دعت الدول الغربية الاربعاء الى بذل مزيد من الجهود لتطبيق الرزمة الاخيرة من العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي على طهران فيما اكد الرئيس الايراني محمود احمدي ان اي عقوبات اضافية لن يكون لها اي تأثير. وجاءت هذه الدعوة في الوقت الذي تحضر فيه الدول الكبرى لاجتماع في نيويورك الاسبوع المقبل حول الملف النووي الايراني. ومع تجدد المخاوف الدولية من الانشطة النووية التي تقوم بها الجمهورية الاسلامية، اكدت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ان المزيد من الدول يجب ان تبلغ مجلس الامن عن كيفية تطبيقها الرزمة الرابعة من العقوبات. غير ان الرئيس الايراني قال من على شاشة تلفزيون اميركي ان المزيد من العقوبات لن يكون له اي تأثير على بلاده. وقال احمدي نجاد خلال مقابلة مع شبكة "ان بي سي" الاخبارية اجريت معه في طهران وبثت في الولاياتالمتحدة الاربعاء ان "بلدنا ليس بحاجة على الاطلاق للولايات المتحدة". واضاف "حتى وان عززت الادارة الاميركية العقوبات... حتى وان ضاعفتها مئة مرة، وحتى وان انضم الاوروبيون الى الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات اقسى، فنحن في ايران قادرون على سد حاجاتنا". وقبل هذا اكدت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس خلال اجتماع في مجلس الدولي حول العقوبات ان "ايران ترفض تبديد مخاوفنا بشأن الانتشار النووي وتبدو مصممة على امتلاك سلاح نووي". واضافت ان على مجلس الامن ولجنة العقوبات "التفكير في رد مناسب على انتهاكات ايران المتواصلة لقرارات مجلس الامن". وشددت رايس على ان "هناك حاجة ملحة لمضاعفة جهودنا لتطبيق العقوبات الدولية". واضافت "لقد شهدنا بالفعل جهودا غير مسبوقة للرد على تحدي ايران للضغوط. على الدول الاعضاء التحرك بسرعة للوفاء بالتزاماتها تطبيق العقوبات الجديدة". واعلن مسؤول اميركي الاربعاء ان ممثلين للدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني سيعقدون اجتماعا الاسبوع المقبل في نيويورك، بعد ثلاثة اشهر فقط من اقرار مجلس الامن في التاسع من حزيران/يونيو رزمة جديدة من العقوبات بحق ايران التي يشتبه بانها تسعى الى امتلاك سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي "نتوقع ان يعقد (الاسبوع المقبل) اجتماع للدول الست لمعرفة ما آلت اليه جهودنا لتشجيع ايران على اجراء مشاورات مع المجتمع الدولي في شكل بناء". والدول الست الكبرى هي المانيا والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اي الصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا. وبموازاة العقوبات التي فرضتها على ايران، قدمت الدول الكبرى لطهران عرضا يشمل اجراء مفاوضات وسلسلة تحفيزات في اطار ما يعرف بسياسة "المسار المزدوج" التي تنتهجها لمعالجة الملف النووي الايراني. وتنفيذا للرزمة الاخيرة من العقوبات الدولية، منع 36 ايرانيا من السفر وفرض تجميد على اصول اربعين كيانا ايرانيا جديدا. وذكرت لجنة العقوبات في تقريرها ان 36 دولة فقط ارسلت تقارير حول كيفية تطبيقها للعقوبات. وجاء في التقرير ان "اللجنة تأسف لكون العديد من الدول لم يستجب في الوقت اللازم، كون هذه التقارير تقدم معلومات مهمة تساعد اللجنة على تقييم عملية تطبيق الاجراءات المفروضة". وتعليقا على هذا التقرير اكدت واشنطن وباريس ولندن انه ينبغي ان يقدم مزيد من الدول تقارير تفصل كيفية التزام كل منها بتنفيذ العقوبات. وتنفي ايران الاتهامات الموجهة اليها بانها تسعى لامتلاك سلاح نووي، الا ان التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الخلاف مع ايران يقول ان الجمهورية الاسلامية تملك كميات متزايدة من اليورانيوم المنخفض التخصيب واليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة. واسفت الوكالة الدولية هذا الاسبوع لاقدام ايران على منع مفتشين اساسيين في فريقها العامل في ايران من دخول البلاد، مؤكدة ان هذا المنع اعاق عمل لجنة المفتشين التي تحقق في طبيعة الملف النووي الايراني. وقال السفير البريطاني لدى الاممالمتحدة مارك ليال غرانت ان اليورانيوم المخصب في ايران يشكل "مرحلة مهمة نحو القدرة على تخصيب (اليورانيوم) لاغراض عسكرية". من جهته، شدد السفير الفرنسي جيرار ارو على ان ايران تستمر في رفض الوفاء بالتزاماتها وان البرنامج النووي الايراني "ليس ذي طبيعة سلمية ذات صدقية"، مبديا قلق بلاده من انشطة ايران لانتاج صواريخ بالستية. وقال ارو "ينبغي ان يكون ردنا حاسما، ان هدفنا هو الحوار لكن ايران ترفض الحوار. ان الكرة في ملعبهم". من ناحيته اعتبر السفير الصيني ان العقوبات بحق ايران ينبغي الا "تعرقل الحياة الطبيعية للسكان" وكذلك التبادل التجاري مع طهران، مؤكدا ان "حلا سلميا عبر الحوار يظل الحل الافضل"، ومعتبرا انه يجب استئناف المفاوضات مع طهران. ويعقد اجتماع الدول الكبرى الست حول ايران على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع المقبل. ورجح دبلوماسيون ان يعقد هذا الاجتماع في 22 ايلول/سبتمبر على مستوى المدراء السياسيين في وزارات الخارجية. وقد يلتقي بعض وزراء الخارجية هذه الدول نظيرهم الايراني منوشهر متكي على هامش الجمعية العامة، كما افادت مصادر دبلوماسية. وسيحضر احمدي نجاد ايضا اجتماعات الجمعية العامة.