\r\n أما في أوروبا فقد نجحت على الأقل في تحسين الأوضاع مع حلف الاطلسي ورأب الصدع على الرغم من بقاء بعض مسائل النزاع الأساسية , إن الأوروبيين يجدونها مضجرة عندما تتحدث عن الرئيس جورج بوش وخطته للارتقاء بالحرية,إلا أن الشعب الفرنسي يفضل غض الطرف عن هذا من أجل تحقيق التساوي مابين الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا . \r\n \r\n واليوم نرى أن الأسباب التي تذرعت بها الولاياتالمتحدة الأميركية لشن الحرب على العراق ومن ثم احتلالها هي أسباب زائفة, لذا نرى ان ادارة بوش قد قلبت الطاولة رأسا على عقب بطي صفحة أسلحة الدمار الشامل وعلاقة صدام حسين مع القاعدة ,انها تتحدث اليوم عن الحرية وعن أنها ستسعى الى نشر الحرية على غرار ودرو ويلسون وفرانكلين روزفلت وهكذا فقد تبدل سبب ذهاب أميركا الى العراق من تلك الأسباب والذرائع الزائفة ليصبح السبب الجديد هو النضال من أجل تحقيق الديمقراطية,وهكذا فإن أسامة بن لادن قلما يذكر, وبشكل ما قد تحولت الحرب من حرب على الإرهاب الى حرب من أجل تحقيق الحرية, \r\n \r\n إن غزو الولاياتالمتحدة الأميركية لأفغانستان كما يراه البعض كان ضروريا ً على خلاف غزو العراق - من أجل قتال المتطرفين الاسلاميين , فقد أخبر الرئيس جورج بوش طالبان أنه لن يهاجمهم إذا ما تخلوا عن القاعدة .وبشكل مختصر لم تكن هذه الحرب لأجل نشر الحرية لقد كانت حربا على القاعدة. \r\n \r\n بعد خطاب التولية الذي ألقاه جورج بوش قال معاونوه :إن الرئيس لم يخطط لفرض الحرية بالقوة وإنه لايريد ان يهدد استقرار كل من باكستان - مصر - السعودية من أجل إخفاقاتهم الديمقراطية ويبقى السؤال الكبير ماذا حول إيران? \r\n \r\n إن وزيرة الخارجية كوندا ليزا رايس قد بذلت قصارى جهدها من أجل التخفيف من مخاوف الأوروبيين حول الغزو دون إلغاء امكانية استخدام القوة . \r\n \r\n وهكذا فإن الولاياتالمتحدة الأميركية تستخدم الحرب الباردة من أجل الدفاع عن ادعاءاتها ودعوتها الزائفة لتحقيق الحرية ,وعلينا ان نقف كمرشدين وراء الستار الحديدي بينما ينصت العالم لصوت أميركا ومايرافقه من عزف يبدو عذباً . إن الفارق أن الولاياتالمتحدة الأميركية لم تذهب أبدا لتحرير أوروبا الشرقية من الطغيان ولم تستخدم أي قوة عسكرية وذلك لأن الخيار العسكري كان خطراً الى أبعد الحدود وعندما تدخلت وبالقوة في شؤون فيتنام الداخلية انتهى بها الأمر الى كارثة . \r\n \r\n ان مساعدة الولاياتالمتحدة الأميركية ودعمها لاوكرانيا من أجل احتوائها هو بلاشك نموذج مختلف, أما بالنسبة للعراق فإن الفرق بينهما هو أن الحريةو السلام يتناسبان مع وجود البندقية والقوى العسكرية وهكذا .فإن الهدف من زيارة وزيرة الخارجية الأميركية الى أوروبا هو كسر الجليد وتذليل الصعاب تمهيدا لزيارة بوش,وعندما واجه العديد السيناتور جوزيف بيدن نجيبه أمل الأوروبيين من الرئيس بوش والانتخابات الأميركية قال ( سوف نتجاوز هذا الأمر ) إذا هذا ما تخطط أوروبا للقيام به. وهكذا إذا لم تتوصل الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا الى اتفاق , وهذا شيء مستبعد , فانهم لن يتوصلوا الى تسوية من أجل حل الكثير من النزاعات والخلافات . \r\n \r\n وبشوق لاصلاح وترميم كل ما تم تخريبه من علاقات يدعو رئيس الوزراء الفرنسي جان بيير رافارين الى المزيد من التعاون مع الولاياتالمتحدة الأميركية , قائلا :من يستطيع التخيل أنه بامكان أوروبا أن تتخذ مبادرة عدائية تجاه الولاياتالمتحدة الأميركية بينما أهدافنا ومصالحنا السامية تبدو قريبة ) \r\n \r\n لقد ظن العديد من الشعب الأميركي - في السابق - أن فرنسا قد اتخذت موقفا عدائيا تجاه دولتهم ولكن ليس بعد ان تلاقت مصالحهم, ليس الآن, ليس بالتحديد بعد يومنا هذا فعندما تتلاقى المصالح تسقط الشعارات والأقنعة \r\n