\r\n \r\n أطاحت القوات المسلحة الأميركية بنظام صدام حسين خلال ثلاثة أسابيع، في مسعى مصمم لتحرير العراقيين وليس لمعاقبة بلد بأكمله، لكن بعض المراقبين تنبأوا عشية الحرب بمعارك طويلة مريرة لإسقاط نظام صدام. ولاحقاً، خلال الحرب حذروا من أننا علقنا في عاصفة رملية أوقفت تقدمنا نحو بغداد. \r\n \r\n وخلال الثلاثين شهراً التي تلت ذلك، وبرغم سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوفنا، فإن قواتنا المسلحة لم تخسر ولا حتى معركة واحدة مع المسلحين ولقد دربت قواتنا مئات الألوف من عناصر الشرطة والوحدات العسكرية العراقية. \r\n \r\n والآن بعد الاستفتاء على الدستور العراقي وجدت مكافأة عملها الشاق في التصديق على الدستور، ومن المقرر أن تجري المزيد من الانتخابات البرلمانية في ديسمبر المقبل. \r\n \r\n ومع ذلك كله، وعلى مدار عامين ونصف العام من القتال المتواصل، لا تزال مهمة القوات الأميركية تتعرض للتشويه أو السخرية. فالبعض قال إن جنودنا يقاتلون من أجل النفط، مع أن أسعار النفط شهدت ارتفاعاً حاداً منذ الغزو واحتياطيات النفط العراقي أصبحت تحت سيطرتهم. \r\n \r\n وزعم آخرون أن السبب الحقيقي للعمليات العسكرية كان تحقيق الأرباح لشركة هالبيرتون أو الأمن لإسرائيل، لكن ما حققه جنودنا كشف بجلاء عن الأسباب الحقيقية لوجودهم هناك، فالآن لم يعد هناك مناطق لحظر الطيران. \r\n \r\n ولا مذابح بحق الأكراد والشيعة، ولا هجمات على الكويت، وإيران والسعودية، أو على إسرائيل، ولا محاولات اغتيال ضد الرؤساء السابقين، والآن حلت الديمقراطية محل »دولة الإرهاب«. \r\n \r\n منذ بدء هذه الحرب، طلبنا من جنودنا فعل ما هو أقرب إلى المستحيل: الإطاحة بنظام ديكتاتوري وسحق المسلحين وبناء ديمقراطية، بينما هم يتعرضون أحياناً على نحو مشين للسخرية من قبل أبناء وطنهم هنا في الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n فلقد امتدح مايكل مور المسلحين الذين يقتلون الجنود الأميركيين وألمح إيسون جوردان، بينما كان مسؤولاً تنفيذياً في قسم الأخبار بشبكة سي إن إن من دون أي دليل إلى أن جنودنا يتعمدون استهداف الصحافيين. \r\n \r\n والسيناتور الديمقراطي ديك دوربان قارن بشكل غير مباشر حراسنا العسكريين في خليج غوانتانامو بأولئك الذين كانوا في خدمة هتلر وستالين. \r\n \r\n عندما سقط تمثال صدام، امتدح الجميع تقريباً إدارة الحرب المتميزة، وعند مرحلة معينة عبر 74 في المئة من الأميركيين عن رضاهم عن النصر الرائع الذي حققته قواتنا المسلحة، والآن نصف الأميركيين فقط يقولون: إن المهمة في العراق كانت تستحق الجهد والتكلفة المبذولين من أجلها. \r\n \r\n وفيما بين تلك المرتفعات والمنخفضات، تحملنا كل الانتقادات ضد تسرع جورج بوش في إعلان النصر، وتبادل الاتهامات حول نهب متحف الآثار العراقي، والجدل حول عرض جثتي قصي وعدي صدام حسين. \r\n \r\n والاتهامات المتوالية من الجميع من المحلل الأمني السابق ريتشارد كلارك إلى الدبلوماسي السابق جوزيف ويلسون، التقارير التي تحدثت عن تدنيس القرآن في غوانتانامو، إساءة معاملة السجناء في أبو غريب،. \r\n \r\n والتي قارنها السيناتور كيندي بجرائم القتل الجماعي التي ارتكبها صدام، وتصوير انتشار جنودنا في العراق على أنه السبب وراء التقصير المزعوم في جهود الإغاثة في نيو أورليانز. \r\n \r\n إن السياسة توجّه جزءاً كبيراً من خيانة وسائل الإعلام لجنودنا، هناك آلاف الأميركيين في العراق، لكن وسائل الإعلام ركزت جلّ اهتمامها على المجندة ليندي انغلاند التي أدينت بالإساءة للسجناء في أبو غريب. \r\n \r\n وكذلك فإن هناك حوالي 2000 أم قتل أبناؤهن في العراق، لكن الجمهور لا يعرف إلا اسم أم واحدة فقط هي سيندي شيهان.وعندما وفرت قواتنا المسلحة الظروف لإجراء الانتخابات الأولية في يناير، قال النقاد المتحذلقون في أميركا إنه يجب تأجيل الانتخابات وإلا فستفشل. \r\n \r\n وعندما نجحت الانتخابات العراقية وشهدت معدلات إقبال على صناديق الاقتراع فاقت معدلات إقبال الناخبين الأميركيين أنفسهم، قالت نانسي سودبيرغ، المساعدة الدبلوماسية السابقة في إدارة كلينتون ساخرة: »حسناً، ما زال هناك إيران وكوريا الشمالية، لا تنسوا هذا. لا يزال هناك أمل لبقيتنا.. هناك دائماً أمل بأن لا ينجح هذا«. \r\n \r\n وخلال كل هذا، خاضت القوات المسلحة الأميركية حرباً ناجحة بداية ضد صدام ثم ضد البعثيين السابقين والآن ضد المسلحين الإسلاميين.إن العقبات التي تقف في طريق حماية الديمقراطية تكاد تكون عقبات سريالية: القوة المفرطة تهدد بتنفير العراقيين المترددين الذين يعتبر دعمهم أساسياً للحكومة الدستورية الجديدة. \r\n \r\n وفي المقابل فإن التراخي أكثر من اللازم يعني أن المدنيين قد ينضمون إلى جانب المقاتلين على أمل أن يكون لهم النصر. وكثيراً جداً ما نسمع عن الأخطاء التي ارتكبناها في العراق. \r\n \r\n لكن الأيام القليلة الماضية كان ينبغي أن تذكرنا بكل الأمور الصائبة التي قمنا بها هناك، فقط بفضل جنودنا الذين منحوا الحرية ل 26 مليون شخص كانوا محرومين منها على أمل إنجاح هذه المهمة. \r\n \r\n خاص ل \"البيان\" \r\n \r\n \r\n لوس أنجلوس تايمز