يقول العقيد سالم زاجي قائد الشرطة في احدى المناطق الواقعة جنوب بغداد ان الحرب ليست بين العراقيين والاميركيين بل هي بين السنة والشيعة‚ \r\n \r\n هذا العقيد الذي يمتلك خبرة في مجال العمل الامني تقارب 26 عاما يشرف على واحدة من اكثر المناطق غليانا وهي منطقة دورا التي يقيم فيها السنة والشيعة معا وكلتا الطائفتين تشتكي من انها ضحية لعمليات القتل الطائفي‚ \r\n \r\n بعد ان تم اخراج المقاتلين السنة من الفلوجة على ايدي القوات الاميركية المدعومة من قبل قوات الشرطة العراقية التي هي في معظمها شيعية تحرك هؤلاء المقاتلون نحو الشرق في نوفمبر الماضي الى قرى تقع جنوب بغداد‚ \r\n \r\n في هذه المناطق الغنية بالارض اعتاد صدام حسين اسكان ضباط الجيش الموالين له قبل الحرب‚ اقام المقاتلون السنة قواعد جديدة لهم في المنطقة وبدأوا بمطاردة «المرتدين» الشيعة الذين ينظر اليهم على انهم جواسيس لاميركا‚ هذه الحملة بدأت تتجه شمالا نحو بغداد‚ ويقول العقيد «لدينا الكثير من المعلومات التي تقول ان البعثيين بدأوا باعادة تنظيم صفوفهم‚ انهم يعتقدون ان بإمكانهم السيطرة على السلطة مرة اخرى»‚ \r\n \r\n يقول زاجي علنا انه لا يستطيع الوثوق بضباطه من السنة ويتهم العناصر السنية باستهداف «السادة» الذين ينسبون لنسل الامام علي والحسين‚ \r\n \r\n يقول العقيد «انهم سيقتلون اي سيد في دورا‚ انهم لن يوفروا احدا حتى الشيعة العاديين»‚ \r\n \r\n الوضع اصبح محتقنا مما دعاه للسماح للشيعة بحمل السلاح في الشوارع من اجل الدفاع عن انفسهم‚ سائق شيعي من دورا ذكر انه كان جالسا في سيارته مع اسرته ينتظرون ولدا لهم ليخرج من احد المحال التجارية عندما انطلق الرصاص فجأة‚ غادر المنطقة على الفور وبعد توقف اطلاق النار عاد ليبحث عن ابنه حيث عثر عليه ولم يصب بأي جروح ولكنه كان مصدوما»‚ \r\n \r\n صاحب احدى الصيدليات قتل في اطلاق النار ويبدو ان السبب في ذلك وضعه صورا للامام علي وابنه الحسين في محله‚ \r\n \r\n يقول شاب شيعي فر من بيته في دورا ان المسلمين السنة صوروا مسيرات الشيعة والناخبين الذين شاركوا في الانتخابات وبدأوا باستهدافهم وقتلهم دون خوف من عقاب‚ \r\n \r\n وكرد فعل على تنامي العنف الطائفي بدأ الشيعة بمغادرة بعض مناطق بغداد والتوجه الى النجف وكربلاء‚ \r\n \r\n ويشتكي السنة بدورهم من انهم يستهدفون بعمليات القتل بسبب عقيدتهم المختلفة عن العقيدة الشيعية‚ ويقول عبدالمالك العبيدي (29 عاما) وهو فني سيارات سني يقطن في حي الامل قرب دورا انه رأى الشيعة وهم يطلقون النار مرتين على صديق له وأصابوه في رجليه وطلب الجناة من المارة في الشارع عدم التدخل‚ \r\n \r\n يقول العبيدي «انني خائف من ان دوري سيأتي قريبا وهذا يدعوني لإغلاق محلي‚ اشعر انني مهدد طوال الوقت‚ انه لشعور فظيع بأن الموت قد يأتيك في اي لحظة‚ لا اجلس لوحدي في محلي وانما اطلب الى الاصدقاء القدوم والجلوس معي»‚ \r\n \r\n بعض مشايخ الشيعة المرتبطين بمقتدى الصدر اقروا بتوجيه ضربات لمن يعتقدون انهم «مجرمون» من السنة‚ في غرب بغداد كم قتل صاحب صيدلة سني مؤخرا‚ هذا الصيدلي تلقى رسالة تهديد قبل ايام من مقتله تقول «غادر المنطقة والا فانك ستقتل‚ ما الذي يفعله سني مثلك في منطقة شيعية؟»‚ \r\n \r\n عندما يهاجمون نادرا ما يلجأ السنة الى قوات الامن العراقية التي يسيطر عليها الشيعة والاكراد‚ يقول الدكتور اياد وهو طبيب محلي انه تم تجميع 80 سنيا وتعرضوا للضرب المبرح من قبل رجال الحرس الوطني الذين كانوا يلعنون الخلفاء السنة الذين تولوا امر المسلمين بعد وفاة الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم )‚ \r\n \r\n يقول هذا الطبيب «لقد اخذونا من منازلنا وحققوا معنا كما لو كنا ارهابيين‚ السبب الذي دفعهم لفعل ذلك هو اننا نصلي في احد مساجد السنة المحلية»‚ ويضيف «لقد بدأوا بحرق ذقوننا ثم اعتدوا علينا بالضرب»‚ \r\n \r\n يقول صباح كاظم الذي يعمل مستشارا لوزير الداخلية «ان العراق ربما يكون الآن سائرا على طريق طالما فزعنا منه‚ انه طريق النزاع الدموي»‚ \r\n \r\n ويضيف «لا اريد ان اقول حربا اهلية ولكننا سائرون في الطريق اللبناني‚ سينتهي بنا المطاف لتسيطر كل طائفة على منطقة محددة بها امراء للحرب‚ انهم السنة ضد الشيعة والشيعة ضد السنة‚ ان هذا ما يحدث حقيقة الآن»‚ \r\n