\r\n أما الحجة فكانت قرارا اتخذته بضعة مدارس متوسطة يابانية باستعمال بعض كتب التاريخ اعتبارا من العام الدراسي القادم تتنكر للفظائع التي ارتكبها اليابانيون ضد الصينيين خلال الحرب‚ وتصف مذبحة «نانكينغ» على سبيل المثال بانها حادث عرضي‚ ولكن الغضب الصيني يذهب الى ما هو أعمق من ذلك ويركز على ما تراه الصين اخفاق قادة اليابان ومجتمعها المتكرر لعمل اعتذار كامل عن سجلهم خلال الحرب او قبولهم تحمل المسؤولية الاخلاقية عن تلك الفظائع‚ وكدليل على ذلك تذكر الصين الزيارات التي يقوم بها رئيس وزراء اليابان جونشيرو كويزومي لمعبد ياسوكومي الذي يخلد ذكرى جميع القتلى اليابانيين في الحرب ومن ضمنهم اولئك الاشخاص الذين ارتكبوا جرائم حرب‚ \r\n \r\n ان الغضب الصيني من عدم اعتذار اليابان عن ماضيها الحربي واسع الانتشار في المنطقة وليس مقتصرا على الصين فقط‚ فكوريا الجنوبية اعترضت ايضا على الكتب المدرسية اليابانية المقررة وجهود اليابان البائسة عملت القليل للتكفير عن الفظائع التي ارتكبها اليابانيون خلال الحرب باجبار نساء كوريات على الدعارة‚ ولكن الصين استغلت وصعدت من المرارات التاريخية لأغراض سياسية اولها تحويل الانتباه عن التوترات الداخلية حول الفوارق الاقتصادية‚ والبطالة والفساد والقيود السياسية وثانيها للحد من نفوذ اليابان في آسيا في وقت تنامت فيه المنافسة السياسية والاقتصادية مع الصين‚ \r\n \r\n احد الأهداف هذه المرة‚ الاتفاقية الدفاعية الموسعة لليابان مع الولاياتالمتحدة الأميركية التي تعتبرها بكين اشارة على انتقال اليابان الى تأكيد قوتها العسكرية بدرجة أكبر من المعتاد‚ وتشعر الصين بالغضب بشكل خاص من موافقة اليابان على التحركات الاميركية لافشال الضغوط العسكرية الصينية على تايوان التي استعمرتها اليابان في عام 1895‚ \r\n \r\n يلعب الحزب الشيوعي الصيني حاليا بالبطاقة القومية لكسب التأييد الداخلي ولكن خلق أجواء معادية لليابان وهو ما ترى بعض الشركات الصينية أنه سوف يقلص من قدرة الشركات اليابانية على منافستها وهو ما يمكن ان تكون له عواقب خطيرة‚ \r\n \r\n فالرأي العام الياباني لم يعد طيعا والمساعدات اليابانية للصين انتهت ويخشى كويزومي من تحديات لحزبه الديمقراطي الليبرالي من قبل أحزاب اليمين وهو ليس في عجلة من أمره للقيام بزيارة لبكين‚ والتجارة اليابانية مزدهرة كما هو الحال بالنسبة للاستخبارات اليابانية في الصين بغض النظر عن الغليان الذي تشعر به بكين‚ \r\n \r\n ولكن العلاقات الاقتصادية يمكن ان تتهدد ايضا ويجب على كويزومي ان يثبت بانه اصلاحي حقيقي ويبحث له عن وسيلة أخرى لتكريم القتلى اليابانيين في الحرب ويضمن نهاية للتوتر السنوي الناجم عن مسألة الكتب المدرسية‚ كما يجب على قادة الصين ان يفهموا بانهم سيكونون الخاسرين في نهاية المطاف إذا شجعوا العقلية المتمردة للرعاع‚ \r\n