\r\n وكان كبار مديري الشركات اليابانية قد ظلوا لفترة طويلة يشعرون بالضيق من زيارات رئيس الوزراء السنوية للنصب المذكور الذي يخلد ذكرى قتلى الحرب ومجرميها على حد سواء، فهذه الزيارات تؤدي إلى إثارة مشاعر معادية لليابانيين في كوريا الجنوبية، وفي الصين على حد سواء، وهما الدولتان اللتان عانتا من ويلات الاستعمار الياباني. \r\n حتى فترة قريبة كان مجتمع الأعمال الياباني، يتحرج من توجيه انتقادات علنية لزيارات رئيس الوزراء الياباني لنصب \"ياسوكوني\" التذكاري، بيد أنه لوحظ خلال الأسبوعين الماضيين أن أعضاء قطاع الأعمال الياباني دعوا الحكومة بشكل جريء إلى إيجاد مكان آخر لتكريم قتلى الحرب من اليابانيين. وفي الحقيقة أن ملاحظات \"ميتاري\" في هذا الشأن تعتبر صدى لتلك التي عبر عنها \"كاكوتارو كيتاشيرو\" رئيس الاتحاد الياباني لمديري المؤسسات والشركات الذي عارض كويزومي بشأن الزيارات التي يقوم بها للمزار المذكور. \r\n ويقول بعض رجال الأعمال إن الصفقات التي يعقدونها مع الصين قد أصبحت معرضة للخطر بسبب المناخ السياسي الملبَّد بين البلدين. والتحدي الذي يواجهه نمط كويزومي القومي الشعبوي في الحكم يرجع أيضاً إلى أن بعض المرشحين يقومون في الوقت الراهن بتهيئة أنفسهم للحلول محله كقائد للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، عند تنحيه عن السلطة في سبتمبر. \r\n والشخصية السياسية الرئيسية المرشحة لخلافة كويزومي تتمثل في \"شينزو آب\" (51 عاماً) الذي يقوم هو أيضاً بإحياء ذكرى قتلى الحرب من اليابانيين من خلال زيارة نصب \"ياسوكوني\"، ويقلل من تأثير تلك الزيارات على صورة اليابان في القارة الآسيوية. يذكر في هذا السياق أن أعضاء مؤسسة الأعمال وبعض دوائر الحزب \"الديمقراطي الليبرالي\" يخشون أن تؤدي حكومة يقودها \"شينزو آب\" إلى استدامة المواجهة بين اليابان وجيرانها. \r\n وتحسين علاقات اليابان مع جيرانها بات موضوعاً رئيسياً من الموضوعات التي تركز عليها حملات القيادات السياسية في البلاد. ففي استطلاع للرأي قامت به وزارة الخارجية اليابانية في مارس الماضي، تبين أن 78 في المئة من الذين تم استطلاع آرائهم يعتقدون أنه من المهم للغاية أن تقوم اليابان بتحسين علاقاتها مع الصين. علاوة على ذلك، تبين من خلال استطلاع للرأي أجرته صحيفة \"يوميوري شمبيون\" أن 61 في المئة من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن السيد كويزومي هو سبب كل المتاعب. \r\n وهذه المخاوف هي التي ساهمت في زيادة زخم التأييد للمرشح المفترض\" لياسيو فوكودا\"( 69 عاما) وهو من منتقدي تلك الزيارات علاوة على أنه نجل رئيس وزراء سابق يتذكره الناس باعتباره رجلاً كان يؤيد العمل الدبلوماسي من أجل تعزيز العلاقات بين اليابان والدول الآسيوية الأخرى. وترشيح \"فوكودا\"، الذي لم يعلن عنه حتى الآن أصبح يمثل عنصر جذب ونقطة تجمع لأعضاء الحزب، وسماسرة السلطة في الكواليس الخلفية، الذين يريدون رؤية نهاية للبرود الذي يعتري علاقات اليابان مع الصين وكوريا الجنوبية. \r\n والتسابق بين القيادات يفتح نافذة فرص للمنتقدين للزيارات التي تتم لنصب ياسوكوني التذكاري للتحدث بصراحة. وفيما يتعلق بهؤلاء الذين فعلوا ذلك (تحدثوا بصراحة) من قبل، فقد تعرضوا -في أفضل الأحوال- للسخرية ووصفوا بأنهم متملقون أكثر من اللازم للصين -وفي أسوئها- تعرضوا للهجوم على أيدي القوميين المتشددين. ففي يناير 2005 أُلقيت زجاجات المولوتوف على منزل \"يوتارو كوباياشي\" رئيس مجلس إدارة شركة \"فوجي زيروكس\" ورئيس لجنة الصداقة الصينية- اليابانية للقرن الحادي والعشرين بعد أن طلب من كويزومي عدم زيارة ياسوكوني. \r\n ويتهم المدافعون عن كويزومي الحكومة الصينية الشيوعية بتأجيج نيران المشاعر المعادية لليابان لصرف الأنظار عن تاريخها الدموي وخصوصاً القتل الجماعي الذي تم إبان الثورة الثقافية الصينية. \r\n بيد أن هناك وعياً متزايداً بأن الذكريات الصينية والكورية عن العسكرية اليابانية لن تبهت ببساطة مع مرور الوقت. فالصين كانت معروفة بأنها تستشهد بزيارات كويزومي لنصب \"ياسوكوني\" لإظهار اليابان في صورة الدولة غير الجديرة بالثقة، وغير الراغبة في التكفير عن تاريخها العدواني. وهذا الاغتيال لشخصية اليابان الدفاعية جعل اليابان تتخذ وضعية دفاعية. \r\n \"إن الصينيين دبلوماسيون بارعون للغاية، ومنطقيون للغاية، في حين أن الدبلوماسيين اليابانيين غير مدربين، ويتسمون بالسذاجة في الشؤون الخارجية\"، هذا ما يقوله \"مايي تينو\" وهو من كبار مديري الأعمال التجارية اليابانيين، المعروف باتصالاته الواسعة مع الصين. ويضيف مايي تينو: \"أنا أحب السيد كويزومي فهو رجل يتسم بمواهب طبيعية جيدة جداً فيما يتعلق بالأمور الاقتصادية، ولكن الأمر الذي لاشك فيه هو أن زياراته لنصب ياسوكوني هي نقطة ضعفه\". \r\n \r\n بروس والاس \r\n \r\n مراسل \"لوس أنجلوس تايمز\" في طوكيو \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n