من خلال استعجالهم للأمور ووضع الشرطة لمواجهة التمرد الحاصل استعانت السلطات العراقية والاميركية برجال تم تدريبهم خلال عهد صدام وتخصصوا في التعذيب والاساءة‚ كذلك يتم تجنيد اعداد كبيرة من الميليشيات الشيعية الخارجة عن القانون‚ \r\n \r\n نادرا ما تتم عمليات مقاومة التمرد بصورة نظيفة ولكن هناك حرباً قذرة تشن من تحت أنف القوات الاميركية والبريطانية التي كانت مهمتها في الاساس إنهاء الاساءات التي كان يقوم بها الدكتاتور السابق‚ بدل ذلك عمدت سلطات الاحتلال الى غض الطرف عن عمليات التعذيب التي تتم في السجون العراقية‚‚أكثر الجهات دموية هي القوات التابعة لوزارة الداخلية وهي تتشكل في معظمها من ضباط جيش سابقين من جيش صدام المنحل‚ وينظر الى هؤلاء على أنهم أكثر الوسائل فاعلية لقمع التمرد‚ \r\n \r\n وذكر احد المسؤولين العراقيين «اننا نعيش في وضع مثير للفزع والاستياء معا‚ عليك ان تفهم السبب الذي دعا لتشكيل قوات المغاوير الخاصة في اغسطس الماضي‚ كانت هذه القوات تعتقل اعدادا كبيرة من الناس على عجل‚ الكثيرون منهم كانوا ممن خدموا في قوات صدام‚ كان القرار الخاص بالاستعانة بهم صعبا للغاية‚ لم يكن هناك اشراف او رقابة وما يزال لا يوجد مثل هذا الامر الذي ينطبق على جميع قوات الامن‚ ان جميع هذه القوات تستعين الآن بالتعذيب والاساءات من أجل سحق التمرد»‚ \r\n \r\n يقول سعد سلطان احد المسؤولين في وزارة حقوق الانسان ان هناك عمليات اعتقال عشوائية تتم حتى دون صدور مذكرات اعتقال حيث يجري تعليق بعض الناس في اسقف زنازينهم وضربهم ووضع الاسلاك الكهربائية في آذانهم وأيديهم وأرجلهم وحتى في بعض الحالات في أعضائهم التناسلية وحرقهم بقضبان الحديد المحماة على النار‚ \r\n \r\n يقول هذا المسؤول ايضا «انه قبل شهرين كنت اذهب الى السجون وأجد ان اكثر من 50% من السجناء قد تمت اساءة معاملتهم‚ الآن الوضع اسوأ من ذلك بكثير»‚ فالتقارير التي تتحدث عن حدوث تعذيب واساءات كثيرة جدا‚ \r\n \r\n يقول عمر وهو طالب يبلغ من العمر 22 عاما انه تم اعتقاله خلال غارة قامت بها الشرطة على بيته في بغداد خلال الليل من قبل مغاوير وزارة الداخلية الذين سحبوه من بين افراد اسرته الى مركز للاعتقال‚ لم يقل له احد أين هو أو التهمة الموجهة اليه‚ تم ايقاف جميع السجناء في صف طويل وانهال عليهم الحراس بالضرب دون تمييز‚ كان يتم شد وثاق القيود في اليدين الى الدرجة التي تدفع السجناء للصراخ من الألم‚‚في اليوم التالي تمت تغطية عيونهم واقتيدوا الى سجن آخر حيث انهار رفيقه في الزنزانة من شدة الضرب وأغمي عليه‚ بعدها تم اخذه الى قاعة الاستجواب حيث ربط المحققون اسلاك الكهرباء بأصابع يديه‚ قال هذا المعتقل «سألتهم ماذا يريدون فأجابوا الاعتراف بمهاجمتك لأفراد الشرطة وقوات الحرس الوطني‚ ودون ان ينتظر جوابي اغلق الدائرة الكهربائية ثم شغلها الى درجة لم اعد بعدها استطيع التنفس الا بصعوبة‚ صرخت تحت وطأة التعذيب‚ انه ليس مكانا لاختبار شجاعتك وقدرتك على التحمل‚ ان المحققين أناس لا رحمة في قلوبهم يحاولون قتلك من أجل لا شيء»‚ \r\n \r\n تم اطلاق سراح هذا المعتقل بعد 12 يوما من الاعتقال‚ سلطات الاحتلال على علم بالتعذيب والاساءات التي تتم ولكنها لا تفعل أي شيء لوقفه‚ \r\n \r\n وقال تقرير صادر عن وزارة الخارجية الاميركية في فبراير «ان السلطات العراقية تتهم بممارسة التعذيب المؤدي الى الموت مع وجود ظروف اعتقال سيئة والاستخدام المنهجي للتعذيب والاساءات‚ خاصة في فترة ما قبل المحاكمة»‚ \r\n \r\n وذكر تقرير آخر صادر عن منظمة «هيومان رايتس ووتش» «ان هناك عمليات اعتقال غير قانونية تتم ولفترات طويلة وهناك تعذيب يمارس بحق المعتقلين بمن فيهم الاطفال: لقد اصبح التعذيب شيئا عاديا وروتينيا في المعتقلات العراقية»‚‚هناك أدلة اخرى بدأت تظهر على وجود عمليات قتل خارج نطاق العدالة ويتم التخلص من الجثث من خلال القائها في النهر‚ \r\n \r\n اللواء عدنان ثابت قائد قوة المغاوير والمستشار الخاص لوزير الداخلية كان احد كبار الضباط في عهد صدام وحكم عليه بالاعدام لتآمره على سيده الدكتاتور السابق وخضع بنفسه لعمليات التعذيب باستخدام الكهرباء‚‚ينكر هذا اللواء ما يقال عن عمليات التعذيب ولكنه يقر «هذه حرب قذرة‚ ونحن الوحيدون الذين نخوضها بأعصاب باردة»‚ \r\n