وقال محامون وناشطون اسلاميون انه تم حتى الان اجراء عشرات من المقابلات التطوعية مع زعماء المجتمع والطلاب ورجال اعمال واخرين. وقالت الصحيفة ان السلطات لا تعرف عدد الاشخاص الذين سيتم الاتصال بهم ولكن من المتوقع توسيع هذه الجهود «بشكل كبير» هذا الاسبوع او نحو ذلك. \r\n وخضع عدد من الاشخاص في ولايتي اريزونا وكاليفورنيا للاستجواب لمعرفة ما اذا كانوا على علاقة باخرين توجهوا في الفترة الاخيرة الى باكستان، خصوصا منطقة «وزيرستان» القريبة من الحدود الافغانية. وقد تكون هذه المنطقة تشكل مأوى لعدد من قيادات «القاعدة». كما يسعى عملاء المباحث الفيدرالية الى معرفة ما اذا كان عدد من الاشخاص يرتادون «مسجد ابو النور» في دمشق. \r\n وقال المحامي ستايسي تولشن من سان فرانسيسكو الذي قدم مساعدة الى مهاجر تركي كردي خضع للاستجواب الاسبوع الماضي ان «عملاء من الجهاز ابلغونا قلقهم ازاء تهديدات محتملة من جانب معتنقين جدد للاسلام». ومن جهته، قال طالب يمني في جامعة اريزونا ان عملاء فيدراليين طلبوا منه «بكل تهذيب وبطريقة ودية» معرفة ما اذا كان يعرف اشخاصا عادوا من باكستان أخيرا او شخصا ما يبدي اهتماما ملحوظا بمبان رسمية، او يظهر شعورا معاديا للولايات المتحدة. \r\n واضاف اليمني ياسرالعمودي، 27 عاما، للصحيفة ان «هذه الاسئلة كانت سخيفة وقلت لهم: هل تعتقدون انكم ستعثرون على شيء مع هذا النوع من الاسئلة»؟ واوضح انه فوجئ تمام ابالاستجواب. وقال «لا اذهب غالبا الى المسجد الا عندما يوزع الطعام مجانا». \r\n وقال مسؤول في «إف بي آي» مشترطا عدم الكشف عن هويته «لا نستهدف جماعة سكانية كاملة، بل أفرادا أشارت إليهم المعلومات الاستخبارية والتحقيقات». وأضاف أن الاستجواب لا يعني أن الفرد نفسه متهم. \r\n وقد قرر مسؤولو تطبيق القانون أن يكثفوا اتصالاتهم بالمسلمين والعرب الأميركيين بعد أن تسلموا تقارير استخبارية بأن «القاعدة» تخطط لهجمات واسعة النطاق، خلال الأشهر المقبلة، داخل الولاياتالمتحدة. وقال وزير العدل الاميركي جون آشكروفت في مقابلة نشرت يوم 9 يوليو (تموز) «مع أننا نجهل حاليا متى وأين وكيف يخططون لهجومهم، إلا أننا نعمل بجد من أجل الحصول على تلك المعلومات. وكجزء من جهدنا هذا فإننا نتصل من جديد بشركائنا في الجاليات العربية والإسلامية للحصول على أية معلومات يمكن أن تتوفر لديهم». \r\n ويبدو أن مسؤولي تطبيق القانون يتبعون أساليب مختلفة في توجيه أسئلتهم. ففي بعض الأحيان يطلبون من زعماء الجالية أن يوفروا أية معلومات لديهم عن عناصر ارهابية. وقال عاصم غفور، المحامي الذي زاره مسؤولون من «اف بي آي» الأسبوع الماضي، إنهم طلبوا منه ان يعدد المنظمات الإسلامية والجمعيات الخيرية الإسلامية، وسألوه بعدها «هل لديك معلومات تعتقد أننا يمكن أن نستفيد منها» وقال إنه أجابهم بالنفي. \r\n ولكن الأسئلة يمكن أن تكون محددة جدا في بعض الحالات. وقد صاحب جيمس هاكنغ، الناشط الإسلامي من سانت لويس، خريجا جامعيا من أصل إيراني في مقابلة أجراها معه مكتب المباحث الفيدرالية. وقد سئل الخريج عن مجموعات إيرانية تعمل بالشرق الأوسط والولاياتالمتحدة، وما إذا كانت لديه أية علاقات مع البعثة الإيرانية بنيويورك. وقال هاكنغ إن الشاب الإيراني قال لهم إنه لا يملك مثل هذه المعلومات. وقال هاكنغ «تبينت أن رجال إف بي آي يعانون من موقف صعب جدا. وهم يحاولون أن يؤدوا واجبهم. ولديهم معلومات يريدون أن يحققوا حولها». وأضاف هاكنغ أنه يشعر بعدم الارتياح لأن مواطنا أميركيا استهدف بصورة انتقائية. وقد رفض الشاب إعطاء أية معلومات حول أشخاص يعرفهم. وسئل بعض الذين استدعوا للمقابلات أسئلة عامة مثل آرائهم حول غزو الولاياتالمتحدة للعراق أو آرائهم حول الحكومة السورية. وقال المحامون والناشطون إنهم سمعوا من طلاب ومهنيين في مجال التقنيات الحديثة وقادة المسلمين وغيرهم عن المقابلات التي أجريت معهم. وكان أغلب هؤلاء من اللاجئين، ولكن كان بينهم واحد على الأقل من المسلمين الأفارقة وبعض السكان المحليين الذين ولدوا في الولاياتالمتحدة. وقالت ديدرا عبود من مجلس العلاقات الإسلامية العربية «تلقيت خلال يومين 10 محادثات من أشخاص استبد بهم القلق لأن مكتب المباحث الفيدرالي اتصل بهم». \r\n وفي هذا السياق يقول جيمس زغبي، رئيس «المعهد العربي الاميركي» بواشنطن، ان الاسلوب الذي اتبعته السلطات الأمنية اسفر عن ايجاد خوف وسط الجالية العربية والاسلامية في الولاياتالمتحدة من دون ان يحقق شيئا، فيما دافعت وزارة العدل الاميركية عن التحقيقات التي اجرت في مرحلة مبكرة مع اشخاص يتحدرون من دول شرق اوسطية ومع مهاجرين عراقيين، اذ اكد مسؤولو الوزارة ان من اجريت معهم التحقيقات ادلوا بمعلومات مفيدة. \r\n \r\n *خدمة «واشنطن بوست» خاص ب« الشرق الاوسط»