\r\n وفي نفس الوقت يعتبر رامسفيلد من القادرين على البقاء‚ وقد كاد مشواره السياسي ينهار اكثر من مرة ولكنه مع ذلك بقي رامسفيلد صاحب الاعداء الكثيرين‚ \r\n \r\n اعقتد ان رامسفيلد استهلك اخيرا ارواحه السبع ولكن من غير المحتمل ان يقدم الرئيس بوش على انهاء خدماته حاليا وهو تحت الهجوم وفي نفس الوقت من الصعب تصور بقاء رامسفيلد في منصبه لمدة اربع سنوات اخرى‚ \r\n \r\n لقد أصبح وزير الدفاع مغناطيسا يجذب اليه كل مساوئ السياسات العراقية والاكثر من ذلك فهو المتهم بأنه وراء رفض الادارة الاميركية الاقرار بأخطائها والتعلم من هذه الاخطاء في تصحيح المسار‚ لكن الشخص الذي يتحمل كامل المسؤولية عما يحدث في العراق ليس رامسفيلد بل هو الرئيس بوش نفسه ولكن الرئيس كسب للتو فترة رئاسة ثانية‚ ومن البديهي انه لن يقدم على انهاء خدمات نفسه بنفسه‚ وعليه قد يصبح رامسفيثلد كبش الفداء الذي يضحى به من اجل سلامة زعيمه‚ \r\n \r\n الوضع الذي يعيشه رامسفيلد سبق ان عاشه وزير دفاع اميركي آخر هو روبرت مكنمارا الذي تورط في حرب فيتنام‚ وهي حرب اثبتت الايام انها اكثر تعقيدا واكثر ايلاما مما كان متوقعا لها‚ \r\n \r\n كلا الرجلين يتقاسمان العديد من السمات التي تشكل في بعض الاحيان عنصر قوة وفي بعض الاحيان عنصر ضعف فهما متقدا الذكاء ومثقفان رغم ان بعض الناس يرون في ذلك عنجهية اكثر من انها ثقافة ومتشككان بطبعهما بشأن دوائر السلطة الموجودة في البنتاغون‚ وهما مترددان في لعب ما هو متعارف عليه في الكونغرس بلعبة «شيلني واشيلك» مما لا يترك لهما سوى القليل من المدافعين عنهما‚ ويأتي فوق كل ذلك نزعتهما لاتخاذ قرارات تتسم بالمقامرة في خوض الحرب دون الفهم الكامل لتعقيداتها وتعقيدات ميدان المعارك‚ \r\n \r\n مكنمارا كرهه جيل كامل من العسكريين الذين انتقدوه على توريط الجيش في حرب برية فاشلة‚ \r\n \r\n ومن الصعب وصف رامسفيلد بما وصف به مكنمارا ولكنه في الطريق ليوصف بذلك‚ كذلك ادت سياسات الرجلين الى جلب الكثير من الانتقادات من الكونغرس لهما وخاصة في صفوف حزبيهما‚ \r\n \r\n في الاسبوع الماضي طالب العديد من الشيوخ «الجمهوريين» باستقالة رامسفيلد‚ ونفس الشيء حصل مع مكنمارا في عام 1967 عندما طالب «الديمقراطيون» المحافظون الرئيس جونسون بإقالة وزير دفاعه‚ \r\n \r\n البعض على سبيل المثال هاجم رامسفيلد على فشله في توفير ما يكفي من القوات في العراق‚ قد يكون ذلك صحيحا خلال وبعد توقف الحرب مباشرة ولكنه ليس صحيحا الآن‚ \r\n \r\n فدور القوات الجديدة التي سترسل هو حماية القوات الاميركية الموجودة هناك فالمزيد من القوات الاميركية يعني المزيد من حماية الاميركيين وليس الأمن للعراقيين‚ \r\n \r\n اضافة الى ما سبق هناك بالتأكيد حاجة للمزيد من القوات الاضافية ولكنها يجب ان تكون قوات عراقية‚ \r\n \r\n ان مشكلة رامسفيلد ومكنمارا هي ضعفهما الكبير في التعامل والاتصال بشعب نكأت الحرب جراحه‚ \r\n \r\n لقد صرح رامسفيلد قائلا «على الجنود ان يحاربوا بما هو متاح لهم من عتاد وذخيرة» وهو قول يشبه ما سبق ان قاله مكنمارا لجنوده انهم ليسوا اذكياء بما يكفي ليفهموا‚ \r\n \r\n الاشياء الصغيرة انجزها رامسفيلد بصورة سليمة اما الاشياء الكبرى فقد مضت في الطريق الخطأ‚ فرامسفيلد‚ مثله مثل مكنمارا‚ بدأ يدرك ان الحرب التي يخوضها اخذت تتحول الى حرب طويلة مضنية ومكلفة ولم يستطع العثور كزميله السابق على استراتيجية بديلة وسط ذلك النزاع‚ ومثله مثل مكنمارا قد يصبح رامسفيلد ضحية سياسية لحرب بدأها ولم يستطع انهاءها‚ \r\n