\r\n وتحقيق مصالح روسيا القومية يمكن أن يتم عبر تطوير العلاقات المتكافئة مع الدول العظمى والكتل التكاملية وتعزيز نظام الأمن العالمي والإقليمي والتجارة الدولية والتعاون التقني والمالي وإلخ. \r\n \r\n \r\n الأخطار التي تهدد مصالح وأمن روسيا يمكن تقسيمها إلى أخطار داخلية وأخرى خارجية. ومن أخطر التهديدات السياسية في روسيا الصراع الداخلي الذي تعمل الحركة الإنفصالية على تفجيره،أضافة إلى توتر العلاقات بين طوائف وقوميات مختلفة في بعض المناطق. ولابد من القول ان صراع شمال القوقاز الدامي ليس الصراع الوحيد في روسيا. \r\n \r\n \r\n على سبيل المثال في عام 2005 طالب بعض مندوبي «الدوما« المحلية في مدينة كالينينجراد بإعطاء هذه المنطقة صفة جديدة (كإقليم خارج روسيا). وفي يناير من العام الحالي قامت الجبهة الشعبية (ياكوتيا-الروسا) في جمهورية ياكوتيا بنشر رسالة موجهة إلى الرئيس بوتين تحت عنوان «الشعب أغلى من الألماس» تحتوي على تهديد بخروج الجمهورية من تبعية المركز الفيدرالي. \r\n \r\n \r\n وتمثل المواجهة بين الأحزاب السياسية والأوساط الحاكمة وابتعاد السياسة الإقليمية عن مبادئ الدستور الديمقراطية نوعاً آخر من التهديدات السياسية. ومن الملاحظ أن هناك صلة قرابة تربط بين الشخصيات البارزة في الأوساط الحاكمة وبين أوساط رجال الأعمال في جميع جمهوريات شمال القوقاز. \r\n \r\n \r\n ويمكن أن يؤدي استياء الجماهير من أغلب ممثلي الحكومة في جميع جمهوريات القوقاز وفي جزء من منطقة ستافروبول إلى عدم الاستقرار في المنطقة.بالإضافة إلى ما تقدم يذكر من بين الأخطار السياسية التي تهدد روسيا تجاوز القانون وعجز الإدارة المدنية عن السيطرة على السلطة. \r\n \r\n \r\n وعلى الصعيد الاقتصادي تعتبر الاصلاحات غيرالتامة وتشوه تركيبة الاقتصاد الكلي والتشوه الهيكلي للتصدير من أهم الأخطار التي تهدد روسيا. \r\n \r\n \r\n حيث وصلت نسبة المواد المعدنية في صادرات روسيا إلى حوالي 65 في المائة من الحجم الإجمالي في عام 2005 ،وما يخص دور روسيا في الاقتصاد العالمي فلا تزيد نسبته على 3 بالمائة من الإنتاج العالمي. \r\n \r\n \r\n بينما تصل نسبة الولاياتالمتحدة إلى 20 في المائة. كما لا يزيد حجم الصادرات الروسية على 2 في المائة من إجمالي حجم الصادرات العالمية أي أقل من نسبة الولاياتالمتحدة الأميركية بحوالي ب5 مرات. \r\n \r\n \r\n ومن الظروف التي تؤثر سلبياً على الموقف الروسي الإنفجار الاجتماعي الذي يتصف بالتناقضات الاجتماعية الحادة وتزايد انقسام المجتمع إلى طبقات وانتشار الفساد والجريمة بشكل شامل وتسرب العناصر الإجرامية إلى جهاز الإدارة والإنتاج وإدانة رجال الأعمال. \r\n \r\n \r\n ونظراً لوجود مناطق كبيرة ذات تعداد سكاني منخفض في روسيا لابد وأن يتميز الجيش الروسى بجاهزية قتالية عالية. إلا أن الواقع يكشف عن أن المجمع العسكري الروسي يشهد تقليصاً في القدرة الإنتاجية العسكرية والقدرة الدفاعية للقوات المسلحة وبالتالي هبوط القدرة الدفاعية للبلد. \r\n \r\n \r\n وعلى صعيد التهديدات الداخلية يمكن الاشارة إلى ازدياد الآثار السلبية لاستخدامات التقنيات الصناعية على البيئة، بما في ذلك زيادة عدد الكوارث الناتجة عن استخدام المعدات والتكنولوجيا المتدهورة. \r\n \r\n \r\n وأهم التهديدات الخارجية لأمن ومصالح روسيا تتعلق بتشدد المشكلات العولمة والصراع الحضاري. حيث تشغل الدول الغربية موقع الصدارة في مجال التكنولوجيا الإلكترونية والمعلوماتية الحديثة مما يقلل من الإمكانيات التنافسية لروسيا على الصعيد العالمي. \r\n \r\n \r\n كما أدى تغيير ميزان القوى في العالم إلى تعمق التباعد بين «الجنوب والشمال» وظهور مشكلات عديدة بما فيها الصراعات المختلفة التي تهدد الأمن الإقليمي والعالمي وكذلك الهجرة غير المنظمة والإرهاب والأصولية المتعصبة الخ. عدا عن ذلك تشكل النزاعات والأزمات السياسية الداخلية في الدول المجاورة لروسيا خطرا يهدد الأمن الإقليمي والدولي. \r\n \r\n \r\n تقوم بعض الدول والاتحادات بمحاولات تهدف إلى تقويض سيادة روسيا والتقليل من الدور الروسي في حل المشكلات الدولية الجوهرية مما يشكل أحد أهم التهديدات بالنسبة لروسيا وهنا يجدر ذكر زعزعة العلاقات التي تربط روسيا بالجمهوريات السوفيياتية السابقة وبدول أوروبا الشرقية والوسطى وبغيرها من دول مناطق التعاون التقليدي. \r\n \r\n \r\n مما لا يقل عن ذلك خطورة إشراك روسيا في النزاعات المحلية والدولية التي تناقض المصالح القومية الروسية وتهدد أمنها. هناك ظروف أخرى تعمل على زعزعة وضع روسيا في العالم من بينها الادعاءات التي تم توجيهها والادعاءات المحتملة المتعلقة بأراضي روسيا الإتحادية وكذلك عدم وجود منظومة أمنية إقليمية (أوروبية بالدرجة الأولى) أو عالمية تشارك فيها روسيا بكامل الحقوق. \r\n \r\n \r\n تجدر الإشارة إلى أن التحديات الخارجية الموجهة لروسيا على الصعيد الاقتصادي تتمثل في توطيد توجه روسيا على محور الوقود والخامات ضمن الاقتصاد العالمي وفي ظاهرة تسرب رؤوس الأموال والعقول والكوادر المؤهلة وكذلك في تدهور الوسائل المالية والتنظيمية والمعلوماتية المستخدمة لدعم التصدير الروسي. \r\n \r\n \r\n استنادا إلى ما تم ذكره أعلاه،نرى أن عدداً كبيراً من الأخطار التي تهدد مصالح روسيا وأمنها هي عواقب لمواجهات ومصادمات تحصل على الميدان الدولي بين مصالح دول معينة أو مجموعات من الدول، هذا ويتمثل العائق الأساسي على هذا الصعيد في إدعاءات الولاياتالمتحدة ومساعيها لشغل المركز القيادي في العالم . \r\n \r\n \r\n حيث يتم بين الفترة والأخرى إعلان احد أقاليم المجتمع العالمي منطقة مصالح حيوية للولايات،الأمر الذي يبرز بوضوح في عقيدة «الإشراك» الأميركية التي تعني السيادة العالمية بهدف خدمة المصالح الأميركية الحيوية. \r\n \r\n \r\n عميد كلية الاقتصاد جامعة الصداقة موسكو \r\n \r\n