ففي اعين الصينيين تعجز اليابان عن تقديم الاعتذار الكافي عن جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات اليابانية قبل 70 سنة‚ \r\n \r\n وهناك حقيقة في هذا الاتهام‚ وان كانت الصين ليست في عجالة كبيرة من اجل التصالح‚ فالماضي هو قوة ملائمة للصين في منافستها مع جارها القوي‚ وكان هذا واضحا الشهر الماضي عندما التقى الرئيس الصيني هو غيناتو رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي على هامش القمة الاقتصادية لدول آسيا والمحيط الهادي في تشيلي‚ فقد كان هذا هو اول لقاء بين الرجلين منذ اكثر من سنة‚ حيث كان كويزومي يتلهف على دعوة لزيارة الصين التي كان محروما منها منذ توليه المنصب في ابريل 2001 وبدلا من ذلك كان الرئيس الصيني يعزف على وتر زيارات كويزومي لضريح ياسوكوني المخصص لأرواح قتلى حرب اليابان بمن في ذلك مجرمو الحرب المدانون‚ فالزيارات للضريح الذي يرمز للوحشية الحربية اليابانية يجب الكف عنها أولا هذا ما ابلغ به الزعيم الياباني‚ وليس كويزومي هو أول رئيس وزراء ياباني يزور هذا الضريح لكنه يفعل ذلك بانتظام وبشكل متحد‚ وبينما يعارض الكثير من اليابانيين ذلك كسب كويزومي سياسيا من الصمود في وجه الضغط الصيني‚ \r\n \r\n فضلا عن ذلك فإن المسؤولين اليابانيين يرون ان الصينيين يلعبون لعبة مشكوكا فيها وهي دفع القومية الصينية لتحل محل الفكر الشيوعي الذي يأفل نجمه‚وهذا يسمح لبكين بتحويل الاهتمام عن تصرفها التقدمي الاندفاعي‚ \r\n \r\n في اغسطس الماضي هتفت الجماهير الصينية بشعارات قاسية مناهضة لليابانيين خلال نهائي بطولة آسيا لكرة القدم‚ويتصارع البلدان على الاكتشافات الصينية للنفط والغاز في المياه البعيدة عن الشاطئ التي تدعي كل منهما بأحقيتها‚وفي مطلع نوفمبر الماضي رصدت اليابان وطاردت غواصة نووية صينية كانت قد دخلت مياهها الاقليمية‚ \r\n \r\n المشاعر اليابانية تجاه الصين متضاربة‚ فالنمو السريع للصين يدفع الاقتصاد الياباني‚ ويشكو زعماء التجارة والاعمال اليابانيون من أن زيارات كويزومي لياسوكوني تضر بالعلاقات الاقتصادية ويحضونه على التخلي عنها‚ \r\n \r\n غير ان صعود الصين كقوة عظمى ينظر اليه بشكل متزايد على انه تهديد‚ففي استطلاع رأي سنوي جرى في اكتوبر الماضي سجل اليابانيون الذين ينظرون للصين بصفتها صديقة اقل من 38% وهو انخفاض كبير عن الاستطلاع السابق‚ \r\n \r\n على النقيض تبدو العلاقات بين اليابان وكوريا‚ فالكوريون يشاركون الاحساس الصيني بان اليابان لا ترغب في مواجهة تاريخها‚ وبدورهم ينظر اليابانيون بازدراء الى الكوريين بوصفهم الشعب الخاسر‚ \r\n \r\n وان كان البلدان قد تشاجرا في السنوات الاخيرة مع ماضيهما‚إلا أنهما انتقلا مما يطلق عليه التصالح الرقيق بين الحكومات الى التصالح السميك وهو التبادل الاجتماعي الذي هو اعمق من التملق الكلامي الكاذب‚ \r\n \r\n لدى زيارة الرئيس الكوري كيم داي-جونغ في 1998 اصدر اليابانيون للمرة الاولى اعتذارا مكتوبا عن حكمهم الاستعماري‚ وعندما جاء الرئيس الصيني بعد ذلك بشهر عبرت طوكيو عن ندم عميق عن الاضرار والمعاناة التي سببها غزوها للصين‚غير أن الصين رفضت هذه اللغة بوصفها اعتذارا غير كاف‚ \r\n \r\n ان قضايا التاريخ لم تختف من السياسة اليابانية الكورية‚ فلدى زيارة الرئيس الكوري الجنوبي روه مو-هيون مؤخرا اثار ايضا ياسوكوني لكنه لم يستطرد فيها‚ \r\n \r\n ان التغير الاكثر اثارة هو زيادة سمك الروابط الثقافية التي يرمز اليها هذه الايام بالاقبال الكبير على ما يعرف بأعمال الاوبرا الصابونية الكورية في التلفاز الياباني‚ وتتعاون مجموعات من المواطنين من البلدين على استعراض الجرائم اليابانية مثل استغلال الكوريات كنساء راحة للجيش الياباني‚ \r\n \r\n ويظهر ذلك في استطلاع الآراء‚ فلدى حوالي 60% من اليابانيين مشاعر ودية حيال كوريا وهو اعلى معدل منذ اجراء اول مسح سنوي في عام 1978‚ \r\n \r\n في هذه الاثناء فلدى الكوريين مشاكلهم الخاصة بتعاطي الصين مع الماضي‚ ففي العام الماضي اصيب الكوريون بالصدمة من مشروع تموله الحكومة الصينية قام بجمع معلومات تثبت أن المملكة الكورية القديمة التي احتلت ما يمثل الآن كثيرا من كوريا الشمالية كانت بالفعل جزءا من الصين‚ وفشلت المحاولات الكورية في حمل الصين على الرجوع عن هذه المزاعم‚ \r\n \r\n ان الحقيقة التاريخية يمكن ان تكون مخادعة‚ والمصالحة تبدأ مع وجود عزيمة على الحل وليس المبالغة في مشاكل الماضي‚ \r\n