\r\n تلكم هي بعض النتائج المحتملة ان بقي النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني دون حل, كما جاء في تقرير سري تسرب الى وسائل الاعلام, ويقع في 25 صفحة, حول التنبؤات لعشر سنوات مقبلة, وضعه »مركز الابحاث العامة« التابع لوزارة الخارجية الاسرائيلية. \r\n \r\n يقول هذا التقرير, الذي تم انجازه في شهر آب ,2004 ويخلو من التوصيات, انه لمن الاهمية بمكان تحسين العلاقات مع اوروبا, لان اتحادا اوروبيا متزايد القوة والنفوذ يعني ان الشريك السياسي الرئيسي لاسرائيل »هو الولاياتالمتحدة« قد يتضاءل موقعه دوليا. وفي هذا الخصوص, يقول واضعو التقرير »هذا تكهن بالخطوط العامة للمحيط الدولي في المستقبل.. والجميع يدركون اهمية العلاقات مع اوروبا«. \r\n \r\n وذكرت وكالة رويترز في تقرير لها, يوم الخميس الماضي, ان علاقات اسرائيل مع الاتحاد الاوروبي تمر في حالة من التوتر منذ فترة طويلة بسبب ما تراه اسرائىل محاباة الفلسطينيين ومعاداة السامية في اوروبا. وقالت وكالة الاسوسيتد برس في هذا الخصوص, في اليوم ذاته, ان الاتحاد الاوروبي هاجم بشدة العملية العسكرية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وبناء ما تسميه اسرائيل جداراً امنياً في الضفة الغربية. فقالت الناطقة باسم رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي, خافيير سولانا, كريستينا غالاتش, »فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط, وبعلاقتنا مع اسرائيل والفلسطينيين, فقد تعاظم دور الاتحاد الاوروبي فيها ولا شك«. ويقول الاتحاد الاوروبي ان خطة انسحاب اسرائيل من قطاع غزة في عام ,2005 ينبغي ان يتبعها انسحاب رئيسي للقوات الاسرائيلية من الضفة الغربية, وضرورة تمهيد الطريق امام قيام الدولة الفلسطينية. الى هذا صرحت غالاتش »ان أيا من هذه الامور بالذات لا يريد الاسرائيليون سماعه, لكن علينا نقوله«. \r\n \r\n في مقابلة مع راديو هولندا حول التقرير السري المذكور بأعلاه, قال سلمان شوفال, السفير الاسرائيلي السابق في الولاياتالمتحدة, واحد مستشاري رئيس الحكومة في السياسة الخارجية, انه ليس متأكدا من ان شارون يشارك وزارة الخارجية قلقها بشأن مستقبل اسرائيل, لكن معظم الاسرائيليين قلقون من التطورات الحاصلة في اوروبا. \r\n \r\n مضيفاً »ان بعض الهموم التي نعيشها, وهو ما يعرفه الشعب اليهودي من تاريخه, يتمثل في القول ان من المناسب لنا ان نكون مسؤولين عن اشياء لا تمت الينا بصلة في الواقع. وعلينا ان نقاتل ونحن نحمل هذه القناعة. ومع ذلك, لا بد من القول بمنتهى الصراحة ان لدينا كل مبرر لان نعتمد اكثر على زعيمة العالم الحر, الا وهي امريكا, من اعتمادنا على بعض الالاعيب السياسية في اوروبا. \r\n \r\n لقد هدد شارون بتجميد دور الاتحاد الاوروبي في عملية السلام في الشرق الاوسط, عندما ايد الاتحاد, في شهر تموز الماضي, قراراً يطالبها بهدم الجدار الذي تقيمه في الضفة الغربية. \r\n \r\n وتتساءل كاتبة العمود كارولاين غليك في صحيفة جيروزاليم بوست ان كانت خطة شارون للانفصال عن غزة, التي تفتقر الى دعم الكثيرين من اعضاء حزبه, ولكنها تحظى بتأييد جمهور اسرائيلي اوسع, ليست محاولة لشراء »بوليصة تأمين« من الاتحاد الاوروبي, وهو موقف قالت عنه غليك انها لقيت تأييد كبير مستشاري شارون, دوف وايزغلاس, الذي عبّر عنه في مقابلة اجرتها معه صحيفة هاريتس, وكتبت عنه تقول: »بالنسبة لوايزغلاس, سيتوقف الاتجاه التنازلي في موقف اوروبا من اسرائيل بفضل خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية. وبهذا التصريح من وايزغلاس, تبرز الحاجة الى تلطيف الموقف الاوروبي وتعديله من اسرائيل كأحد الاسباب الرئيسية التي جعلت شارون يختار حلاً راديكالياً بالانسحاب دون ابرام اتفاق, وفي خضم الحرب. وبكلمات وايزغلاس فان الهدف من خطة الانسحاب يتمثل في تمكين الولاياتالمتحدة »من الذهاب الى المجتمع الدولي المهتاج والمضطرب وتسأله: »وماذا تريدون من اسرائيل?«. \r\n \r\n وفي الوقت ذاته, اعلن شارون انه اخذ »يخفف« من الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة, بعد ان حذّره الجيش الاسرائيلي من ان بقاءه مدة اطول في »المناطق الفلسطينية المكتظة بالسكان« عملية تنطوي على مخاطرة كبيرة جداً. اذ ذكرت قناة الجزيرة, يوم الجمعة الماضي, بأن الوضع في قطاع غزة خلق معضلة لشارون, وهي ان استمرار سقوط الصواريخ الفلسطينية من المنطقة على اسرائيل, انما ينسف خطته للانسحاب من غزة, وان الخسائر الفادحة التي اوقعها الاقتحام الاسرائيلي لها, طيلة 17 يوما, بين المدنيين الفلسطينيين قد اثارت ادانة عالمية واسعة النطاق. \r\n \r\n جاء وصف الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في تقرير للامم المتحدة من 18 صفحة, ويتهم اسرائيل بارتكاب انتهاكات فظيعة لحقوق الانسان, بما فيها »التدمير الجماعي الوحشي« للممتلكات في غزة, وقال هذا التقرير, الذي جمعه جون دوغارد, ممثل الاممالمتحدة لقضايا حقوق الانسان, انه في الوقت الذي يمكن تفسير بعض العمل العسكري الاسرائيلي بدواعي امنية, فإن معظمه لا ينطبق عليه ذلك. هذا وسيقدم التقرير الى الجمعية العامة للامم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر, وجرى اعداده قبل اقتحام القوات الاسرائيلية لقطاع غزة. \r\n \r\n وقد هاجمت الحكومة الاسرائيلية هذا التقرير, وقالت عنه انه »لا علاقة له بالاسهام في اي نقاش جدي حول ايجاد توازن صحيح بين الامن وحقوق الانسان«. \r\n \r\n واخيرا, ذكرت صحيفة هآرتيس بأن اسرائيل هي الدولة الوحيدة, بين عشر دول شملها استطلاع للرأي, التي تود ان ترى الرئيس الامريكي جورج بوش وقد اعيد انتخابه, كما تبين ايضاً انها الدولة الوحيدة التي تحسنت فيها وجهة النظر تجاه الولاياتالمتحدة, بدلا من ان تتفاقم, في الاشهر الاخيرة. وكذلك الدولة الوحيدة التي لا تعتبر فيها الحرب على العراق حربا خاطئة. وقد اجري هذا الاستطلاع بصورة مشتركة من عشر صحف في انحاء العالم. اما الدول الاخرى التي اجرى فيها هذا الاستطلاع, فشملت الدول المشاركة في احتلال العراق, مثل بريطانيا واستراليا, ثم كندا والمكسيك وروسيا واليابان وكوريا واسبانيا وفرنسا. \r\n \r\n عن صحيفة كريستيان سانيس مونيتور