وأثنى التقرير على محطة «راديو سوا» لنجاحها في جذب جمهور واسع من بلدان الشرق الأوسط، لكنه قال إنها ظلت مشغولة بكسب المستمعين إليها من خلال الموسيقى التي تبثها على الرغم من الميزانية السنوية المخصصة لها والبالغة 22 مليون دولار، فهي قد فشلت في قياس تأثيرها على أذهان المتابعين لها بشكل دقيق. كذلك أثار التقرير الشكوك حول مدى صلابة بعض البحوث التي قدمت إلى الكونغرس من قبل مجلس إدارة المحطة والذي يظهر مدى نجاح «راديو سوا». \r\n لكن لجنتين مستقلتين من خبراء في اللغة العربية تم توظيفهما من قبل مكتب المفتش العام أعطتا وجهات نظر مختلفة. فمحطة «راديو سوا» لم تبلغ مستوى قناة «الجزيرة» القطرية من حيث النوعية، والآباء يفضلون ألا يستمع أبناؤهم إلى هذه المحطة لأنها تبث بلغة عربية فقيرة من حيث القواعد. وقالت إحدى اللجنتين «إن محطة «راديو سوا» فشلت في تمثيل أميركا لجمهورها». \r\n مقابل ذلك احتج مجلس إدارة المحطة بحدة على التقرير مشككا في طريقة بحثه واستنتاجاته في ملف دفاعي متكون من 49 صفحة. ويستند التقرير إلى مقابلات مكثفة جرت في واشنطن والشرق الأوسط مع مسؤولين أميركيين وخبراء دبلوماسيين في الشؤون العامة، وكان من المتوقع أن يتم نشره في أغسطس (آب) الماضي لكن النشر ظل يتأجل مرارا. \r\n وذكر التقرير أن المسؤولين في مجلس إدارة المحطة يتدخلون غالبا في المقابلات وقد يقومون بترهيب الموظفين و«جعلهم أقل انفتاحا». وقال مصدر على اطلاع بالوثيقة إنه متخوف من خضوع مكتب المفتش العام في وزارة الخارجية للضغط فيقوم بتخفيف النتائج التي جاءت ضمن مسودة التقرير. وأكد كاميرون هيوم، الذي أصبح المفتش العام المكلف بعد الانتهاء من كتابة التقرير، أن هناك مراجعة تجري حاليا عليه. واعترف بأن مجلس إدارة محطة «راديو سوا» اشتكى من التقرير لكنه أشار إلى أنه معني بمخاوفه الخاصة، إذ قال إن التقرير استند إلى «وجهة نظر خاطئة» تتعلق بالتشريع الخاص ب«راديو سوا». لكنه تجنب تقديم أي تعليقات توضيحية أخرى. \r\n أما كينيث توملينسون، رئيس مجلس إدارة المحطة، فقال إن هناك خلافا كبيرا حول التقرير. وأضاف أن محطة «راديو سوا» هي واحدة من النجاحات الكبرى في الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالبث للخارج، لكن المنتقدين للمحطة قدموا إسهاما شديد التطرف، ضمن ما سماه ب «التقرير المملوء بالعيوب». \r\n وحلت محطة «راديو سوا» محل «صوت أميركا» التي كانت تبث أيضا بالعربية، وقال توملينسون إن «العاملين في محطة صوت أميركا مهووسون بالسعي لإسقاط راديو سوا». أما نورمان باتيز، عضو مجلس إدارة «راديو سوا» الذي يعد المحرك الأساسي وراء هذه المحطة فقال إن «هناك الكثير من الأحكام غير الدقيقة وفيها قدر كبير من سوء الفهم والمعلومات المضللة ضمن مسودة التقرير وكل هذه بحاجة إلى تصحيح». وقال إن التقرير فشل في الالتزام بالمعايير الحكومية الخاصة بعملية التدقيق. \r\n وجاء في التقرير أن برامج الأخبار والمعلومات لا تحتل سوى 25% من كل وقت بث «راديو سوا» ويبدو أن هناك ممانعة من قبل مسؤولي الإذاعة لاستخدامها كأداة في الدبلوماسية العامة. وقال التقرير إن «راديو سوا» لم يحقق كل المتطلبات المتضمنة في ميثاق إذاعة «صوت أميركا» كي يتم التعبير عن سياسات الولاياتالمتحدة «بشكل واضح وفعال» وللتعبير عن «المناقشات الجادة ووجهات النظر تجاه تلك السياسات». لكن في بيان صدر عن مجلس إدارة «راديو سوا» ذكر أن الإذاعة غير مشغولة بشكل مبالغ به بالموسيقى مثلما يقول التقرير بل إن الإذاعة تقدم أكثر من 300 نشرة إخبارية في الأسبوع. وقال البيان إن «السبب وراء تقديم الموسيقى عبر «راديو سوا» يعود إلى أن «البحث أشار إلى أن المزج بين الأخبار والموسيقى هو أحسن الطرق للوصول إلى الجمهور المرغوب في كسبه». \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق الأوسط»