\r\n وفي هذه الفترة الحرجة تحديدا أخذوا منهما احدى آخر أيقونات الحرب ضد الارهاب. يهددون الآن بإجلاس دكتور مع بدلة وربطة عنق مكان الرجل الذي كان يرتدي زياً عسكرياً. من أين سيأتون بحق الجحيم! ب «لا شريك» جديد من النوعية التي لا يتحدث معها شارون؟ \r\n \r\n من الذي سيخلص بوش من خريطة طريقه التي وعدت ببلورة تسوية دائمة تُنهي الاحتلال الذي بدأ في يونيو 1967 بواسطة «التسوية التي سيتم التوصل اليها بين الجانبين من خلال المفاوضات»؟. \r\n \r\n اسرائيل ليست أرملة ولا اميركا ايضا. الدكتور محمود عباس يصرح بأنه يعارض الارهاب؟ بوش يطالب بالدمقرطة أولا. احمد قريع يطالب بدولة خلال سنة؟ شارون يرسله لفرض الرقابة على وسائل الاعلام. يبدو انه، ومن شدة البلبلة، ان هناك تناقضا بين الشرطين المطروحين. \r\n \r\n من الصعب التفكير بمزيج غريب أكثر من الجمع بين الدمقرطة والاحتلال والكولونيالية التي تطالب الشعب المحتل بأن يغمد لسانه بالاضافة الى سلاحه. وكل هذا يأتي مقابل قطع زجاجية على صورة وعد ب «تنازلات مؤلمة» وتسريع نهب الاراضي واستلابها وتدمير المنازل ونهب الزيتون. \r\n \r\n في رام اللهوغزة لم ينسوا اقوال دوف فايسغلاس الذي صرح بأن كل شيء سيراوح في مكانه بعد الانسحاب من غزة الى ان يتحول «الفلسطينيون الى فنلنديين». لا تأكيد على ان اسرائيل كانت ستصمد أمام الاختبار الفنلندي. في غياب المبادرة السياسية لا غرابة ان تؤيد حماس «الدمقرطة» من الطراز الشاروني البوشي. \r\n \r\n المتشددون هم أصحاب المصلحة الأكبر في تقديم «مجرمي اوسلو» وعلى رأسهم أبو مازن وأبو العلاء لاختبار الانتخابات. وهؤلاء المتشددون لا يخشون من ان تتمخض الانتخابات عن فرض نظام ديمقراطي، ذلك لان أحدا لا يتحدث عن الديمقراطية في الواقع وانما عن الدمقرطة فقط. هذه العملية ستلاقي في ظل الاحتلال النتيجة نفسها التي منيت بها عملية السلام التي تجري خلال بناء المستوطنات. \r\n \r\n الوزير نتان شيرانسكي، من قادة المعارضين للانسحاب من قطاع غزة، اقترح على بوش صيغة حاذقة وجذابة: «عمق الانسحاب مثل عمق الديمقراطية»، من حسن الحظ انه لم يكن هنا عندما هدمت مستوطنة ياميت لصالح بناء السلام مع مصر السادات، رمز الديمقراطية. \r\n \r\n حسب صيغة شيرانسكي كان من المفترض ان يكون الاردن في حالة حرب مع اسرائيل حاليا. من الملفت للنظر ان بنيامين نتانياهو الذي هو ايضا من المناصرين الكبار للدمقرطة، قد تفاوض مع دمشق حول اعادة الجولان من دون المطالبة بفرض الديمقراطية في سوريا. \r\n \r\n العالم العربي شهد برلمانا واحدا فقط استطاع ان يسقط حكومة في اجراءات ديمقراطية من خلال حجب الثقة، وهو البرلمان الفلسطيني الذي أجبر عرفات في العام الماضي على الشروع في اصلاح سلطوي تضمن في اطاره تعيين أبو مازن رئيسا للوزراء. ما الذي اقترحه شيرانسكي وأشباهه كجائزة تشجيعية للسلطة مقابل ذلك؟. \r\n \r\n الديمقراطية يمكن ان تكون سيفا ذا حدين. عندما تتم في ظروف الاحتلال فهي تخدم معارضيها اللدودين من المتطرفين. ولكن عندما تترافق مع وقف اطلاق النار والبدء في المفاوضات حول التسوية الدائمة فانها تخدم قوى السلام. لا حاجة لان يكون المرء من شعبة الاستخبارات العسكرية حتى يدرك ان احتمالية تغلب المجموعة البراغماتية برئاسة أبو مازن على الاوساط الوطنية المتشددة تكمن في قدرتها على إقناع الشارع بوجود بديل للعنف. \r\n \r\n اسرائيل هي التي تمسك بنصف هذا البديل على الأقل: ايقاف دائرة العمليات - التصفيات واستئناف المفاوضات على أساس خريطة الطريق التي ولدت في عقل فارس الديمقراطية جورج بوش، والتي حظيت بمباركة الديمقراطي المعروف، ارييل شارون. \r\n \r\n