وهي تؤكد على القول: »ان التحدي الحقيقي الذي يواجهنا هو المتمثل »بالديمقراطية«. فلا يقتصر الامر على اختيار خليفة لعرفات في رئاسة السلطة الفلسطينية. بل الانطلاق بعملية »دمقرطة« تشمل كل مؤسسة فلسطينية, النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي, والعمل في الوقت نفسه على ارساء القواعد اللازمة لجعل الدولة الفلسطينية المستقبلية. دولة قانون: فأنا اعلم جيدا انها لمجازفة شاقة. ولكن مستقبلنا هو الذي في الميزان.. مستقبل النساء والرجال الراغبين في ان يعيشوا احرارا داخل حدود دولة مستقلة« كما تنظر عشراوي بعين القلق لعملية تصفية حسابات داخل صفوف حركة فتح, الحزب الاول داخل الاراضي المحتلة. وتلاحظ الوزيرة السابقة, عضو المجلس التشريعي الحالية, امكانية حدوث مواجهة ما بين ابو مازن. ومروان البرغوثي. \r\n \r\n »ولم يكون تأثيرها مقتصرا على احداث انشقاق مقلق داخل فتح, بل بالامكان ان ينتهي الامر الى وقوع صدام عام, يخرج منه الجميع خاسرين, ان ابا مازن بحاجة للبرغوثي«. \r\n \r\n * ما الذي تمثله الانتخابات الرئاسية التي من المقرر اجراؤها يوم 9 كانون الثاني القادم, بالنسبة للفلسطينيين? \r\n \r\n - سوف تكون بمثابة برهان كبير على النضوج, والسير قدما بعملية »دمقرطة جادة وجذرية«. \r\n \r\n * ستكون الانتخابات الاولى بعد غياب عرفات? \r\n \r\n - لا وجود لمن هو قادر على تعويض عرفات, بصفته رمزا للقضية الفلسطينية, ولكن يجب ان تؤدي انتخابات 9 كانون ثاني الى تكريس رمز جديد, بل العمل على تشخيص رئيس يكون على دراية تامة بكيفية تقاسم ادارة سلطة جديدة, مع شخصيات ومؤسسات اخرى, بحيث تكون اكثر اتزانا. \r\n \r\n * في مقابلة سابقة مع الاونيتا, كنتم قد اكدتم عبر هجوم جدلي عنيف بشأن ادارة عرفات للسلطة بشكل مركزي, بان الفلسطينيين لا يعمدون الى مقاومة الاحتلال الاسرائيلي, كي ينتهي بهم الامر الى اقامة نظام حكم استبدادي? \r\n \r\n - هو حكم اعود للتأكيد عليه »بالمليان«, فكثيرون هم الذين استغلوا عرفات كذريعة لاجل التصدي لاية مطالبة بالاصلاح. اما الان فقد تم تغييب هذه الذريعة. وقد حان الوقت لتقديم خيارات واضحة, والقول بكل صراحة لأي نوع من المجتمع والدولة, تتجه النية للعمل. فلا يتعلق الامر بدفن عرفات سياسيا, ولا حتى العمل على الانطلاق بحملة انتخابية تتركز على من هو حقا وريث ياسر عرفات. \r\n \r\n * كان شباب حركة فتح قد حددوا »وريثهم« الرئيس الراحل في شخص مروان البرغوثي?! \r\n \r\n - ان من شأن مواجهة مباشرة مع ابو مازن, ان تكون مدمرة للجميع. اما بالنسبة لي, فان اعتقد ان بامكان البرغوثي بل يتوجب عليه الاضطلاع بدور هام فيما يخص تحديد الزعامة الفلسطينية الجديدة, قناعة اعلم انها متولدة لدى ابو مازن كذلك. \r\n \r\n * انتم من بين المسؤولين الفلسطينيين الذين عملوا جاهدين من اجل البحث عن حل وسط ما بين ابو مازن, المرشح الرسمي لحركة فتح, والرجل الرمز للانتفاضة الثانية, فما هو مرد التزامكم هذا? \r\n \r\n - قد تم ذلك نتيجة القناعة بان ابو مازن بحاجة للبرغوثي. وفي الوقت نفسه, نتيجة للاعتبار الواقعي, الذي كنت قد سمعته يتكرر من اكثر من طرف في هذه الايام, بانه وبعد ان كان له على مدى ثلاثة اعوام رئيس منفي قسرا داخل المقاطعة, فليس من باب الصدفة ان يكون له اخر محبوس في احد السجون الاسرائيلية.. وعليه, فنحن بحاجة الى رئيس يتمتع بحرية الحركة, وبكامل الصلاحيات, وليس لرمز ترفع صوره في المظاهرات, وان ما يلزم هو اتفاق يتم التوصل له بين الزعيمين. \r\n \r\n * اصر على هذه النقطة: ما هي القاعدة التي من الممكن ان يستند اليها مثل هذا الاتفاق? \r\n \r\n - ان شباب حركة فتح المؤيدين للبرغوثي, يطالبون, بحق, بمشاركة اكبر في الاجهزة القيادية للحركة. وفي حكومة السلطة الوطنية ذاتها. وسيكون العمل في هذا الاتجاه بمثابة اشارة محسوسة تم ارسالها للبرغوثي, ولن يكون باستطاعة مروان عدم اخذ ذلك بالحسبان. \r\n \r\n * كما ستكون الانتخابات بمثابة فرصة لاجل احياء النقاش بشأن اشكال النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي. ولقد اتخذتم في اكثر من مرة موقفا ضدا العسكرة الكلية للانتفاضة? \r\n \r\n كاملة هي ادانتي لممارسة الارهاب, وتعود الى اسباب سياسية واخلاقية. فنزع سلاح الانتفاضة لا يمثل استسلاما لاسرائيل. بل على العكس من ذلك تماما, حيث انه مستلزم من اجل تدعيم مقاومتنا لنظام الاحتلال, بادواة كفاح من شأنها اعطاء الانتفاضة صفات الثورة الشعبية البعيدة عن العنف, فتتمكن من خلال ذلك بناء علاقات متينة مع ذلك الجزء من اسرائيل, المعارضة لوجهة نظر اليمين الاحادية القهرية, ولكن يوجد هناك كذلك ارهاب يرتدي الزي الرسمي, ذلك الذي تمارسه اسرائيل في مرات كثيرة, وهو ليس اقل عداوة للسلام من ارهاب الكاميكازي ويتم التوقف عن ذلك عبر هزيمة كافة الارهابيين, والعمل على ازالة السبب الذي يقف خلف الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني: انه القهر الذي تمارسه دولة ضد شعب. \r\n \r\n * الانتخابات, والدفع باتجاه عملية السلام من جديد? \r\n \r\n - يعتمد الكثير على مدى التصميم الذي سيمتاز به تحرك المجتمع الدولي, من اجل منح فرصة للسلام. خصوصا, وانا اعتبر من الاهمية بمكان, الدعوة خلال وقت قصير لمؤتمر دولي يكون برعاية الرباعية (امريكا, الاتحاد الاوروبي, هيئة الاممالمتحدة, وروسيا). مؤتمر من المفترض ان يتولى طرح كافة الخلافات على بساط البحث, الاعلان عن المخرج النهائي للمفاوضات: سلام قائم على دولتين, وتحديد جدول عملي, وآلية تحقق في الميدان, وبهذه الطريقة, يكون بالامكان الحديث حقا عن بداية حقبة جديدة في الشرق الاوسط.. هي حقبة امل.0 \r\n \r\n عن: صحيفة »الاونيتا الايطالية«