منذ بداية شهر مايو الجاري، واسم الروائي صنع الله إبراهيم يتصدر قائمة البحث على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث تعرض الكاتب الكبير لحادث سقوط في منزله، نتج عنه كسر فى عنق عظمة الفخذ اليمنى، ونقل على إثره إلى مستشفى معهد ناصر. وقد تم تشخيص الحالة والتعامل معها فور وصولها مستشفى معهد ناصر من قبل مجموعة من الاستشاريين وتم إجراء التدخل الجراحي اللازم وخروج الروائي صنع الله إبرهيم من العمليات بحالة صحية مستقرة. الوسط الثقافي ينتفض من أجل مؤلف "ذات" وفي منشور له على حسابه في "فيسبوك"، دعا الشاعر فاروق جويدة إلى الاهتمام الصحي المتزايد بصنع الله إبراهيم، مؤكدًا أنه "يستحق اهتمامًا ورعاية أكثر"، وأن هناك أكثر من جهة ينبغي أن تركز على حالته الصحية. كسر في الحوض ومشاكل بالكلية وتفاعل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحالة الصحية للروائي، مطالبين بالتدخل السريع لضمان أفضل علاج له. من جانبه، وجه الكاتب والطبيب خالد منتصر نداءً عاجلًا عبر "فيسبوك" للمسئولين لنقل إبراهيم إلى مستشفى وادي النيل، مشيرًا إلى أن حالته الصحية، نظرًا لتقدمه في السن، "حرجة". وقد أكد منتصر أنه تواصل مع مستشفى وادي النيل ومع وزارة الثقافة بشأن الحالة، وأضاف أن معهد ناصر يعتبر من أفضل الأماكن للتعامل مع هذه الحالات. وأشار منتصر إلى أن الحالة الصحية لصنع الله إبراهيم معقدة، إذ يعاني من نزيف في الجهاز الهضمي، ما أدى إلى تأجيل الجراحة المقررة. كما أكد أن الأديب يتلقى رعاية طبية كاملة في غرفة خاصة، وقد تم إجراء فحوصات طبية شاملة، بما في ذلك منظار علوي ومسح ذري على الكليتين. وأضاف منتصر أن وزير الصحة يتابع حالته الصحية بشكل يومي، وأن هناك خطة طبية لتحسين وضعه الصحي قبل إجراء الجراحة الكبرى. الرئيس السيسي يطمئن على الحالة الصحية للروائي الكبير صنع الله إبراهيم وعلى إثره اطلع الرئيس عبد الفتاح السيسي على الحالة الصحية للروائي الكبير صنع الله إبراهيم وتابع ما اتخذته وزارة الصحة والسكان من إجراءات ورعاية طبية شاملة منذ بداية حدوث الإصابة، كما وجه باستمرار المتابعة وتقديم كافة أوجه الرعاية الخاصة للروائي الكبير وصولًا إلى استقرار حالته الصحية. استقرار الحالة الصحية للروائي صنع الله إبراهيم وخضع الكاتب الروائي المصري صنع الله إبراهيم، صباح الاثنين 12 مايو 2025، لعملية جراحية دقيقة لتغيير مفصل الحوض بمستشفى معهد ناصر. ذلك بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة خلال الأيام الأخيرة، استدعت تدخلًا جراحيًا عاجلًا تحت إشراف فريق طبي متخصص. وأعلنت الجهات المعنية نجاح الجراحة، مؤكدة أن الحالة الصحية للكاتب مستقرة. تفاصيل العملية الجراحية لصنع الله إبراهيم فيما أعلن الكاتب الصحفي يحيى وجدي، عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن العملية التي خضع لها صنع الله إبراهيم تكللت بالنجاح، مشيرًا إلى استقرار حالته عقب خروجه من غرفة العمليات. كما أعرب عن امتنانه لجميع من تواصل للاطمئنان، سواء من داخل مصر أو من خارجها، من شخصيات أدبية وصحفية ومسئولين، مؤكدًا أهمية هذا الدعم المعنوي في مثل هذه اللحظات الصحية الدقيقة. رعاية طبية مباشرة من وزارتي الصحة والثقافة أشار وجدي إلى المتابعة المستمرة من وزير الصحة، الذي حرص على الاطلاع على مستجدات الحالة أولًا بأول، إلى جانب زيارة خاصة قام بها وزير الثقافة عقب عودته من الهند، للاطمئنان على الحالة الصحية للكاتب الكبير. وقد تم التأكيد على توفير الرعاية اللازمة له في المستشفى، ضمن إطار رسمي يعكس التقدير لقيمته الأدبية. تم نقل الكاتب إلى مستشفى معهد ناصر بعد تدهور مفاجئ في حالته الصحية، حيث قرر الأطباء التدخل الجراحي العاجل من خلال تغيير مفصل الحوض، ضمن بروتوكول علاجي شامل يشرف عليه طاقم متخصص، بهدف تحقيق أفضل النتائج في مرحلة التعافي. بعد جراحة دقيقة.. وزير الثقافة يزور الكاتب صنع الله إبراهيم ويطمئن محبيه على حالته الصحية
وبعد إجراء العملية الجراحية له قام الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بزيارة الأديب الكبير صنع الله إبراهيم للاطمئنان على حالته الصحية، وذلك عقب العملية الجراحية التي أجراها يوم الاثنين 12 مايو 2025، بمعهد ناصر لتركيب مفصل صناعي. توفير سبل الرعاية وزير الثقافة: نسأل الله أن يعود بكامل عافيته ليواصل عطاءه الثقافى والفكرى وأكد وزير الثقافة أن حالة الكاتب الكبير مستقرة، مطمئنًا محبيه وقرّاءه على صحته، مشيرًا إلى أنه زاره مرة أخرى اليوم بعد الجراحة، ووجده في حالة أفضل بكثير مقارنة بزيارته الأولى له قبل عشرة أيام. وقال الدكتور هنو: "نسأل الله أن يتم شفاؤه على خير، وأن يعود بكامل عافيته ليواصل عطاءه الثقافي والفكري الذي أثْرى به الساحة الأدبية لعقود". وأضاف أنه سيواصل متابعة حالة الأديب الكبير بالتنسيق مع أسرته الكريمة، والدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والفريق الطبي بمعهد ناصر، لضمان توفير كافة سبل الرعاية اللازمة. من هو الأديب صنع الله إبراهيم؟
ويعد الروائي صنع الله إبراهيم من رواد وعلامات الأدب في المصري، والذي تميزت أعماله بالطابع السياسي، حيث يعد صنع الله من الكتاب المثيرين للجدل بسبب كتاباته ومواقفه على الساحة الأدبية. بداياته وُلِدَ صُنع الله إبراهيم في العاصمة المصرية القاهرة عام 1937 لأب كثير التنقل وسماه اسمًا من أغرب الأسماء المصرية والذي سبب له الكثير من المشاكل، ويقول عن سبب تسميته بهذا الاسم: "عند ولادتي كان والدي يبلغ الستين من العمر وقام بصلاة استخارة ثمّ فتح المصحف فوضع أصابعه على كلمة (صُنع الله الذي أحسن كل ّشيءٍ خلقه). ومن هنا تمت تسميتي بصُنع الله، ولكن هذا سبّب لي مشاكل كثيرة عندما كنتُ في المدرسة لأنه كان اسمًا غريبًا، وكان دائمًا مثار فكاهة للناس، أذكر أنَّ المدرس كان يقول لي (صُنع الله؟ ما كُلنا صُنع الله)". كان لوالده وجده أثر كبير على شخصيته حيث زوداه بالكتب والقصص للاطلاع فبدأت شخصيته الأدبية في التكون منذ الصغر، بدأ أولًا في تلك الفترة دراسة الحقوق لكن سرعان ما انصرف عنها إلى الصحافة والسياسة. تعذيب وأشغال شاقة انتمى صُنع الله للمنظمة الشيوعية اليسارية "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" المعروفة اختصارًا باسم (حدتو) فاعتقل في شبابه عام 1959 ضمن الحملة التي شنها جمال عبدالناصر على الشيوعيين والماركسيين وقضى في السجن خمسة أعوام حتى 1964 (من سن الثانية والعشرين حتى السابعة والعشرين). رافق تلك الفترة تعذيب وأشغال شاقة وكانت أهم تجاربه في الحياة حيث تعلم المعنى الحقيقي للعدالة والتقدم وحب البلاد كما أنشأ العديد من الصداقات وبين كتاب مثل كمال القلش وعبدالحكيم قاسم وغيرهما. وانضم "صنع الله" للعمل بالصحافة، وذلك بعد خروجه، وعمل لدى وكالة الأنباء المصرية (مينا) عام 1967، وبعدها ذهب إلى برلينالشرقية وعمل لدى وكالة الأنباء الألمانية (أ.د.ن) التابعة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية من 1968 حتى 1971. ثم اتجه إلى موسكو وقضى فيها ثلاث سنوات عمل خلالها على صناعة الأفلام لدراسته هناك علم التصوير السينمائي ليقرر عندها نيته على العمل في الكلمة المكتوبة. عاد إلى القاهرة عام 1974 في عهد الرئيس الراحل السادات وعمل لدى دار نشر قبل أن يتجه للكتابة الحرة كليًا عام 1975. أفكار يسارية ومواقف جريئة وعرف صنع الله بكونه يميل إلى الأفكار اليسارية، واشتهر بمواقفه الجريئة تجاه الأنظمة والسياسات الحاكمة بداية من جمال عبدالناصر الذي سجنه 5 سنوات واستمرت المواقف مرورًا بالسادات الذي أطلق له رواية "اللجنة" التي نُشرت خلال عام 1981 والذي هاجم فيها السادات بشكل ساخر. وانتقد سياسة الانفتاح فى عهد السادات، وصولا إلى فترة حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، فكان من أبرز الأدباء معارضةً لسياسات الدولة المصرية، وظهر ذلك جليا حين رفض استلام جائزة الرواية العربية عام 2003م التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة وتبلغ قيمتها 100 ألف جنيه بسبب اختلافه مع النظام. 16 رواية ل "صنع الله" تشمل قائمة روايات صنع الله إبراهيم 16 رواية، وهى إنسان السد العالي، نجمة أغسطس، اللجنة، بيروت بيروت، يوميات الواحات، ذات، شرف، وردة، أمريكانلي، التلصص، العمامة والقبعة، القانون الفرنسي، الجليد، نجمة، برلين 69، وغيرها. ومن القصص القصيرة الذي قدمها للمكتبة الأدبية العربية نجد "قصة تلك الرائحة"، "الثعبان"، "أرسين لوبين"، "أبيض وأزرق". كما قدم صنع الله إبراهيم عددا من قصص الأطفال المتميزة أبرزها؛ رحلة السندباد الثامنة، يوم عادت الملكية القديمة، عندما جلست العنكبوت تنتظر، الدلفين يأتي عند الغروب، اليرقات في دائرة مستمرة، وقصة الحياة والموت في بحر ملون. أهم 5 روايات لصنع الله إبراهيم رواية اللجنة.. شاهدة على موقفه الشجاع فى ملتقى القاهرة في عام 1981م، تم نشر رواية اللجنة لأول مرة، وتدور أحداثها حول كيان غامض ومُتحكم يتألف من مجموعة من الأشخاص النافذين يطلق عليه المؤلف اسم "اللجنة". وتعد هذه الرواية من أبرز روايات صنع الله إبراهيم ليس فقط لبراعته الأدبية والفكرية فيها وإنما كذلك لموقفه الشجاع خلال رفض جائزة الرواية العربية من ملتقى القاهرة والإبداع الروائي في عام 2003م. فقال الكاتب على خشبة المسرح أثناء رفض الجائزة: "في الوقت اللي ما فيش فيه أمة لا حاضر لها ولا مستقبل، وفي الوقت اللي فيه إسرائيل بتجهز على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وسفيرها آمن في مصر، وفي الوقت اللي موجود فيه السفير الأمريكي في القاهرة ويحتل حيا بالكامل وينتشر جنوده في كل شبر من الوطن. وفي الوقت اللي بتتفرج فيه الحكومات العربية على المجازر التي تحدث في العراق وفلسطين ولا تصنع حيالها شيئا، أرفض قبول هذه الجائزة لأنها صادرة عن حكومة غير قادرة على منحها." رواية بيروت بيروت.. جمعت بين الحياة والموت أتت هذه الرواية بعد أن سافر الكاتب المصري صنع الله إبراهيم إلى بيروت للبحث عن ناشر لكتابه، ولكنه يفاجأ بنسفِ مقر الدار أثناء الحرب الأهلية اللبنانية. وسفَرِ مالكها إلى الخارج ويبدأ في كتابة نصوصِ فيلمٍ وثائقي عن الحرب يرسم من خلاله صورةً حية لبيروت؛المدينةِ العربية التي حملَت الحب والحرب في رَحِمها، فجمعَت بين الحياة والموت، وتطرح لأول مرة في عام 1984م تحت عنوان "بيروت بيروت". سيرته الذاتية مذكرات سجن الواحات سُجن صنع الله إبراهيم لأكثر من خمس سنوات من 1959 إلى 1964م، ليصدر بعد ذلك سيرته الذاتية التي تروي لمحات من حياة الروائي الكبير من طفولته ومراحل تكوين شخصيته إلى المرحلةِ الجامعية، وبداية انخراطه في العمل الثوري، وخروجِه في المظاهرات. وبدايةِ تشكيل وعيه السياسي، ثم ينتقل إلى تجرِبته في سجن الواحات أثناء الحِقبة الناصرية، حيث التقى بالكثير من أعلام الفكر والأدب، مؤكدًا في كتابه أنها كانت فترة مهمة للتأمل والتفكير. رواية وردة.. سردت نضال المرأة العربية يتحدث صنع الله إبراهيم من خلال رواية وردة عن الدور النضالي للمرأة العربية، كما يتطرق إلى إلقاء الضوء على ثورة جبل ظفار المدعومة من الثورة اليمنية في الستينيات ضد السلطنة العمانية. ويأتي ذلك من خلال صحفي مصري يسافر إلى مسقط أوائل التسعينيات للبحث عن صديقه العماني الذي كان يدرس معه في القاهرة في الستينيات، ولكنه لا يجده بل يعثر على مذكرات أخته، وأصدرت رواية وردة لأول مرة في عام 2000. رواية 1970.. مزيج من السرد الروائى والأرشيف التاريخي تعد هذه آخر رواية للروائي الكبير صنع الله إبراهيم والتي أصدرها عام 2020، والتي جمع فيها الكاتب بين السرد الروائي والأرشيف التاريخي للكثير من الأخبار التي تَناولَتها الصحف في عام 1970م، وهو العام الذي تُوفي فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. فسرد صنع الله الكثير من الأحداث على مدار أيام عامِ 1970م سواء السياسيّ في شأن الصراع العربي الإسرائيلي، أو إعلانات تجارية، أو دعاية فنية، وبالتوازي كان الراوي يخاطب جمال عبدالناصر، ويضع التجرِبة الناصرية في الميزان عبر حوارٍ يمتد طوال الرواية وينتهي في التاسع والعشرين من سبتمبر يومِ وفاة جمال عبدالناصر ومشهد يوم الرحيل. أبرز جوائزه وحصد صنع الله إبراهيم عدة جوائز تكريمًا لمسيرته الأدبية، من بينها جائزة "غالب هلسا" من اتحاد الكتاب الأردنيين عام 1992، وجائزة أفضل رواية مصرية عام 1998 عن روايته "شرف"، وأيضا جائزة "ابن رشد للفكر الحر" عام 2004، وجائزة كفافيس للأدب في مصر عام 2017، وهي جائزة تُمنح للأدباء الذين ساهموا في تعزيز التفاهم الثقافي بين مصر واليونان.