\r\n والواقع أن العدد، وهو في معظمه لمدنيين وإن كان يرجح أنه يشمل أيضا بعض قوات الأمن والمتمردين، عدد ضخم ومهول، ذلك أنه يعادل باستعمال النسبية مقتل 570000 أميركي في الولاياتالمتحدة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. يذكر أن الفترة نفسها عرفت مقتل 2520 جنديا أميركيا على الأقل في العراق. \r\n يقول المسؤولون العراقيون الذين شاركوا في جمع الإحصائيات إنه لم يتم إحصاء جميع الوفيات التي حدثت بسبب أعمال عنف في بعض المناطق، وبخاصة في إقليم الأنبار المضطرب الواقع غرب البلاد، حيث يتعذر على موظفي قطاع الصحة هناك جمع البيانات نظراً لأعمال العنف وانفلات الأمن والانقطاعات الكهربائية المتكررة وتعطل شبكات الهاتف. وقد أقرت وزارة الصحة بأن الأرقام المعلن عنها لا تعكس جميع الوفيات. علاوة على ذلك، أعلنت الوزارة أن أرقامها لا تشمل الأقاليم الشمالية الثلاثة التابعة لمنطقة كردستان شبه المستقلة نظراً لأن المسؤولين الأكراد لا يزودون حكومة بغداد بأرقام الوفيات. \r\n ومما يذكر أن إدارة بوش قلما أعلنت عن أرقام وفيات المدنيين في السنوات الثلاث التي تلت إسقاط نظام صدام حسين. غير أن الرئيس بوش أعلن العام الماضي أنه يعتقد أن \"30000 تقريباً قتلوا نتيجة للاقتحام الأولي وتواصل أعمال العنف ضد العراقيين\". \r\n إلى ذلك، تلقت مشرحة بغداد 30204 جثث في الفترة الممتدة من 2003 إلى منتصف 2006، في ما أعلنت وزارة الصحة أنها وثقت 18933 حالة وفاة ناجمة عن \"اشتباكات عسكرية\" و\"هجمات إرهابية\" خلال الفترة الممتدة من الخامس من أبريل 2004 إلى الأول من يونيو 2006، ليشكل العددان ما مجموعه 49137. والحال أن عينات تم الحصول عليها من إدارات صحية محلية في أقاليم أخرى من العراق تظهر أن بعض الوفيات لم يتم إحصاؤها، وهو ما يرفع المجموع إلى أكثر من 50000، علماً بأن الرقم لا يشمل الوفيات التي وقعت خارج محيط بغداد خلال العام الأول من الغزو. \r\n وتعكس الحالات الموثقة انزلاق البلاد أكثر إلى دوامة العنف، ذلك أن الأغلبية الساحقة من الجثث التي تم عدها في مشرحة بغداد توفي أصحابها عن طريق الإعدام، كما أن العديد منها يحمل آثار التعذيب –حفر وحروق وعيون انتزعت وأطراف بترت. فيما تم قتل آخرين عن طريق الخنق أو قطع الرأس أو الطعن أو الضرب حتى الموت. \r\n وإذا كانت سجلات المستشفيات لا تميز بين المدنيين والمقاتلين وقوات الأمن، فإن سجلات وزارة الصحة تميز بين أسباب الوفاة، حيث تشير هذه السجلات إلى أن نحو 75 في المئة ممن توفوا بسبب أعمال العنف قتلوا في \"أعمال إرهابية\" من قبيل التفجيرات. أما ال25 في المئة المتبقون، فقد قتلوا فيما تم تصنيفه باشتباكات عسكرية. أحد المسؤولين بوزارة الصحة وصف الضحايا ب\"عابري سبيل أبرياء\"، ذلك أن العديد منهم قتل على يد القوات الأميركية أو العراقية، في تبادل لإطلاق النار أو في حوادث عرضية بنقاط التفتيش. \r\n ولم تكن ثلاث سنوات من الاقتتال لتمر دون أن تترك آثارها على البلاد، وكان تحديد عدد الذين توفوا في العام الأول الذي تلا الغزو، والذي شمل الاقتحام الأولي والقصف الجوي لبغداد وأسابيع من الفوضى التي عمت البلاد، أمراً في غاية الصعوبة. فوفق استطلاع قامت به \"لوس أنجلوس تايمز\" وشمل مستشفيات بغداد، توفي خلال الأسابيع الخمسة التي تلت اندلاع الحرب ما لا يقل عن 1700 مدني في العاصمة. كما قدر تحليل ل\"إحصاء الجثث العراقية\"، وهي منظمة غير حكومية، أن ما بين 5630 و10000 مدني عراقي قتلوا في البلاد من التاسع عشر من مارس إلى أبريل 2003. \r\n علاوة على ذلك، تظهر أرقام وزارة الصحة لشهر مايو خلال النسبة للسنوات الثلاث الأخيرة أن الوفيات الناجمة عن الحرب تضاعفت بأكثر من ثلاث مرات، حيث قفزت من 334 في مايو 2004 إلى 1154 الشهر المنصرم. واللافت أن أعمال العنف غدت مركزية بشكل متزايد في وقت يستمر فيه تصاعد أعمال العنف، ذلك أنه من بين ال2532 شخصاً الذين لقوا مصرعهم في العراق الشهر الماضي، فإن 2155 منهم –أي نحو 85 في المئة- توفوا في بغداد. \r\n هذا وتقدر منظمة \"إحصاء الجثث العراقية\" أن ما بين 38475 و42889 عراقياً قتلوا منذ الغزو، علماً بأن هذه التقديرات لا تشمل الوفيات في أوساط قوات الأمن العراقية. وقد شكل عدد القتلى في العراق موضوعاً بالغ الحساسية بالنسبة لإدارة بوش، التي تقول إنها لا توثق عدد القتلى المدنيين، غير أن مسؤولين عسكريين في بغداد أقروا بأنهم يسجلون أعداد المدنيين الذين قتلوا على يد الجنود الأميركيين في حوادث عرضية. \r\n \r\n لويز راو \r\n مراسلة \"لوس أنجلوس تايمز\" في بغداد \r\n دوغ سميث \r\n عضو هيئة تحرير \"لوس أنجلوس تايمز\" \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست \r\n \r\n