع حزب العمال، على غرار الحزب الاشتراكي البرازيلي. ومن بين العواصم ال17 التي لم يحرز فيها احد عدد الاصوات اللازمة للفوز، يخوض حزب العمال السباق الانتخابي في ست مدن وهي ساو باولو وسلفادور دي باهيا وفورتاليزا وجواو بيسوا وريو برانكو وشيابا، وهو الاوفر حظا في ثلاث منها. وفي العواصم الثلاث الاخرى يعتبر حليفه الرئيس في الحكومة وهو حزب الحركة الديموقراطية البرازيلي الوسطي الاوفر حظا. ولم ينل ابرز الاحزاب المعارضة لحزب العمال وهو الحزب الاشتراكي الديمقراطي العدد اللازم من الاصوات في ثماني عواصم هي ساو باولو وماناوس وريو برانكو وساو لويس دو مارانياو وجواو بيسوا وتيريسينا وبيليم دو بارا وفيتوريا. وعلى غرار حزب العمال فهو مرشح للفوز في ثلاثة منها. كما حصل في العام 2008 احرز حزب الحركة الديموقراطية اكبر عدد من البلديات في الدورة الاولى (1025) وتلاه الحزب الاشتراكي الديموقراطي (693) وحزب العمال الذي حافظ على مرتبته الثالثة (628)، لكنه الحزب الوحيد الذي احرز تقدما بنسبة 14%. في الدورة الاولى توجه حوالى 140 مليون برازيلي الى صناديق الاقتراع لانتخاب رؤساء بلديات واعضاء المجالس البلدية لولاية من اربع سنوات في 5568 بلدية حول البلاد.