\r\n سيل الانتحاريين توقف، والجدار هو السبب في الاغلب بالاضافة الى العمليات الهجومية الاحباطية.اسرائيل نجحت في كبح جماح (الارهاب) وفشلت في ترجمة نجاحها التكتيكي الى انعطافة استراتيجية. الفلسطينيون لم يستسلموا على الرغم من الضربات الفظيعة التي وجهت اليهم. في مواجهة التفوق الاسرائيلي الساحق عسكريا قام الفلسطينيون بحشد الشرعية الدولية التي تميل الى صالحهم. هدف حربهم كان واضحا للفهم في العالم - إنهاء الاحتلال وطرد الاسرائيليين من الضفة الغربية وقطاع غزة. اسرائيل وجدت صعوبة في وضع هدف واضح للحرب المضادة. \r\n \r\n شارون بذل جهودا كبيرة في صراعه الشخصي ضد عرفات. الزعيم الفلسطيني حبيس في «المقاطعة» والأسرة الدولية تقبل هذا الوضع بطريقة ما. ولكن ماذا بعد؟ عرفات ما زال زعيما للفلسطينيين، والرسائل التي يعبر عنها لم تتغير، ولا يكتفي أحد ممن حوله بأقل من الانسحاب من كل المناطق وتطبيق معين لعودة اللاجئين، على الرغم من انه لا يستطيع السفر الى اوروبا والبيت الابيض. \r\n \r\n شارون دخل الى منصبه من موقع ضعف بعد تنازلات باراك في كامب ديفيد وطابا، حيث حرص على إزالتها عن جدول الاعمال أو تأجيل مناقشتها الى ما بعد فترة ولايته. نجاحه كان جزئيا. جورج بوش أعفاه من التفاوض مع عرفات ولكنه اضطر للاقتراب من مواقف الفلسطينيين من دون مفاوضات. \r\n \r\n في عالم اليوم تجري الحروب حول الشرعية، وليس حول إبادة العدو وتدميره. اميركا الكبرى تتعلم ذلك الآن من خلال العراق واسرائيل في المناطق. الأسرة الدولية ابتلعت الجدران والحواجز والتصفيات وفي الوقت نفسه عززت الاعتراف بالخط الاخضر كحدود نهائية لاسرائيل. بصورة متناقضة أدى النصر العسكري في مواجهة (الارهاب) الى إضعاف مطلب اسرائيل في السيطرة على جزء من المناطق. كلما كانت العمليات تتراجع وتختفي كلما تزايد المطلب العالمي من اسرائيل بإنهاء الاحتلال. قرار محكمة لاهاي الدولية الذي رفض أي خطوات اسرائيلية في المناطق واعتبرها غير شرعية يعبر عن الاجماع الدولي. \r\n \r\n حكومة اليمين بقيادة شارون تورطت في معركة حاسمة تراجعت فيها عن مواقفها بصورة تدريجية. اسرائيل وافقت على ان يكون خط الهدنة لعام 1949 أساسا لترسيم الحدود المستقبلية حسب خريطة الطريق ورسالة بوش التي تبنتها بحماسة كبيرة. كما قبلت الرقابة الاميركية الثابتة على كل بيت في المستوطنات كمرحلة اولى لتدويل التسوية، وبعد مراوحات كثيرة. \r\n \r\n وافقت على تقريب الجدار من الخط الاخضر، وليقولوا عندها ان الجدار تحرك عن مساره بسبب قرار محكمة العدل العليا وليس بسبب قرار محكمة لاهاي الدولية. النتيجة واحدة في الحالتين. شارون يريد الانسحاب من غزة ويعد بتجهيز الوضع على الارض لسنوات طويلة. هذا يبدو جيدا الا انه غير مقنع. من يوجد لديه استعداد للانسحاب من محور فيلادلفيا وإبقاء حراسة الحدود بيد مصر لا يستطيع ان يُصر على مطلب السيطرة على غور الاردن لمدة طويلة. \r\n \r\n اسرائيل تقاتل اليوم من اجل الحفاظ على المستوطنات غربي الضفة الغربية وعلى غوش عصيون ومحيط القدس في محاولة أخيرة منها لتوسيع خاصرتيها الضيقتين. شارون ومساعدوه يعتقدون ان العالم سيصفق للشاحنات التي تخلي المستوطنين من غزة ويتركهم في حالهم بعد ذلك. المتمردون في الليكود ومستوطنو البؤر الاستيطانية يحاولون فرملة العملية والبقاء في غوش قطيف وفي جبال حوارة. سيكون الوضع أصعب على الجميع عندما يسعى بوش أو كيري لتخفيف العداء الاوروبي والعربي للولايات المتحدة ودفع الثمن من خلال الضغوط على شارون. \r\n \r\n \r\n عن «معاريف» \r\n \r\n