قدم حينها الى المسجد الذي يشرف عليه بندقجي من اجل النطق بالشهادتين. وخلاف معظم المتحولين للاسلام كان يحيى قد اعتنق الاسلام عبر القراءة والبحث، ولم يكن لديه اصدقاء من المسلمين يرشدونه، لكن ذلك تغير بسرعة. \r\n فخلال سنة تعرف يحيى، الذي كان يسمى آدم غادان وولد من أبوين يعتنقان اليهودية والكاثوليكية، على جماعة من الشبان يواظبون على الصلاة في المسجد لكنهم كانوا يتجادلون بشدة حول قضايا سياسية مع حشد من أبناء الطبقة الوسطى الهادئين في ضاحية جنوب لوس انجليس. \r\n ويتذكر بندقجي الرجال كأشخاص غاضبين ومتدينين بطريقة صارمة ومنتقدين بصورة مفرطة لأي مسلم يتصرف مثل الغربيين، لكنهم كانوا أيضا شباناً متألقين وقادرين على التعبير ومتعلمين، ووصفهم بندقجي قائلاً: «كانوا فائقي القدرة على الاقناع بالنسبة لشخص مثل آدم غادان». \r\n حالياً، يعتقد المشرف على المسجد انه ربما شهد تحول غادان الثاني الى مسلم متشدد، فبعد اكثر من خمس سنوات من ابلاغ مواطن جنوب كاليفورنيا عائلته بانه سيتوجه الى باكستان، ظهر اسمه في قائمة لمكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) تضم سبعة اشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيم «القاعدة» وهم مطلوبون بشبهة المشاركة في خطط ضد الولاياتالمتحدة. وتقول الاستخبارات الآن انها تعتقد بان غادان هو الشخص الملثم الذي ظهر في شريط فيديو نشر قبيل الانتخابات الاميركية وحذر من ان «الشوارع الأميركية ستمتلئ بالدماء». ويستخدم غادهان ايضا كنية «عزام الأميركي». \r\n ويقول والدا غادان، اللذان لا يزالان يعيشان في حقل للماعز في منطقة ونشستر الريفية بولاية كاليفورنيا حيث نشأ، انه لا يمكنهما الحديث عما اذا كان الرجل الذي ظهر ملثما في الشريط هو ابنهما، الذي سمعاه آخر مرة قبل أشهر قليلة من هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، لكنهما يقولان ان وصف مكتب المباحث لا يشبه آدم الذي عرفاه، وهو صبي رقيق، حي الضمير كان يهوى موسيقى الروك كما الكلاسيكية، وكان ايضاً يحمل حقيبة على ظهره ويسافر الى السويد مع خالته التي يحبها. \r\n لم يتوصل محققو مكتب المباحث الى استنتاج قاطع حول ما اذا كان الشخص الذي ظهر في الشريط هو غادان، وفق ما ذكر مسؤول في المكتب مشترطا عدم الاشارة الى اسمه بسبب استمرار التحقيق، لكن المسؤول قال ان مكتب المباحث يشعر بقلق عميق بشأن مكان وجود غادان ويشك في أنه قد يكون مشاركا في نشاطات مرتبطة ب «القاعدة». \r\n وبينما كان يعيش مع جده وجدته في ضواحي سانتا انا، قام بزيارته الأولى الى المسجد القريب عام 1995، وقدم نفسه باسم يحيى. ويتذكر بندقجي ذلك قائلا: «كان يقضي هنا طيلة ايامه، كان يؤدي الصلوات الخمس هنا»، بل انه طلب مرة من بندقجي ان يوفر له وظيفة في المسجد، وسرعان ما بدأ العمل كحارس امني، لكنه لم يستمر ذلك، ففي احدى الليالي قدم بندقجي على الساعة الثانية فجرا لمراقبة العاملين واكتشف ان غادان كان نائما «ولهذا صرفته من العمل»، كما قال. \r\n ولكن غادان لم يكن، في ذلك الوقت، العضو الجديد الأكثر اثارة للمشاكل في المركز، وقد تزايد قلق بندقجي، الرجل الاجتماعي الذي هاجر من الأردن الى كاليفورنيا في أواخر الستينات من القرن الماضي للدراسة في معهد للمال والأعمال، بشأن مجموعة من سبعة أو ثمانية رجال كانوا قد بدأوا يترددون على المسجد قبل سنوات من وصول غادان. وكان الرجال، وهم في العشرينات والثلاثينات من العمر ومعظمهم باكستانون، يقضون ساعات في المسجد، يصلون ويتدارسون شؤون الاسلام سوية، كما قال بندقجي. وفي أحد أيام مايو (ايار) 1997، اقتحم غادان بصورة مفاجئة مكتب بندقجي في المسجد، وصفعه بيده وهو يصرخ، وقال بندقجي انه يعتقد ان غادان فعل ذلك بتحفيز من الرجال الآخرين، لكنه اضاف انه لا يعرف سبب ذلك التصرف. اعتقل غادان وادين بممارسة تصرف غير لائق، ومنع من دخول المسجد لعدة اشهر. \r\n ويقول بندقجي ان غادان عاد الى المسجد مطلع عام 1998 لفترة وجيزة، وبعد ذلك اختفى عن المسجد مع بقية اعضاء المجموعة. \r\n وبعد ثلاث سنوات وفي اعقاب هجمات 11 سبتمبر، يقول بندقجي، ان موظفين من مكتب المباحث الفيدرالي زاروه وأطلعوه على صور لمشتبه فيهم. واوضح بندقجي انه تعرف على ثلاثة منهم باعتبارهم من مثيري المشاكل، لكنه لم ير او يسمع عن الرجل ذي العينين البنيتين حتى مايو الحالي، عندما لاحقه الصحافيون ليسألوه عن اسم لم يكن قد سمع به من قبل، وهو آدم غادان. وقد راقب اخبار التلفزيون وميز الصور التي كان بينها الشخص الذي عرفه باسم «يحيى». وقال بندقجي: «يمكن ان يستغل بسهولة ليشعر بالاعتداد بنفسه، لقد دفع للقيام بما رأيتموه على الشريط». \r\n \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق الأوسط»