\r\n والحقيقة أننا لا نذهب بعيدا إذا نظرنا إلى الثلاثة على أنهم يمثلون أهدافا سهلة في الوقت الحالي ، وكان تينيت قد تحرك بقوة للحصول على ميدالية رئاسية في الوقت الذي شهدت فيه السي آي إيه أكبر فشلين لها منذ إنشائها عام 1947 إبان الفترة التي كان يجلس في مقعد رئاستها ، فكان الإخفاق في درء وقوع هجمات 11 سبتمبر ثم التقديرات الخاطئة لوجود أسلحة دمار شامل في العراق والتي أشعلت فتيل الحرب هناك وفي الوقت الذي شرع فيه بافيت في تحليل أوامر البيت الأبيض حول ما إذا كانت الوكالة بإمكانها أن تأتي برأس بن لادن كان مركز مكافحة الإرهاب الذي يترأسه بلاك يحاول الربط بين المعلومات التي جمعها له محللون غير محترفين تنقصهم الحنكة والمهارة. \r\n وقد خلصت لجنتا الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب إلى أن المحللين العاملين مع مركز مكافحة الإرهاب لا يتمتعون سوى بنصف الخبرات المتوفرة لدى باقي أفراد السي آي إيه. \r\n والحقيقة المؤلمة أن نسب الخطأ إلى هؤلاء الثلاثة نفر وتحميلهم مسؤولية الفشل الذريع للسي آي إيه هو أمر مريح وخطير مريح لأنه يجعلنا نشعر بأننا في وضع أمني جيد وأن هناك من يقف مسؤولا عن الإخفاق أما الخطورة فمكمنها أن هذا يحملنا على الإعتقاد بأن هناك عددا قليلا للغاية من الأشخاص لو أنهم قد قاموا بواجبهم كما ينبغي لأمكن درء وقوع هجمات 11 سبتمبر وتظل الحقيقة أسوأ من ذلك بكثير، نعم هناك أفراد معدودون هم المسؤولون عن الأخطاء بيد ان فشلهم لا يعني سوى فشل النظام برمته. \r\n فلماذا أخفقت السي آي إيه في مراقبة خالد المحضار ونواف الحزمي - وهما اثنان من منفذي عمليات الاختطاف في 11 سبتمبر - وذلك عندما أثارا انتباه الوكالة للمرة الأولى عام 2000 لدى حضورهما مؤتمر القاعدة في ماليزيا ( على حد وصف أحد مسؤولي الاستخبارات للقاء ) ؟ \r\n وأبسط إحابة هي أن تتبع إرهابيين أجانب لم يكن مطلقا أحد الأنشطة الموضوعة على قائمة ثوابت عمل الوكالة ولم يكن كذلك يمثل أحد الأولويات فعلى امتداد ما يربو على 40 عاما تسيدت الحرب الباردة على أنماط تفكير وعمليات السي آي إيه ووكالات الاستخبارات الأخرى ، بيد أنه ومع انتهاء تلك الحرب فقد تغير التهديد إلا أن تلك الوكالات لم تغير من نفسها بإيقاع مساير للتغيرات المحيطة. \r\n وقبل 11 سبتمبر لم تكن هناك إجراءات جدية لتحديد هوية الإرهابيين الخطرين ومن ثم إرسال تحذيرات لباقي الوكالات الحكومية الأميركية وقد سمح ضباط السي آي إيه للمحضار والحازمي بدخول الولاياتالمتحدة ليس بسبب أن بعض الضباط قد أخفقوا في أداء وظيفتهم ولكن لأن أحدا منهم لم يدر بخلده أن مراجعة قوائم المراقبة تمثل جزءا من مهام وظيفته. \r\n مثل تلك المشاكل كانت تنخر في جسد السي آي إيه وهي الوكالة التي أمضت جل تاريخها في مواجهة مع عدو واحد لم يتغير وعندما انتهى اجتماع القاعدة عام 2000 حاولت السي آي إيه تتبع المحضار والحزمي بيد ان جهودها باءت بالفشل بسبب سياسة التقسيمات الجغرافية التي نهجتها السي آي إيه لمدة طويلة وتوزيع المهام على أساس المكان وليس الأشخاص . \r\n وربما كان مثل هذا التقسيم مقبولا عندما كان هناك خطر واحد رئيسي متمثلا في تحركات القوات السوفيتية غير أنه يفقد كل مغزى له عندما يتعلق الأمر بتتبع تنقلات الإرهابيين وعلى الرغم من قيام كثير من المكاتب المختلفة للسي آي إيه بمراقبة عملية تتبع الإرهابيين إلا أن أحدا لم يكن يتولى الإشراف على المهمة في مجملها. \r\n والأسوأ أنه وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي بسنوات إلا أن السي آي إيه كانت لا تزال على طريقتها في إدارة أنشطة تجسس على نموذج الحرب الباردة ، فكان موقع ضباط الاستخبارات العاملين في قضايا معينة هو داخل السفارات الأميركية وهي طريقة جيدة لعقد مقابلات مع مسؤولين في الحكومات الأجنبية وربما كان منهم من يتجسس لحساب الحكومة الأميركية. \r\n وكانت لجان الاستخبارات بالكونغرس قد حاولت إصلاح العيوب الهيكلية مرتين في عقد التسعينيات إلا أن جهود الإصلاح تلك قد أحبطت من قبل البنتاغون ومؤيدي وزارة الدفاع من واضعي القوانين في لجان خدمات القوات المسلحة. \r\n لقد ارتكب جورج تينيت وآخرون أخطاء بيد ان اللائمة لا يمكن ان تلقى عليهم بمفردهم فتحديد أشخاص بعينهم لنسب الخطأ إليهم أمر يسير ولكن إصلاح السي آي إيه ليس كذلك. \r\n \r\n أمي زيغارت \r\n مدرس مساعد للسياسة العامة بجامعة كاليفورنيا - لوس انجلوس \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص بالوطن