\r\n \r\n ومضت رايس في حديثها تقول ان الشرط المسبق للمباحثات متعددة الاطراف مع ايران, يتمثل في وقفها لنشاطات تخصيب اليورانيوم واعادة تدوير العمليات التي استأنفتها بعد انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في العام الماضي, والسماح بمعاودة القيام بزيارات طوعية مفاجئة لمفتشي الاسلحة النووية, التي منعتها في وقت سابق من هذا العام. \r\n \r\n ويذكر في هذا الصدد, ان ايران اوقفت برنامجها النووي عام ,2003 بعد ان اعترفت بأنها خدعت مفتشي الاسلحة النووية على مدى سنوات, ثم دخلت بريطانيا وفرنسا والمانيا في مباحثات مع ايران, دامت سنتين دون نتيجة, وبقيت فيها الولاياتالمتحدة بعيدة, وانتهت تلك المفاوضات عندما استأنفت ايران عمليات التخصيب النووي. \r\n \r\n اما المسؤولون الايرانيون, فاعطوا اشارات مختلطة حول آفاق اجراء مباحثات جديدة, اذ سخر الرئيس احمدي نجاد مؤخرا من الخطة الاوروبية الخاصة بالحوافز عندما شبهها بخداع طفل بحبة حلوى مقابل الذهب, مصرا باستمرار على عدم تخلي ايران عن حقها في القيام ببحوث نووية. كما ان ايران استأنفت المباحثات مع روسيا, وبطلب من طهران, حول الجمود الذي وصلت اليه المسألة النووية. \r\n \r\n على انه لم يكن واضحا ان كانت رايس قد حصلت على موافقة روسيا والصين بشأن معالجة ايقاع العقوبة ان فشلت رزمة الحوافز في تغيير السلوك الايراني, وقالت ان مباحثات فيينا شهدت »تقدما جوهريا«, لكن »بعض القضايا الاساسية ظلت قائمة«. \r\n \r\n اما المسؤولون الاوروبيون فقالوا ان احدى فوائد منح الاغراءات لايران كي تغير موقفها, تتمثل في حقيقة انها رفضت ذلك, فسيتركز الضغط على غطرستها لذلك قالت رايس ان عرض الولاياتالمتحدة بالمباحثات ينزع »آخر عذر« لايران بعدم التفاعل, واوضحت رايس بان الولاياتالمتحدة احتفظت باستيعاب ثابت لسياسة العصا بالتوازن مع الجزرة الجديدة, فان لم تسفر المفاوضات عن الوصول الى اتفاق, فستعمد الولاياتالمتحدة الى »زيادة الضغط« اما من خلال فرض العقوبات الاقتصادية من جانب مجلس الامن, واما من جانب الدول غير الاعضاء في مجلس الامن, التي تشاركها الفكرة ذاتها, اذا كان ذلك ضروريا«. \r\n \r\n وبعيدا عن الموضوع النووي, ابرزت رايس الامكانية المحتومة »لقيام علاقات جديدة« بين الشعبين الايراني والامريكي, بما في ذلك اقامة علاقات تجارية ورياضية وتعليمية, لكنها اكدت على ان المباحثات لن تتضمن عقد اجتماعات ثنائية مع ايران, ولا تشكل جزءا من مفاوضات اشمل, ويذكر في هذا المجال ان الولاياتالمتحدة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع ايران منذ ازمة الرهائن في عام ,1979 فقالت رايس »هذه ليست بالصفقة الكبيرة, بل ان ما نتحدث عنه الان هو محاولة تعزيز الفرص للوصول الى حل تفاوضي ناجح«, مضيفة بانه قبل اجراء اية مباحثات اوسع, على ايران تغيير سياستها التي قالت رايس انها تشمل دعم المقاومة في المناطق الفلسطينية, وتأييد الاعمال المقوضة للاستقرار في العراق. \r\n \r\n وفي واشنطن, ابلغ المتحدث باسم البيت الابيض, طوني سفو, الصحافيين بان الرئيس بوش هاتف رؤساء روسيا وفرنسا والمانيا, ليضعهم في صورة القرار الامريكي, و»انهم جميعا تجاوبوا معه« وقال سنو عن موقف الولاياتالمتحدة بان »تغيرا ما سيحدث«, مذكرا بان الولاياتالمتحدة لا تقيم علاقات مباشرة مع ايران منذ ازمة الرهائن, مؤكدا على ان الدورة الجديدة من الاتصالات لن تتضمن مناقشات الند للند, »ولا تشكل جزءا من الصفقة«, وقال سنو ان المبادرة الحالية لا ترقى الى مستوى التوجه الجديد, بل »اسلوب لجعل ما نقوم به امرا اكثر زخما«. \r\n \r\n لقد تضاعف الضغط على الادارة للقبول بشكل من اقامة صلات, في الوقت الذي جهد الامريكيون والاوروبيون في الاونة الاخيرة في التوصل الى علاج يحظى بتأييد الروس والصينيين, الحذرين من فرض عقوبات اقتصادية على ايران. وقال مسؤولون اوروبيون ان ايران اقرب الى الاقتناع باية ضمانات تشملها رزمة الحوافز ان كانت الولاياتالمتحدة مشاركة في المفاوضات. ويذكر هنا انه عندما بعث الرئيس احمدي نجاد برسالة مبهمة, وفي غاية الانتقاد, للرئيس بوش. اعتبرها مسؤولون في الادارة بانها لا تستحق الرد, في حين المح دبلوماسيون امريكيون, الاسبوع الماضي, بانهم يولون موضوع المباحثات اعتبارات جديدة. وقال مسؤولون امريكيون واوروبيون ان ادارة الرئيس بوش قد وافقت- في خطوة اخرى لكسب الدعم الروسي لقرار يصدر عن مجلس الامن- على رفض استعمال لغة التهديد باستخدام القوة العسكرية. وعلق دبلوماسيون اروبيون قائلين ان هذه الموافقة الامريكية قد حسنت فرص تأييد الروس لهكذا قرار. اما الهدف الامريكي فيتمثل في التوصل الى اتفاق على قرار يصدر عن مجلس الامن الان, ويخضع للمصادقة عليه في وقت لاحق في شهر حزيران. \r\n \r\n ومن الامور الاخرى, التي يجري التفاوض بشأنها, رزمة من المنافع الخاصة بالطاقة النووية, والانشطة الاقتصادية, والقضايا الامنية, التي ستقدم لايران, ان هي تعاونت في حقل التوقف عن انشطتها النووية, وستعرض الدول الاوروبية هذه الرزمة بتأييد من الولاياتالمتحدة, هذا على الرغم من تعبير الادارة عن هواجسها من بعض عناصرها. فقال المتحدث باسم وزارة الخارجية, سين ماككورماك, في لقاء صحافي, »اعتقد ان بامكاننا التصريح بكل امان, باننا نشعر, في هذا الظرف, اننا في وضع سليم ونحن نتوجه الى فيينا«. \r\n \r\n واضاف ماككورماك يقول ان كبير مستشاري رايس, نيكولاس بيرنز, مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية, اتصل بنظرائه مناقشا القضايا المختلف عليها. وقال »ان قائمة القضايا المفتوحة قد جرى تقليصها«. \r\n \r\n ومنذ شهور, والولاياتالمتحدة تطالب بضرورة تكثيف الضغط, على ايران, من خلال اصدار قرار من مجلس الامن, بمقتضى »الفصل السابع«, من ميثاق الاممالمتحدة, فهذا الفصل يخول المجلس صلاحية مطالبة الدول الاعضاء في المنظمة الدولية, الانصياع في قضايا معينة, ويهددها بايقاع العقوبة بها ان هي رفضت ذلك. لكن روسيا عارضت اي رجوع الى الفصل السابع, خشية اعادة الكرة للاحداث التي سبقت الحرب على العراق عامي 2002 و2003 وعلى ارضية ان الولاياتالمتحدة قد تمسك بقبول روسيا لذلك, على انه مبرر للعمل الاحادي, وفرض عقوبات اقتصادية, او استخدام القوة العسكرية ضد ايران. ولاعضاء الروس, وافقت الولاياتالمتحدة على العودة الى »المادة 41« من هذا الفصل, وليس الى الفصل كله. فهذه المادة تحديدا لا تشير الى جواز استخدام القوة, الامر الذي يسهل على الروس تأييدها. وفي هذا الخصوص, قال دبلوماسي في الاممالمتحدة, مطلع على المفاوضات, شريطة عدم ذكر اسمه, »اننا نتجادل في امور تافهة. ومع ذلك, فهو يبقي على استمرار العملية«. \r\n \r\n اما الدبلوماسيون الاوروبيون فقالوا انهم غير متأكدين ان كان الروس سيأتون الى مباحثات فيينا وهم ملتزمون بالتصويت بنعم, او بالامتناع عن التصويت على قرار مجلس الامن. غير ان اثنين من الدبلوماسيين قالا انه بدا على روسيا عدم رغبتها في ان تعزلها الولاياتالمتحدة واوروبا عن الموضوع. \r\n \r\n وعلاوة على ذلك, فان الرئيس فلاديمير بوتين يأمل في ان يجري حل قرار مجلس الامن قريبا, وبالتالي عدم تسربه الى اجتماعات »مجموعة الثماني« والذي سيعقد في موسكو, الشهر الجاري »حزيران« وفي لقاءات بيترسبرع في شهر تموز. ويذكر في هذه المناسبة, ان روسيا ترأس حاليا »مجموعة الثماني« وهي رئاسة دورية, وتأمل في عقد قمة ناجحة في بيترسبرغ مع الرئيس بوش وغيره من زعماء العالم. \r\n