\r\n لكن ظهور بن لادن الجديد, عبر الشريط المتلفز الذي انهى غيابا عن الاضواء دام ثلاثة عشر شهرا, شكل صدمة لكل من امل نفسه بان يكون زعيم القاعدة قد مات او اصابه الضعف او العجز. فالشريط يظهر ان بن لادن ما زال حيا وان لم يبد بكامل عافيته. \r\n \r\n يقول رولان جاكار, الخبير الفرنسي بشؤون الارهاب الذي يتابع عن كثب تحركات بن لادن وسكناته, ان بن لادن ربما كان قد عاد عن قرار سابق اتخذه بعدم بث ذلك الشريط. اذ ان من المرجح ان يكون الشريط قد سجل في شهر تشرين الثاني الماضي او بعده بقليل بدلالة اشارته الى التقارير الصحفية البريطانية التي نشرت في ذلك التاريخ عن مقترح بقصف مكاتب قناة »الجزيرة« الفضائية نسب الى الرئيس الامريكي جورج بوش. ولعل الامتناع عن بث الشريط في حينه يعود الى الرغبة في التكتم على التدهور الذي اصاب صحة بن لادن. \r\n \r\n لكن الوهن لم يقتصر على رنة صوت زعيم القاعدة التي جاءت اضعف مما كانت عليه في آخر شريط بث له في شهر كانون الاول في عام 2004 . بل شمل ايضا خطابه الذي حذر من هجمات قادمة داخل الولاياتالمتحدة. ويرى كاجار ان التحذير قد خلا من الفورية حيث ذكر بن لادن ان تلك الهجمات الموعودة ما تزال »في طور الاعداد وانكم سوف ترونها في قلب اراضيكم بمجرد الفراغ من تخطيطها«. \r\n \r\n الرد الرسمي الامريكي على عرض الهدنة الذي تقدم به بن لادن في ذلك الشريط جاء جاهزا وقطعيا. اذ قال المتحدث الرسمي الامريكي سكوت ماكليلان بان الامريكيين »لا يتفاوضون مع الارهابيين. وانهم يعطلون اداءهم«. \r\n \r\n لكن كل يوم يمر وبن لادن ونائبه ايمن الظواهري ما يزالان حرين طليقين يكذب هذا الادعاء من جانب السلطات الرسمية في الولاياتالمتحدة . وقد جاءت عودة بن لادن الى الاضواء في الوقت الذي يدعي فيه خبراء مكافحة الارهاب الامريكيون ان القاعدة اصبحت تتعرض فيه الى ضغوط لم تعرف مثيلا لها منذ سقوط نظام طالبان في افغانستان عام 2001 . وربما جاءت هذه العودة لتكذب ما يذهب اليه اولئك الخبراء من ان زعيم القاعدة لم يعد على اتصال فعال بقادته الميدانيين وان قدرته على تخطيط العمليات الخاصة وتوجيهها قد تأثرت سلبيا بظروف العزلة المفروضة عليه. \r\n \r\n من جانب آخر, تحرز الحملة الامريكية المكثفة لملاحقة زعماء القاعدة والاجهاز عليهم بعض النجاحات هنا وهناك, واذا كان الشريط الاخير غير المؤرخ لايمن الظواهري الذي بث الاسبوع الماضي قد كذب الادعاءات التي ترددت عن احتمال اصابته في القصف الامريكي لقرية دامادولا الباكستانية, فان القصف الذي جرى في الثالث عشر من الشهر الماضي قد اسفر عن مقتل 13 شخصا يعتقد ان بينهم اربعة من قياديي القاعدة, ويرى مسؤول كبير في الاستخبارات الامريكية ان قرار التراجع عن عدم بث شريط بن لادن واطلاقه بعد الغارة جاء لرفع معنويات مقاتليه واستخدم كوسيلة »لتغيير الموضوع«. \r\n \r\n قد يكون الامر كذلك, لكن ما من احد في الدوائر الاستخبارية الامريكية يخلط ما بين التراجع عن قرار ثانوي وبين الاستسلام. فعلى الرغم من تطور التعاون بين الاطراف الامريكيةوالباكستانية المعنية, فان المعلومات الاستخبارية الموثوقة حول اماكن تواجد زعماء القاعدة الكبار ما زالت غائبة. \r\n \r\n ويؤكد مسؤولون امريكيون ان عدم وجود علامات تنم عن تصاعد نشاط القاعدة على العكس مما جاء في رسالة بن لادن لكن احد هؤلاء المسؤولين اخبر مجلة »تايم« ان »التهديد لا يزال قائما. وهو تهديد موجود على الدوام لم تزد تصريحات بن لادن من خطورته ولم تضعفها«. ويقول المسؤول نفسه ان القاعدة »لم تعد كما كانت عليه في الحادي عشر من ايلول حيث تحولت, حسب المسؤول, من تنظيم يصدر الاوامر ويسيطر على عملية تنفيذها الى فلسفة تحرك العديد من الخلايا حول العالم. لقد اصبح التنسيق اصعب في هذه الحالة, لكن الوضع الجديد يجعلهم اكثر خطورة«. \r\n \r\n هناك من خبراء مكافحة الارهاب من يعتقد بان الاحساس بان بن لادن يزداد ضعفا يمكن ان يجعل الجهاديين اكثر اصرارا على شن الهجمات. يقول خبير سابق في مكافحة الارهاب في مكتب التحقيق الفدرالي »سوف اشعر بالقلق على مدى الستين او التسعين يوما المقبلة, فان لم يصدر شيء عن القاعدة في هذه الاثناء, سوف يندفع البعض الى الاعتقاد بان بن لادن قد انتابه الضعف ولم يعد قادرا على تنفيذ تهديداته«. وهو احتمال قد يدفع الارهابيين الى انزال ضربات سريعة لكي يحققوا وعيد زعيمهم«. \r\n \r\n صعدت وكالات الاستخبارات الامريكيةوالباكستانية من حملاتها المكثفة في الاسابيع الاخيرة. فالمناطق الجبلية المحاذية للحدود الباكستانية-الافغانية تشهد حركة كثيفة لطائرات التجسس بينما ينتشر اعضاء شبكات التجسس المحلية على الارض ناشطين في جمع المعلومات. وكان مسؤول امني باكستاني قد اخبر مجلة »تايم« بان وكالة الاستخبارات الامريكية (سي.آي.ايه) قد نصبت اجهزة استطلاع متقدمة في مكاتب وكالة (آي.اس.آي) وهي الدائرة الباكستانية المتخصصة بجمع المعلومات الاستخبارية, وان تلك الاجهزة سوف تمكن المعنيين من مراقبة اتصالات الانترنت والاتصالات اللاسلكية ما بين القاعدة والمتعاطفين معها. \r\n \r\n وعلى الرغم من موجة الاحتجاجات التي عمت المناطق القبائلية في باكستان والتي ارغمت الجنرال برويز مشرف على النأي بنفسه وحكومته عن عملية قصف قرية دامادولا, فان التعاون بين باكستان وامريكا في مجال تضييق الدائرة على بن لادن واعوانه يتعمق مع الزمن. وقد اخبر مسؤول استخباري باكستاني اشترط عدم الكشف عن اسمه مجلة »تايم« بوجود تفاهم بين واشنطن واسلام اباد يسمح للامريكيين بتسديد الضربات العسكرية والجوية داخل الحدود الباكستانية في حين تقدم الحكومة الباكستانية الاحتجاجات الرسمية على تلك الضربات لتجنب الغضب الداخلي. \r\n \r\n تظل المنطقة التي يحتمل ان تكون مخبأ ل ̄»بن لادن« عصية على الغرباء من غير سكانها. وتتناقل الانباء اخبار استعادة مجموعة من الطالبان السيطرة على عدد من الجيوب في المنطقة الحدودية الباكستانية حيث بدأوا بفرض مفاهيمهم المتشددة عن الشريعة الاسلامية بما فيها فرض الحظر على الانترنت والموسيقى وتنفيذ احكام الاعدام الصادرة عن محاكمات عاجلة. \r\n \r\n في هذه الاثناء يظل الامل بالقاء القبض على زعماء القاعدة مجرد امل. وفي الرسالة التي حملها شريط بن لادن الاخير اشارة واضحة الى انه لن يسمح لنفسه بان يسقط في الاسر حيا. »لقد اقسمت على ان لا اموت الا حرا«. فهل يحمل هذا القسم مطاردي بن لادن علي التخلي عن املهم الاخير?0 \r\n