قطعا عرفتم من هو \"الإمبراطور\"... وقطعا قد يقول أحدكم إن أي مساعدة ضرورية لإغاثة هذه الكارثة العولمية التي ضربت دولا أوروبية وإسكندنافية في عقر دارها وهي تبعد عشرات الآلاف من الأميال عن مركز الزلزال. \r\n \r\n المساعدة ضرورية ولا مجال للبحث في بديهيات. ولكن أن تسرق الولاياتالمتحدة الأميركية دور الأممالمتحدة ومنظماتها المتخصصة في مثل هكذا أمور، فهو فعل مرفوض. أن تساعد أميركا الدول المنكوبة اليوم لتمد يد الاخطبوط في شؤون هذه الدول لاحقا ...مرفوض. أن تتبجح الإمبراطورية العازلة نفسها في برج عاجي بمساعداتها العينية لضحايا \"تسانومي\" في الوقت الذي ترفض فيه التوقيع على إتفاقية كيوتو، ووقف استخدام المواد التي تزيد من موجة الاحتباس الحراري، أحد أسباب الكوارث الطبيعية التي تضرب أرضنا... مرفوض. \r\n \r\n أوروبا عن بكرة أبيها والبرازيل وكوريا واليابان وأستراليا، بدأت ترسل منذ اليوم الأول بعد الزلزال مواد الإغاثة ومياه الشرب والأطعمة وفرق مكافحة الفيضانات والحرائق، والمواد الطبية وجرع التطعيم منعا لانتشار الأمراض والأوبئة، وغيرها من الآليات والمعدات الضرورية للمساهمة في رفع الأنقاض الحسية والنفسية عن شعوب المنطقة المنكوبة ومن شاركهم ذلك الاسم المخيف \"تسانومي\"من سياح أجانب، لكننا لم نسمع تبجحا ومطالبة بضرورة أن تكون هذه الدول في الصدارة ...وإلا. \r\n \r\n المضحك –المبكي أن أميركا لا تطالب فقط بترؤس هيئة الإغاثة إنما وعدت أيضا بالمساهمة بإعادة الإعمار. ولو حصل لها ما أرادت، نتمنى ألا تكون إعادة الإعمار عن طريق شركات مثل \"هاليبرتون\" ومن لف لفها من شركات الباطن التي أكلت على الشعب العراقي وغيره ملايين من الدولارات ذهبت الى جيوب \"رفيعة المستوى\". \r\n \r\n شركة \"لويدز\" البريطانية قررت أن حجم الخسائر سيتجاوز 25 بليون دولار. إن مدينة \"بام\" الإيرانية التي ضربها الزلزال السنة قبل الماضية وعدت بمساعدات دولية تصل الى بليون دولار لإعادة تعميرها، ولم يصلها منها سوى 17 مليونا، فيا ليت يد أي من اللصوص لا تمتد بسوء الى المساعدات التي ستصل الى دول جنوب شرق آسيا وسكانها. \r\n \r\n أرضنا تزمجر، ولم تعد قادرة على تحمل ما يفعله الإنسان بها وفيها، فيهب \"تسانومي\" في مكان ويضرب زلزال في مكان آخر ويحرق الإمبراطور المتوج نفسه سيد العالم ... أجزاء من العالم... لتتلوى أجزاء أخرى من وجع الصدى وليس من رجعه. \r\n \r\n \"تسانومي\" في العالم العربي المخدر مر مرور الكرام. صورة على شاشة، وجثث كثيرة تعودنا من فلسطين الى العراق على معايشتها يوميا، مع الفطور والغداء والعشاء. لكن \"تسانومي\" المحيط الهندي أهاج أول من أمس منطقة الزلازل في الأناضول حيث ضرب زلزال قرى في تركيا. \r\n \r\n علماء البيئة والجيولوجيا يتوقعون \"تسانومي\" شرق أوسطيا – طبيعيا هذه المرة- ومكملا ل\"تسانومي\" الأميركي – الإسرائيلي, يبتلع مدنا ساحلية ... ربما تكون قد تعبت من ثقل العباد. أجارنا الله من تلك اللحظة وهدانا الى التحضير لها بشبكة إنذار أو صندوق مخصص للكوارث، حتى لا نضطر للاعتماد مرة أخرى على \"الإمبراطور\" ومن لف لفه. \r\n