ملاحظات عنان اثارت عاصفة من الانتقادات من قبل الجناح اليميني الجمهوري في الولاياتالمتحدة الذي اتهم الامين العام للامم المتحدة بالتدخل في حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية‚ \r\n \r\n اما قادة بريطانيا واستراليا وبولندا واليابان الذين دعموا واشنطن فقد اتسم رد فعلهم بالعنف والعصبية قائلين انهم راضون بأنه كان هناك قاعدة قانونية «كافية» لشن الحرب‚ \r\n \r\n ما يحير المرء هو لماذا اختار عنان التكلم الآن كانت عدم موافقته على الحرب واضحة عندما شنت قبل 18 شهرا ولكن هذه هي المرة الاولى التي يتحدى فيها عنان علانية قانونية تلك الحرب‚ ويمكن شرح تحرك عنان ضمن السياق السياسي الحالي‚ \r\n \r\n من الواضح ان الاسباب التي قدمها كل من بوش وبلير لشن الحرب كانت زائفة‚ فلم يتم العثور على اسلحة للدمار الشامل ولم يتم تحديد اي صلات بين هجمات «القاعدة» والرئيس العراقي السابق صدام حسين‚ \r\n \r\n عراق صدام لم يشكل اي «تهديد وشيك» للولايات المتحدة او بريطانيا او لاي شخص آخر‚ لقد كان العراق بلدا اجبر على ان يجثو على ركبتيه بسبب الحرب التي شنها على ايران والحرب التي شنها على الكويت اضافة الى 13 عاما من العقوبات الاقتصادية الدولية العقابية‚ \r\n \r\n اضافة الى ما سبق فان ايا من الاهداف الاميركية لم يتحقق بالاطاحة بصدام‚ والحرب الدائرة في العراق حاليا لا تبشر بأي مستقبل «للديمقراطية» ولا يوجد في الافق ايضا ما يشير الى قرب اعادة تشكيل الشرق الاوسط كما وعد «المحافظون الجدد» من اجل جعل المنطقة موالية لاميركا وموالية لاسرائيل‚ \r\n \r\n في عراق اليوم لا يوجد استقرار ويوجد القليل من اعادة الاعمار وسيطرة سطحية جدا للحكومة المركزية‚ فالغزو الاميركي والاحتلال لم يجلبا للعراق سوى حمامات الدم والدمار على نطاق واسع‚ \r\n \r\n وحسبما ذكر الامين العام للجامعة العربية فان «الحرب فتحت بوابات الجحيم»‚ وباعلانه ان الحرب غير شرعية يكون كوفي عنان قد ارسل رسالتين للولايات المتحدة‚ الاولى: لا تعتمدوا على الاممالمتحدة في اصلاح ما خربتموه في العراق‚ انه ليس هناك مصداقية للانتخابات المعتزم تنظيمها في يناير القادم بسبب الفوضى السائدة‚ \r\n \r\n الثانية: ان على اي رئيس اميركي قادم ان يفكر مرتين قبل ان يخرق ميثاق الاممالمتحدة لشن حروب وقائية ضد عدو مفترض‚ فهذه هي ليست الطريقة المثلى لجعل اميركا آمنة‚ \r\n \r\n ان النزاع حول حرب العراق في مارس 2003 كان في الاساس نزاعا حول القواعد التي يجب ان تحكم النظام الدولي في ظل وجود حدثين هامين: \r\n \r\n الاول: انهيار الاتحاد السوفياتي مع ما كان يمثله من وجود قطب ثنائي عالمي في ميزان القوى‚ \r\n \r\n الثاني: الهجمات الارهابية المدمرة في سبتمبر 2001 التي اظهرت امكانية مهاجمة الولاياتالمتحدة من قبل نوع جديد من الاعداء‚ \r\n \r\n ان عدم الاتفاق حول الاسلوب الذي يجب ان تدار به الشؤون الدولية هو سبب ذلك الانشقاق الحاصل في العلاقة بين الولاياتالمتحدة واوروبا في الاشهر التي سبقت الحرب‚ فالاوروبيون وفرنسا على وجه الخصوص اكدوا ايمانهم بحكم القانون وبشرعية المنظمات الدولية مثل الاممالمتحدة التي انشئت عقب الحرب العالمية الثانية‚ في المقابل نجد ان الولاياتالمتحدة فضلت الاعتماد على القوة العسكرية‚ \r\n \r\n الاوروبيون قالوا ان مجلس الامن هو الوحيد القادر والمؤهل والمخول باعطاء تفويض لاستخدام القوة في الوقت الذي اعلنت اميركا انها لن تسعى للحصول على اذن من احد لتقرير كيف يمكنها الدفاع عن امنها القومي‚ ان الاحادية القائمة على القوة ظهرت جليا في مبدأ بوش في شن الحرب الوقائية ضد من اسماها ب «الدول المارقة» وبوجود ميزانية للدفاع تبلغ قيمتها 400 مليار دولار تفوق معظم ميزانيات الدول الكبرى الاخرى مجتمعة‚ \r\n \r\n لقد حاولت اميركا ان تكون مايسترو الشأن الدولي ومثل هذا الحال لن يعجب بالتأكيد كوفي عنان‚ \r\n