\r\n \r\n وقالت شهادات من حراس ومعتقلين في جلسة استماع أولية لجندي اتهم بممارسة انتهاكات ان أوامر من محققين في أبو غريب كانت بعيدة عن الانتهاكات التي وثقتها الصور. \r\n \r\n وقد استخدمت أساليب التحقيق التي وصفها الكولونيل باباس مع المعتقلين الذين تحميهم معاهدات جنيف التي تمنع المعاملة غير الانسانية للسجناء. وقال مسؤولون عسكريون يوم الاثنين الماضي ان الولاياتالمتحدة كانت قبل أشهر عدة قد تخلت بهدوء عن خطة سابقة تقضي بوصف بعض السجناء الذين ألقي القبض عليهم من جانب القوات الأميركية في العراق باعتبارهم مقاتلين غير شرعيين. ولم يكن هناك سجناء في العراق ممن يوصفون بهذا الوصف. وهذا يعني أنه حتى السجناء الأجانب وأعضاء القاعدة المشتبه فيهم ممن اعتقلوا في العراق، سوية مع العراقيين الذين ألقي القبض عليهم كأسرى حرب ومتمردين، يبقون محميين بموجب معاهدات جنيف. \r\n وما يزال دور مسؤولي الاستخبارات العسكرية والمحققين المدنيين المتعاقدين في سجن ابو غريب خاضعا للتحقيق من جانب الجنرال جورج فاي، وهو ضابط كبير في الجيش. \r\n وأكد الكولونيل باباس في تصريحاته ان وحدته نفذت بعض التغييرات التي أوصى بها الجنرال جيفري ميلر، رئيس عمليات الاعتقال في خليج غوانتانامو بكوبا، والذي أرسلته وزارة الدفاع الى العراق في أغسطس (آب) وسبتمبر (ايلول) الماضيين لمراجعة عمليات الاعتقال. \r\n وقال الكولونيل باباس ان احدى النتائج الرئيسية لزيارة الجنرال ميلر تتمثل في «توفير شرطة عسكرية كفوءة دعما للتحقيقات». \r\n وقال عدد من ضباط الشرطة العسكرية وقادتهم في أبو غريب ان ضباط الاستخبارات العسكرية وجهوهم نحو «اعداد الظروف» لتعزيز عملية الاستجواب. وعندما سأل تاغوبا عن الاجراءات الموجودة لضمان قيام الحراس ب«فهم التوجيهات أو حدود التوجيهات، أو ما اذا كانت التوجيهات قانونية»، اعترف الكولونيل باباس بأنه لم تكن هناك ضمانات. واضاف الجنرال باباس انه «حسب معلوماتي فان التوجيهات الى الشرطة العسكرية، باستثناء ما ذكرته، مثل تقييد السجناء وارغامهم على التعري أو اجراءات أخرى استخدمت مع المعتقلين قبل التحقيق، لم تكن تجري بشكل عادي ما لم يكن هناك مبرر معين مقبول». \r\n وكانت خطط التحقيق مع المعتقل تسجل بالنسبة لكل معتقل وتجري المصادقة عليها من جانب الكولونيل باباس أو مساعده. وفي كل حالة كانت الخطط تتبع الارشادات في قواعد التحقيق التي أقرها الجنرال ريكاردو سانشيز، قائد القوات الأميركية في العراق، يوم الثاني عشر من أكتوبر (تشرين الاول) الماضي. \r\n وفي تقريره استنتج الجنرال تاغوبا أن الكولونيل باباس كان «مسؤولا بصورة مباشرة او غير مباشرة» عن أفعال أولئك الذين أساءوا معاملة السجناء العراقيين. وقد رفض الكولونيل باباس كل الطلبات باجراء مقابلات معه. \r\n وفي مايو الماضي كان الكولونيل كاري غويتزي، المحامي في قوات الاحتلال البرية في العراق، قال في ايجاز بوزارة الدفاع ان الجيش قام بعزل «المقاتلين غير الشرعيين» عن السجناء العراقيين الذين الذين يتعين التعامل معهم باعتبارهم سجناء حرب. \r\n وقال الكولونيل غويتزي ان «المقاتلين الأجانب يمكن أن يصنفوا ضمن المقاتلين غير الشرعيين». وأضاف انه كان يتوقع أن نسبة قليلة فقط من السجناء في العراق يمكن اعتبارهم «مقاتلين غير شرعيين»، ولكنه قال «هؤلاء هم الأفراد الذي انتفضوا وشهروا السلاح ولم يحملوه بطريقة صريحة ولم يرتدوا بدلات نظامية. وبكلمات أخرى استخدموا أساليب لا تتوافق مع قانون المعركة المسلحة». غير أنه في يوم الاثنين الماضي قال ضابط كبير في الجيش في رسالة عبر البريد الالكتروني انه «لم يعلن عن أي سجناء في العراق باعتبارهم مقاتلين غير شرعيين». فقد وصف السجناء العراقيون المعتقلون في سجن أبو غريب الذي يديره الأميركيون باعتبارهم سجناء أمنيين. وفي شهادة بشأن فضيحة اساءة معاملة السجناء العراقيين هناك قال مسؤولون أميركيون ان اتفاقيات جنيف «تطبق بالكامل» على جميع السجناء المعتقلين من جانب الولاياتالمتحدة في العراق. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع ان السجناء العراقيين المهمين المعتقلين في موقع بمطار بغداد الذي يقع في ضواحي العاصمة يسمح لهم في الوقت الحالي بالخروج الى ساحة المعتقل لفترة ثلاث ساعات يوميا، وهو ما يزيد على ما ورد في تقري اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصادر في فبراير (شباط) 2004. \r\n وكان تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد قال ان السجناء الذين يقدر عددهم بحوالي المائة، والذين يعتبرون «سجناء ذوي قيمة عالية» من جانب الولاياتالمتحدة، ظلوا معتقلين في زنزانات معزولة لفترة اشهر ولوقت يصل الى 23 ساعة يوميا بدون رؤية ضوء الشمس. وقال المسؤول الكبير من وزارة الدفاع ان ممثلي الصليب الأحمر كانوا قد زاروا الموقع مرتين منذ فبراير الماضي وبدا أنهم راضون عن الطريقة التي يعامل بها المعتقلون، وبينهم طارق عزيز ومستشارون سابقون آخرون لصدام حسين. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»