وتعتبر شهادته أول وصف مباشر يقدمه أحد ضحايا الإساءات التي ارتكبها الجنود الأمريكيون داخل هذه المنشأة الأمنية السيئة الصيت الموجودة في بغداد. السجين السوري ويدعى أمين الشيخ قال أيضاً أن غارنر كان يهدد باستمرار بقتله، وكان يضربه بعصا معدنية ويجبره على أكل لحم الخنزير وشرب الكحول، وعلى أن يقدم الشكر للمسيح، وهي كلها تعتبر انتهاكاً لمعتقداته كمسلم. \r\n \r\n أدلى الشيخ بشهادته في العراق وتم تسجيلها على شريط فيديو وعرضت أثناء جلسة المحاكمة العسكرية لغارنر. ومما قاله الشيخ في شهادته: \"كان غرانر هو المسؤول الرئيسي عن التعذيب\". وهنا سأله الماجور مايكل هولي رئيس الإدعاء العام العسكري: \"هل بدا على غرانر أنه مستمتع بإيذائك؟\"، أجابه الرجل عن طريق المترجم: \"لقد كان يصفر ويضحك ويغني\". \r\n \r\n كان غرانر، 36 عاماً، هو القائد المزعوم للحلقة التي تتضمن سبعة جنود احتياط من فرقة الشرطة العسكرية 372 الموجوة في ماريلاند والذين وجهت إليهم الاتهامات في فضيحة السجن. كانت هذه الفضيحة قد كشفت الربيع الماضي بعد أن تم الكشف عن صور تظهر تعرض السجناء العراقيين لانتهاكات جسدية وإذلال جنسي. تمت إدانة ثلاثة من عناصر الاحتياط في هذه القضية وهناك ثلاثة آخرون ينتظرون استكمال إجراءات المحاكمة. \r\n \r\n في حال أدين غرانر بالتهم الموجهة إليه، وهي التآمر، الاعتداء، إساءة معاملة السجناء، التقصير في أداء واجبه، ارتكاب أفعال منافية للأخلاق، فإنه سيواجه حكماً بالسجن لمدة تصل إلى 17 عاماً. وغرانر هو أول متهم في هذه القضية ينفي التهم الموجهة إليه، وقال أنه كان فقط يتبع أوامر المسؤولين في التحقيق العسكري وغيرهم، وهذه الأوامر كان تنص على \"تهيئة\" السجناء العراقيين للاستجواب، وأصر غرانر أن أعماله كانت ملائمة نظراً للخطر الموجود داخل السجن. \r\n \r\n قال الشيخ أنه قدم من سوريا إلى العراق عام 2003 للقتال ضد القوات الأمريكية، وعندما اعتقل في تشرين الأول من ذلك العام على أيدي الجنود الأمريكيين كان يحمل بندقية AK47 وبعض القنابل اليدوية وأدوات لصناعة المتفجرات. \r\n \r\n وأضاف أنه عندما كان داخل سجن أبو غريب قام أحد الحراس العراقيين بتهريب مسدس له، وبعد أن وجد الحراس الأمريكيون المسدس في زنزانته دار تبادل إطلاق نار جرح فيه أحد الجنود الأمريكيين في حين أن الشيخ أصيب بطلقات في كلتي ساقيه. \r\n \r\n وقال الشيخ أن غرانر قفز فوق ساقيه الجريحتين وراح يضربهما بعصا, وفي مرة أخرى قيده غرانر إلى باب الزنزانة ويده خلف ظهره لمدة ثماني ساعات. كما كان غرانر بصحبة جندي آخر، وهذا الجندي تبول على أمين، وكان غرانر حاضراً عندما هدده جندي آخر بأن يغتصبه. \r\n \r\n وفي إجابته على أسئلة الدفاع أوضح الشيخ أن غرانر كان يعمل أحياناً مع الأمريكيين الذين كانوا يقومون بالتحقيق معه في سجن أبو غريب، وقد قال له المحققان، ويدعيان ستيف ومايكي، أنه سيعامل بقسوة من قبل غرانر إذا لم يتعاون. \r\n \r\n وأضاف الشيخ أنه استمع وهو في زنزانته إلى صوت غرانر وأمريكيين آخرين وهم يجبرون سجيناً يمنياً على الأكل من المرحاض. واعترف الشيخ بأنه لم ير هذه الحادثة لكن كان الأمر واضحاً من خلال الأصوات التي استمع إليها. \r\n \r\n \r\n \r\n غاي فوماك المحامي المدني لغرانر أكد خارج المحكمة أن شهادة الشيخ سوف تضعف إحساس لجنة المحلفين بالتعاطف معه. وتتألف هذه اللجنة من ضباط عسكريين كبار خدموا جميعهم في العراق أو أفغانستان. وأضاف فوماك: \"لقد كانت هذه شهادة مفيدة للغاية. إنها سوف تزعج هيئة المحلفين لأنها تمثل الوجه الحقيقي للعدو. من الواضح أنهم يكرهون أمريكا\". \r\n \r\n سجين آخر وهو الأسير العراقي حسين مطر شهد أيضاً يوم الثلاثاء ( اول امس ) وقال أنه كان أحد السجناء السبعة الذين ظهروا في بعض صور أبو غريب وهم عراة وقد غطيت رؤوسهم وتم تكويمهم على شكل هرم بشري، فيما كان غرانر وغيره من الحراس يبتسمون بالقرب منهم. \r\n \r\n كما شهد مطر أنه أجبر هو وعدد من السجناء الآخرين على الاستنماء أمام الحراس، وأنه ضرب على صدره بقوة بحيث أنه احتاج إلى جهاز تنفس حتى يتمكن من التنفس. \r\n \r\n وعندما سئل مطر كيف كان شعوره وهو في السجن أجاب: \"لم أكن أتصور في البداية أن هذا يمكن أن يحصل. كنت أتمنى الموت. كان بمقدوري أن أقتل نفسي، لأنه لم يكن هناك أحد يحاول إيقاف ما كان يجري\". \r\n \r\n وأوضح مطر أن سجن أبو غريب، قبل أن يحتله الأمريكان، كان سجناً غير معروف تحت حكم الدكتاتور العراقي المخلوع صدام حسين، وأضاف: \"لم يكن صدام يفعل هذا بنا\". \r\n \r\n لكن عندما حقق معه محامي الدفاع لم يستطع مطر التعرف على غرانر أو أي من الحراس الآخرين بالاسم. \r\n \r\n شهادة أخرى وردت يوم الثلاثاء شككت في ادعاء غرانر بأنه كان كان يتعامل مع السجناء بقسوة لأنه كان يتبع الأوامر الصادرة إليه في تهيئة هؤلاء السجناء للتحقيق فيما بعد لدى أفراد الاستخبارات العسكرية. فالضابط بيلي هيغاسون المحقق الجنائي لدى الجيش قال في شهادته إلى معظم السجناء الذين ظهروا في الصور وهم يتعرضون للإساءة والإذلال كانوا متهمين من قبل السلطات العراقية بارتكاب جرائم كالسرقة أو الاعتداء أو الدعارة، وليس سجناء على درجة عالية من الأهمية سيتم استجوابهم حول التمرد في العراق. \r\n \r\n \r\n شيكاغو تريبيون، كندا نيوز - بقلم هوارد ويت \r\n