لقد نجح المالكي في جذب بعض الجهات السنية إلى حكومة الوحدة الوطنية ولكن خارج جدران المنطقة الخضراء الواقعة على الضفة الغربية لنهر دجلة حيث توجد الحكومة مع ثلاثة آلاف مسؤول آخر يتخندقون هناك فإن بقية فئات الشعب العراقي في العاصمة قد أمسك بخناق خصمه بقوة وبعنف غير معهود لم يظهر على الساحة العراقية من قبل. \r\n \r\n نتيجة لذلك بدأت حركة مستمرة لتقسيم العاصمة وفق الخطوط العرقية والمذهبية. \r\n \r\n وقد ازدادت الأمور سوءا بعد تفجير أحد الأضرحة الشيعية في فبراير في سامراء الواقعة شمال بغداد بعدها أصبحت الاشتباكات تتواصل ما بين السنة والشيعة حيث عمل جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر على ملاحقة العناصر والجماعات السنية وقتها وتعذيبها وارهابها، والآن ينهمك السنة والشيعة في قتال ضار ودؤوب من أجل السيطرة على المناطق المختلفة التي يعيش فيها السنة والشيعة جنبا إلى جنب ولا يمر يوم إلا ويقتل به عشرات العراقيين وغالبا ما تتم عملية القتل على أسس مذهبية. \r\n \r\n الميليشيات والمتمردون يأمرون أعضاء طائفتهم بالبقاء في منازلهم ثم يقومون بعمل نقاط تفتيش وتتم بعدها عملية القتل لمن يوقعه حظه العاثر من الجماعة الأخرى بالمرور في تلك المنطقة. \r\n \r\n وتقول الأممالمتحدة ان حوالي 3 آلاف عراقي يقتلون شهريا وهناك تزايد لظاهرة التطهير العرقي خاصة في المناطق المتنازع عليها وقد تم تسجيل 162 ألفا كلاجئين منهم 30 ألفا في شهر يوليو وحده. \r\n \r\n السنة يشددون قبضتهم على معاقلهم مثل الغزالية والأميرية الواقعة غرب المدينة وعلى الكرخ على الضفة الغربية للنهر وعلى الأعظمية شمال شرق النهر. \r\n \r\n مناطق الشيعة الرئيسية تقع إلى الشرق خاصة في مدينة الصدر التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة ويسيطر الشيعة كذلك على الكاظمية والشآلة في الشمال الغربي. \r\n \r\n مناطق النزاع المختلفة تقع في الجنوب في دورا ومنطقة الجهاد في الغرب وحول السيدية والأميرية في الجنوب الغربي وعلى الحدود ما بين الشآلة والغزالية. \r\n \r\n وذكر أحد المسؤولين الشيعة مؤخرا ان الأطراف المعنية قد اتفقت ضمنيا إلى حد ما فيما بينها على الاحتفاظ بالوضع الراهن وهي تدرس ببساطة الطرق الكفيلة بتقسيم العاصمة فيما بينها. \r\n \r\n المالكي بالطبع ليس بوسعه قبول مثل هذا التقسيم على غرار تقسيم بيروت خلال الحرب الأهلية اللبنانية لأن ذلك يعني نهاية الائتلاف الذي يترأسه. \r\n \r\n ويبدو ان الكثير من العناصر الشيعية قد شقت عصا الطاعة على مقتدى الصدر الذي يدعو ولو على الورق من أجل الوحدة ما بين السنة والشيعة. \r\n \r\n ان فكرة اقامة منطقة سنية في بغداد ستضع الحكومة والأميركيين في مأزق كون الأحياء السنية هي التي تحيط بالمنطقة الخضراء في بغداد حيث يقيم الأميركيون وحلفاؤهم. \r\n \r\n ردا على ذلك اقنع المالكي الأميركيين بجلب المزيد من القوات الأميركية لبغداد حيث يوجد الآن 43 ألف جندي عراقي و7200 جندي أميركي من أجل تأمين المناطق التي يتعارك عليها السنة والشيعة. \r\n \r\n وقد بدأت القوات الحكومية والأميركية بضرب الميليشيات الشيعية والسنية على حد سواء. \r\n \r\n ولا يزال هناك أمل ولو قليل في المحافظة على وحدة التراب العراقي ويتمثل هذا الأمل في الجيش العراقي الناشئ الذي يضم الكثير من الضباط السنيين فمعظم السنة لا يثقون في وحدات الشرطة ويتهمونها بأنها تقدم الدعم للميليشيات الشيعية في حربها الطائفية لعزل السنة وطردهم من المناطق المختلفة في بغداد. \r\n