\r\n لا تتوقع الكثير سيادة الرئيس. فهم ليسوا على استعداد، ولا انت، فيما ستؤدي زيادة التوقعات على جانبي الاطلنطي، في امكانية وصول اوروبا واميركا وبسرعة، الى اجماع جديد حول استراتيجية عالمية الى احباطات جديدة. \r\n يمكنك سيادة الرئيس التركيز على اغلاق باب الخلاف، الذي اثارته الحرب في العراق، وهو هدف مستحق في حد ذاته. وتتقبل الخلافات الثقافية والاجتماعية عبر الاطلنطي، والتي لا يمكن تضييق هوتها عن طريق علاج سريع، نوعا من التناغم السياسي، بهدف تهدئة الرأي العام، ولكن هذا يتطلب جهدا كبيرا. \r\n لا تسئ الفهم. ان تناول الطعام مع قيادات الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلنطي، وجولة كوندوليزا رايس للاعداد للزيارة هذا الشهر، خطوة ضرورية لاعادة الدبلوماسية كوسيلة فاعلة للسياسة الخارجية الاميركية. ولكنها لن تكون كافية لتضييق الهوة. \r\n وفي المقابل يمكن إيجاد تفسير خطورة التوقعات بالآمال غير المتوقعة، التي علقها المسؤولون الاميركيون على خطاب شرودر في مؤتمر ميونيخ لسياسة الامن في الاسبوع الماضي، إذ كان من المتوقع ان يرد المستشار الالماني على عرض رايس بمد الجسور مع اوروبا، التي تشمل مديحا محسوبا للسياسة الاوروبية الموحدة. \r\n ولكن شرودر، وبدلا من ذلك، اشار مرارا الى أن كأس عبر الاطلنطي نصف ممتلئ ويتبخر. وكانت اكبر غلطة له هي الدعوة الى تشكيل لجنة على اعلى المستويات، لإعادة التقييم، لما يمكن ان يؤدي الى انكماش القيادة الاميركية لحلف الاطلنطي، التي ذكر شرودر انها لم تعد «الموقع الاساسي، الذي يناقش فيه الشركاء عبر الاطلنطي استراتيجيتهم وينسقونها». \r\n لقد تسبب شرودر في انتشار الشعور بالاحباط بين الاميركيين، الذين كانوا يأملون في رؤية بعض التحسن في الموقف الالماني والفرنسي حول الحاجة الى تنظيم العالم في اطار كتلة متعددة. \r\n لقد أدى رد الفعل السلبي الطبيعي من جانب الولاياتالمتحدة بقيادة السناتور جون ماكين، الذي شن حملة غير علنية علي المسؤولين الالمان لفشلهم في تقديم عرض حقيقي للمساعدة في العراق الى حملة لشرح ما قصده المستشار. العبارة الوحيدة التي لم يختلف حولها مساعدو المستشار هي أنه «أخرق».الا ان هذا السلوك الاخرق تحرك في اتجاه واحد فقط: مواجهة انتخابات اقليمية مهمة، ستتم قبل الالتقاء ببوش، لقد حقق هجوم بوش على الناتو احتياجاته السياسية المحلية. \r\n ولا يزال التفكير الرسمي الاميركي يقلل من كيفية كون السياسة الخارجية قد أصبحت اداة رئيسية للسياسة الداخلية في عدد من الدول الاوروبية، التي لم تعد تواجه الغزو السوفياتي، فيما تراجع وتعقد الاقليات المسلمة الكبيرة في تلك الدول الحسابات الاوروبية بخصوص «الاطلنطية». واذا ما ايد كل من شرودر وشيراك «عالما متعدد الاقطاب»، فإن ذلك يرجع الى مواجهتهم لنفس الظروف المحلية. \r\n وبالنسبة لبوش، فإن القضية ليست استنكار أو اخفاء الواقع حول تلك الحقائق الحياتية، إذ أن من الافضل الاعتراف بالقيود التي تفرضها العودة الى التضامن، الذي كان سائدا في الماضي. وينطبق نفس الامر على القضية الاساسية التي لم يتحدث عنها احد، وقد لاحظت ذلك في الاجتماع السنوي لخبراء الامن في ميونيخ، والإشارة هنا الى بدايات من مسؤول اوروبي مؤخرا للحديث تلميحا الى ان «الاتحاد الاوروبي هو عملية سلام في حد ذاتها»، بمعنى أنها تشكلت للحفاظ على عدم انخراط فرنسا وألمانيا في حرب مرة اخرى، فيما أصبح الاتحاد الأوروبي لاحقا، أي على هذه الأيام، يضم 25 دولة ككتلة من السكان تعتقد بصورة اساسية ان الحرب لا يمكن ان تخدم أي هدف مفيد. \r\n وهذه هي النتيجة النهائية لنظرية الاحتواء لجورج كينان: أي اقناع الاوروبيين ان سقوط الامبريالية السوفياتية كان حتميا دائما، وقد انطلق من هلسنكي 1975 وليس من برلين 1948. ومع ذلك (فالمؤتمران ضروريان). \r\n وعودة لشيرودر، ففي لقاء خاص في برلين في 4 فبراير (شباط)، حث المستشار الألماني وزيرة الخارجية الأميركية رايس على اعادة التفكير في رفض الادارة الاميركية التفاوض مع ايران، فيما أبدى ملاحظة بأن مؤتمر الامن في هلسنكي منح الاتحاد السوفياتي شرعية ولكنه، وفي النهاية، اضعف النظام، طبقا لما ذكره شخص حضر الاجتماع، فردت رايس على شرودر بقولها: «يستفيد الاشخاص دروسا مختلفة من خبراتهم». ومن هنا يمكن تقديم رجاء بأن يعاد تأكيد تلك العبارة لبوش خلال زيارته لاوروبا، بمعنى أنها استفادت دروسا مختلفة خلال الاربع سنوات الماضية، تمام الاختلاف عن الدروس التي استفادها بوش نفسه. \r\n \r\n * خدمة «مجموعة كتاب واشنطن بوست» \r\n (خاص ب «الشرق الأوسط») \r\n