وفي ابريل الماضي التقى الزعماء اليابانيون والصينيون في النهاية واتفقا على تخفيف حدة التوتر في العلاقات بينهما. \r\n وبدلا من ذلك فان زيارة وو اشعلت العلاقات بشكل اكبر. فقبل ساعات من اجتماعها المقرر مع رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي غادرت المسئولة الصينية الزائرة بشكل مفاجئ اليابان. وفي البداية ادعى المسئولون الصينيون بانه يتعين عليها العودة لبلدها لظرف طارئ. واستشاط المسئولون اليابانيون غضبا بهذه الاهانة. ولاضافة مزيد من الجدل على ذلك اوضح المسئولون الصينيون ان الغاء الزيارة هو اهانة متعمدة لكويزومي. \r\n وكان غضب الصينيين قد اشتد عندما ابلغ كويزومي البرلمان الياباني قبيل وصول المسئولة الصينية مباشرة انه سيواصل زياراته المثيرة للجدل لياسوكوني وهي مقبرة لموتى الحرب في اليابان. ويعترض الصينيون والكوريون واخرون من ضحايا العدوان الياباني وقت الحرب على هذه الزيارات لان قائمة موتى الحرب في المقبرة تتضمن عددا من المدانين من قبل الحلفاء بانهم مجرمو حرب. \r\n وترمز هذه المقبرة حتى لكثير من اليابانيين الى ان اليابان غير عازمة على التعاطي مع ماضيها الحربي. وان كانت غدت ايضا مصدر فخر في التصدي لما يراه كثير من اليابانيين بانه استقواء او تذمر صيني. وقد قال كويزومي للبرلمان: بشكل طبيعي فان كل بلد يريد ان يتذكر ويكرم موتى حروبه. وليس من حق البلدان الاخرى ان تتطفل وتخبرنا بما يجب علينا فعله في هذا الصدد. \r\n يعتقد بعض المحللين ان الحادث كان مدبرا بعناية من قبل بكين. ويشيرون الى اتهامات واضحة من قبل الزعماء الصينيين ومن قبل وو خلال زيارتها لارباب الشركات اليابانية. والرسالة شديدة اللهجة من الصين هي ان العلاقات التجارية اليابانية الضخمة مع الصين معرضة للخطر بسبب سياسات حكومتهم. \r\n وتحاول القيادة الصينية لعب السياسة داخل اليابان وذلك بتقديم دعم غير مباشر للحزب الديمقراطي المعارض والخلفاء المحتملين لكويزومي في الحزب الحاكم المنتقدين لتعاطيه مع العلاقات بين البلدين. وتظهر استطلاعات الرأي العام الياباني ان غالبية اليابانيين يعارضون الزيارات التي يقوم بها رئيس وزرائهم لهذه المقبرة على الرغم من انهم ينتقدون بشكل كبير الصين على الاعمال المناهضة لليابان التي وقعت فيها مؤخرا. \r\n سرا يرفض المسئولون الحكوميون اليابانيون فكرة ان هذه الاهانة مدبرة. ويشير بعض المسئولين باصابع الاتهام في ذلك الى رئيس الوزراء الياباني لعدم امساكه لسانه في لحظة حاسمة. فحتى بعد ابدائه تعليقاته الاولية ابلغني المسئولون اليابانيون ان الصين كانت لاتزال مستعدة للمضي قدما في اللقاء. لكن عندما كرر كويزومي تعليقاته مرة اخري في 20 مايو الماضي بعدما كانت المسئولة الصينية قد وصلت اليابان اثبت ذلك انه شئ اكثر من ان يتم بلعه. \r\n وبعد اثارة المشاعر الوطنية المعادية لليابان في الصين فان القيادة الصينية كانت مجبرة تقريبا على البرهنة انها لن تتساهل. وقال لي مسئول اميركي كبير سابق صاحب خبرة عمل طويلة في اسيا: تعليقات كويزومي مع وجود وو في المدينة حتم على الصينيين الرد وقد فعلوا. \r\n ويبدو على كلتا الحكومتين الندم والتطلع الى تهدئة التوتر الاخير. ويأملون في تحقيق ذلك على وجه السرعة. لكن هناك خلافات باطنة في العمل قد لا يتم تجاوزها. \r\n اخيرا فان ياسوكوني ليست هي القضية الحقيقية بالنسبة للصين ولا الخلافات الاخرى المشابهة حول تعاطي الكتب المدرسية اليابانية مع الحرب. فهذه محاولة من الصينيين لخلق تعاطف معهم في الوقت الذي يسعون فيهم لتأكيد هيمنتهم على شرق اسيا. واليابان وادعاؤها بالقوة في المنطقة يقف حجر عثرة في طريق هذا الطموح الصيني. \r\n ولا تستطيع الولاياتالمتحدة بوصفها حليفا لليابان وقوة في المحيط الهادي ان تشاهد ذلك بشكل مبسط عن بعد. حيث يجب التأكيد على ان هذا الصدام للطموحات القومية لن يتعمق ليصبح شيئا خطيرا بشكل كبير ويجب ان يكون ذلك محل اهتمام محوري في السياسة الخارجية الاميركية. فقد حان الوقت لدفع مزيد من الاهتمام. \r\n \r\n دانيل شنيدر \r\n كاتب مختص بالشئون الخارجية في سان خوسيه ميركوري نيوز \r\n خدمة كيه ار تي خاص ب(الوطن)