الحصر العددي يكشف مفاجآت في انتخابات دائرة إمبابة.. مرشح متوفى يحصل على الترتيب الرابع وأصوات إيهاب الخولي تتراجع من 22 ألف إلى 1300 صوت    القومي للمرأة يحذر من مشاركة كلمة السر الخاصة بالهاتف بدافع الثقة    أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    قطع مياه الشرب عن 3 قرى ببنى سويف.. اعرف الأماكن والمدة الزمنية    رعاية المبتكرين: إنشاء صندوق مخاطر بقيمة 500 مليون جنيه لدعم الشركات الناشئة والتكنولوجية    «عصمت»: القطاع الخاص شريك في تنويع مصادر توليد الكهرباء    الرئيس اللبناني يطالب مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتطبيق وقف إطلاق النار    أسطورة برتغالي يرشح رونالدو للعب في كأس العالم 2030 بعمر 45 عامًا    لقاءات ثنائية مكثفة لقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة    التوأم والدرندلي يلتقطون صورة تذكارية أمام البيت الأبيض قبل قرعة مونديال 2026    اليوم.. افتتاح بطولة إفريقيا للأندية ل«سيدات كرة السلة»    تقارير: الدوري السعودي مستعد للتعاقد مع محمد صلاح    تحرير 847 مخالفة الملصق الإلكتروني ورفع 40 سيارة ودراجة نارية متروكة خلال 24 ساعة    العثور على غريق مجهول الهوية بترعة الإبراهيمية في المنيا    إلهام شاهين تشيد بفيلم giant: مبروك لأمير المصرى والقصة ملهمة    بعد إطلاق فيلم "أصلك مستقبلك".. مكتبة الإسكندرية: كل أثر هو جذر من شجرتنا الطيبة    حودة بندق يتصدر التريند بعد طرح أحدث أعماله الغنائية    مصر ترحب باتفاقات السلام والازدهار بين الكونغو الديمقراطية ورواندا الموقعة في واشنطن    الدرندلى وحسام وإبراهيم حسن أمام البيت الأبيض قبل قرعة كأس العالم 2026    كأس العرب - وسام أبو علي يكشف حقيقة مشاركته مع فلسطين في البطولة    وكيل الجفالي يكشف حقيقة فسخ تعاقده مع الزمالك    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    أسعار الخضار والفاكهة اليوم الجمعة 5-12-2025 فى المنوفية    من هو زعيم مليشيات غزة بعد مقتل ياسر أبو شباب    تحرير 231 محضر مخالفات تموينية وضبط 4 أطنان أعلاف مجهولة المصدر بالمنوفية    الصين وفرنسا: حل الدولتين الحل الوحيد لضمان السلام بين فلسطين وإسرائيل    "المشاط" تشهد فعاليات جوائز التميز العربي وتهنئ "الصحة" لحصدها أفضل مبادرة عربية لتطوير القطاع الحكومي    رئيس جامعة القاهرة: نولي اهتمامًا بالغًا بتمكين أبنائنا من ذوي الإعاقة    زي المطاعم، طريقة عمل رولات الدجاج المحشية    استشاري حساسية: المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات وتضر المناعة    إعلام إسرائيلي: انتحار ضابط في لواء جفعاتي بسبب مشكلات نفسية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    حوكمة الانتخابات.. خطوة واجبة للإصلاح    بوتين ومودي يبحثان التجارة والعلاقات الدفاعية بين روسيا والهند    الأنبا رافائيل يدشن مذبح الشهيد أبي سيفين بكنيسة العذراء بالفجالة    طارق الشناوي: الهجوم على منى زكي في إعلان فيلم الست تجاوز الحدود    كيف تُحسب الزكاة على الشهادات المُودَعة بالبنك؟    30 دقيقة تأخير على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الجمعة 5 ديسمبر 2025    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    الأزهر للفتوي: اللجوء إلى «البَشِعَة» لإثبات الاتهام أو نفيه.. جريمة دينية    خاطر يهنئ المحافظ بانضمام المنصورة للشبكة العالمية لمدن التعلّم باليونسكو    الحصر العددي لانتخابات النواب في إطسا.. مصطفى البنا يتصدر يليه حسام خليل    الصحة: الإسعاف كانت حاضرة في موقع الحادث الذي شهد وفاة يوسف بطل السباحة    صحة الغربية: افتتاح وحدة مناظير الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى حميات طنطا    دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة وأعظم الأدعية المستحبة لنيل البركة وتفريج الكرب وبداية يوم مليئة بالخير    رئيس هيئة الدواء يختتم برنامج "Future Fighters" ويشيد بدور الطلاب في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الأمن الدوائي    فضل صلاة القيام وأهميتها في حياة المسلم وأثرها العظيم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان    سبحان الله.. عدسة تليفزيون اليوم السابع ترصد القمر العملاق فى سماء القاهرة.. فيديو    الدفاعات الأوكرانية تتصدى لهجوم روسي بالمسيرات على العاصمة كييف    ضبط شخص هدد مرشحين زاعما وعده بمبالغ مالية وعدم الوفاء بها    صاحبة فيديو «البشعة» تكشف تفاصيل لجوئها للنار لإثبات براءتها: "كنت مظلومة ومش قادرة أمشي في الشارع"    د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!    ضبط شخص أثناء محاولة شراء أصوات الناخبين بسوهاج    بشير عبد الفتاح ل كلمة أخيرة: الناخب المصري يعاني إرهاقا سياسيا منذ 2011    الأمن يكشف ملابسات فيديو تهديد مرشحى الانتخابات لتهربهم من دفع رشاوى للناخبين    بعد إحالته للمحاكمة.. القصة الكاملة لقضية التيك توكر شاكر محظور دلوقتي    كاميرات المراقبة كلمة السر في إنقاذ فتاة من الخطف بالجيزة وفريق بحث يلاحق المتهم الرئيسي    ميلان يودع كأس إيطاليا على يد لاتسيو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل كانت الحرب مقررة سلفاً؟، واشنطن اتخذت قرار الغزو في صيف 2000 واستخدمت المفتشي
نشر في التغيير يوم 12 - 07 - 2004


\r\n
وقد بدا آنذاك ان الولايات المتحدة مصرة على احلال جيش للغزو محل فرق التفتيش على الرغم من ان نظام التفتيش كان يعمل آنذاك بكامل طاقته، كما كان العراق قد قرر السماح الفوري بزيارة المفتشين لأي مكان يريدونه.
\r\n
\r\n
وفي مجلس الامن انهارت جميع الجهود للتوصل الى اتفاق على ما يمكن طلبه من العراق في الاسابيع القليلة التالية. وقدم البريطانيون اقتراحاً بأن يتوجه صدام حسين الى مبنى التلفزيون العراقي، ويعلن التزامه بنزع السلاح والتعاون الكامل مع المفتشين ويجب ان يلازم اعلانه هذا انجاز العراق لعدد معين من مهام نزع السلاح، خلال مهلة قصيرة جداً ربما تصل الى عشرة ايام.
\r\n
\r\n
ويرى بليكس ان هذا المسلك البريطاني يشابه الجهود البريطانية التي بذلت بعد عشرة شهور لحث الزعيم الليبي معمر القذافي على إعلان ان ليبيا تعمل على وقف جميع جهودها لحيازة أسلحة دمار شامل وفتح الابواب لاجراء تفتيش كامل، ولقد اعتبرت الولايات المتحدة وبريطانيا انهما مفوضتان باتخاذ اجراء عسكري ضد العراق، اذا قررتا انه لم يلب تلك المطالب، بينما كانت معظم الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي ترى ان مثل هذا القرار يجب ان يكون جماعياً من المجلس ككل لأمن دولتين منفردتين كما تصر الولايات المتحدة وبريطانيا.
\r\n
\r\n
لحظة الحقيقة
\r\n
\r\n
في 16 مارس 2003 اجتمع الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش، وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني، وخوزيه ماريا أزنار لوبيز رئيس الوزراء الاسباني، لمدة ساعة في جزر الآزور في منتصف المحيط الاطلنطي، وشعر معظم المراقبين بأن الحرب اصبحت امراً مؤكداً، ولذلك تلقى هانز بليكس تعليمات من مساعد الامين العام للامم المتحدة بسحب المفتشين من العراق.
\r\n
\r\n
ومع اصرار اميركا وبريطانيا واسبانيا على الانفراد بشن الحرب، زعم قادتها ان مجلس الامن لم ينجح في الاختبار، وربما كان امراً مريحاً لهم ايضاً ان يلقوا باللوم على فرنسا لفشل الجهود الدبلوماسية، ولكن كان من الواضح ان غالبية الدول الاعضاء في المجلس كانت تقف ضد أي عمل عسكري في تلك المرحلة.
\r\n
\r\n
ويرى بليكس غرابة شديدة في ذلك المفهوم الذي يدعي فشل الاغلبية في الاختبار عندما تقوم أغلبية قوية برفض موقف أقلية صغيرة. كذلك استخدم كولن باول وزير الخارجية الاميركي تعبيرا شاع بين المتحدثين الرسميين فقال في مؤتمر صحافي يوم 17 مارس ان «نافذة الدبلوماسية قد أغلقت» وان «لحظة الحقيقة قد حانت». ويعلق بليكس على ذلك بقوله: الحقيقة هي ان العمل العسكري يتعارض مع الدبلوماسية ولكنه لا يحل محل الحقيقة.
\r\n
\r\n
ولا أجد من اللائق ان يجعل احد من الدبلوماسية نقيضا للحقيقة لكي يصورها على انها أكاذيب أو أوهام.
\r\n
\r\n
ويضع هانز بليكس عنوانا فرعيا يتساءل فيه: هل كانت الحرب مقررة سلفا؟ ويشير الى ان كثيرين يرون ان قرار الحرب اتخذ في واشنطن في صيف عام 2000، وانه سمح لمفتشي الامم المتحدة بالعمل لمجرد ملء الفراغ الى ان تكون القوات المسلحة جاهزة.
\r\n
\r\n
ويستشهد مؤلف الكتاب بمقال نشر في صحيفة «انترناشيونال هيرالد تريبيون» في 4 سبتمبر 2004 يشير الى ما ذكرته صحيفة «واشنطن تايمز» عن تقرير عسكري مقدم الى هيئة رؤساء الاركان الاميركية المشتركة. ويفيد هذا التقرير ان الرئيس بوش وافق على الاستراتيجية الشاملة لحرب العراق في اغسطس 2002، وسوف تنكشف الحقيقة في نهاية الامر بمرور الزمن عندما تنشر المذكرات السياسية ويفرج عن الوثائق الرسمية.
\r\n
\r\n
\r\n
ويعبر بليكس عن رأيه الشخصي في هذه المسألة ويحرص على التأكيد على انه نابع عن حدسه فحسب، فيقول ان ادارة بوش قررت في صيف 2002 الذي أعقب أحداث 11 سبتمبر، ان عليها ان تكون مستعدة لتوجيه ضربة وقائية الى أي عدو تحدده وتخشى ان يشكل خطرا على اميركا. وقد رأت في صدام حسين الشخص الملائم لكي تصوره على انه يجسد الشر لنجاحه في احباط عملية البحث عن أسلحة الدمار الشامل والتخلص منها بواسطة المفتشين التابعين للأمم المتحدة.
\r\n
\r\n
وانه الشخص الذي يحتمل ان يدعم الارهابيين الدوليين ويتعاون معهم، وباعتباره ايضا واحدا من غلاة المعارضين للسلام مع اسرائيل. وقد قررت الادارة الاميركية في النهاية ان بوش يحتاج الى التخلص من ذلك الخطر المفترض قبل الحملة الانتخابية المقبلة، خاصة وانه كان قد أعلن الحرب على الارهاب.
\r\n
\r\n
\r\n
ويطرح بليكس السؤال التالي: «أين الأمم المتحدة والتفتيش من هذا؟» وبعد ان يسرد تصريحات لديك تشيني نائب الرئيس الاميركي، ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع التي تثير الشك في عمليات التفتيش وتعتمد على المنشقين العراقيين كمصدر للمعلومات، يفترض المؤلف ان الادارة الأميركية لم تر ضرراً كبيراً في شغل الأمم المتحدة بمحاولة أخيرة.
\r\n
\r\n
\r\n
وربما تكون عميقة، لنزع سلاح العراق، فإذا رفض السماح بذلك لمفتشي الأمم المتحدة، عندئذ يمكن اعتبار أي عمل عسكري أميركي تنفيذاً لمطالب المنظمة الدولية لا مجرد دفاع عن الأمن الأميركي، وإذا سمح العراق مرة أخرى للمفتشين بدخول العراق، ورفض السماح لهم بالوصول الى بعض المواقع وأظهر عدم الاذعان لهم مرة ثانية، فإن العمل العسكري الأميركي سوف يخدم المصالح الأمنية الأميركية ويدعم مطالب هيئة الأمم المتحدة. أما إذا فرض وأن العراق سمح للمفتشين بالعمل وسلم الاسلحة وهذا أفضل بكثير فمن الموسف أن يبقى صدام حسين في موقعه، ولكنه عندئذ سوف يكون صداماً آخر مختلفاً.
\r\n
\r\n
مفاجأة لأميركا
\r\n
\r\n
يرد بليكس في كتابه على الرأي الذي يقول ان أميركا كانت تود إفشال عملية التفتيش، ويعرب عن عدم موافقته على هذا الرأي قائلاً: إن الولايات المتحدة كانت مهتمة جداً بعمليات التفتيش، وتحثنا على توسيع نطاقها على وجه السرعة لأنها كانت تأمل أو على الأقل تتوقع ان العراق سيرفض السماح للمفتشين بفحص المواقع منتهكاً بذلك قرار مجلس الأمن الدولي ومعرضاً نفسه ل «نتائج خطيرة». وأصبحت التطورات في عام 2003 تمثل مشكلة من وجهة النظر الأميركية.
\r\n
\r\n
ذلك لأن المفتشين حددوا الصواريخ التي تتجاوز قليلاً المدى المسموح به وأشرفوا على تدميرها، ولكنهم في الوقت نفسه لم يجدوا أي أسلحة للدمار الشامل ولم يتلقوا تفسيرات يعتد بها لعدم وجودها. وقد تذمر العراقيون من عمليات التفتيش ولكنهم تصرفوا بشكل جيد، بل انهم لم يبدوا أي مقاومة جدية حتى لتفتيش موقعين رئاسيين يعتبران على جانب كبير من الأهمية في نظرهم. وأصبح الموقف الناتج عن التفتيش الأكثر سوءاً في نظر الولايات المتحدة إذ لم يتم انجاز نزع السلاح، ولا نشأ أي مبرر جيد لشن الحرب.
\r\n
\r\n
وأكثر ما فاجأ الاميركيين هو إصرار غالبية أعضاء مجلس الأمن، والرأي العام القوي في معظم دول العالم، بما فيها أميركا نفسها، على رفض السماح باستخدام القوة المسلحة، والمطالبة بإتاحة مزيد من الوقت لعمليات التفتيش. ونشبت خلافات سياسية ودبلوماسية بين الولايات المتحدة وغالبية الدول الأعضاء في المنظمة الدولية وفي حلف شمال الاطلسي، وبين الاوروبيين. ومن المثير للاهتمام ان تلك الخلافات لم تكن صداماً بين القوى الكبرى حول ما اذا كان يتعين نزع سلاح العراق أم لا، ولكن حول وسيلة تحقيق ذلك.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي رأي هانز بليكس ان حشد جيش من نحو 300 ألف جندي بالقرب من العراق، واقتراب فصل الصيف، جعلا من الصعب تجنب الحرب. ولم يكن من الممكن سحب القوات المسلحة من دون إحداث نتائج أكثر إبهاراً مما هو قائم بالفعل (من ذلك مثلا إزالة مواقع نحو سبعين صاروخا).
\r\n
\r\n
ولم يكن ممكناً ايضا ان تظل القوات ساكنة بلا عمل وفي مناخ تتزايد درجة حرارته، وفي انتظار توفر سبب واضح ومقنع للقيام بالغزو. ولذا في النهاية كان لابد ان تشن تلك القوات عملية الغزو. وينتهي بليكس من تحليله الى القول ان الاستنتاج الذي يخرج به هو ان قرار الحرب كان متوقعا ولكنه لم يكن نهائيا أو غير قابل للنقض.
\r\n
\r\n
يتناول الكتاب حكاية الرجل الصارم ديفيد كاي المفتش في الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي اتهم بعلاقته بوكالة المخابرات المركزية الاميركية، ويبدأ بليكس حكاية هذا الرجل بقوله انها تبدأ من قبل تقديم تقارير المفتشين الدوليين الى مجلس الامن الدولي والى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة النووية في يوليو عام 1991.
\r\n
\r\n
ويذكر المؤلف ان بعثة اخرى للوكالة شكلت بطريقة دراماتيكية، فعندما ترك البروفيسور زيفيريرو بعثة التفتيش الثانية لكي يحضر اجتماع مجلس الامن الدولي، كلف دافيد كاي برئاسة فريق التفتيش في غيابه. وقد تلقى كاي مساعدة مهمة من اجهزة المخابرات مكنته هو وفريقه في نهاية يونيو 1991 من خداع مرافقيهم العراقيين، والوصول الى موقف للشاحنات، حيث تعرفوا على عدد من يحمل معدات نووية.
\r\n
\r\n
وقاموا بمطاردتها وتصوير حمولاتها الى ان بدأ العراقيون في اطلاق النار في الهواء، ثم تمكن فريق كاي ايضا من العثور على ورقة تصف خطة برنامج الاسلحة النووية العراقي، واخراجها من العراق. ويصفه بليكس بالدهاء والغرور، واطلقت عليه وكالة «السي آي ايه» وصف «الصارم» عندما عينته رئيسا لمجموعة الاستطلاع الاميركية الخاصة بالعراق في صيف عام 2003.
\r\n
\r\n
ويرى المؤلف انه كان يشعر بانتسابه الى «رعاة البقر» في بعثة «الأنسكوم» بدرجة أكبر من ارتباطه بالوكالة الدولية للطاقة النووية التي كان يعمل في خدمتها. ولذلك يقول بليكس انه لم يندهش عندما كتب مقالة في صحيفة «الواشنطن بوست» في يناير 2003 يصف نفسه فيها بانه مفتش في الانسكوم على الرغم من انه لم يلتحق أبدا بتلك البعثة، ولكن الذي أصاب بليكس بالدهشة انه أخذ يشن هجوما بعد عشر سنوات عليه وعلى الدكتور محمد البرادعي وينسب اليهما أقوالا لم يتفوها بها.
\r\n
\r\n
ويؤكد بليكس ان العقيد كاي كان على علاقة بأجهزة المخابرات الاميركية ترتبط بعمليات التفتيش في العراق. ولم يكن بليكس يدرك في بداية الامر انه عميل اميركي ولم يكن كاي من بين كوادر الوكالة الدولية للطاقة النووية من المفتشين المحترفين ولكنه كان يعمل في تقويم مشروعات المساعدة التقنية الحميدة الخاصة بتلك الوكالة، وان كانت لها علاقة بالطاقة النووية.
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف ان هذا الرجل عمل مع مجتمع المخابرات والمجتمع العسكري في واشنطن كما يؤكد انه لا يخامره الشك في ان وجهات نظر كاي وأقاويله دعمت الاصوات في هذين العسكريين التي كانت تشكك في دور عمليات التفتيش بشكل عام وتلك التابعة للوكالة الدولية للطاقة النووية بشكل خاص. وعندما اصبح نجماً تبنى وجهة النظر القائلة ان الاحتلال العسكري للعراق هو السبيل الوحيد لنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية. ولم يعلم كاي مدى نجاح عمليات التفتيش والعقوبات المدعومة بالضغط العسكري وكشف حقيقة تلك الاسلحة.
\r\n
\r\n
ولقد اتاحت فترة التفتيش الطويلة التي امتدت من 1992 حتى نهاية 1998 امعان النظر في برامج الاسلحة العراقية ولكنها لم تجد شيئاً ذا قيمة من اسلحة مخبوءة وبالنسبة للوكالة الدولية للطاقة النووية التي كان يتولى رئاستها بليكس فإن تلك الفترة مرت بهدوء بالمقارنة بعام 1991 واستطاعت الوكالة في البداية ازالة جميع المواد القابلة للانشطار من العراق ونقلها الى روسيا.
\r\n
\r\n
\r\n
كما اشرفت بعد ذلك على تدمير الكثير من المنشآت الضخمة التي استخدمت في برامج الاسلحة العراقية. وقد تم انجاز معظم هذه المهمة قبل عام 1992 وأصبح هناك اتفاق عام بين الحكومات على عدم وجود اية مسائل اخرى خاصة بنزع السلاح او ما يمكن الافصاح عنه في الملف النووي فيما عدا بعض الاسئلة فحسب.
\r\n
\r\n
اما بالنسبة لبعثة «الانسكوم» فإنها قامت مثل وكالة الطاقة بتدمير الكثير من البنى التحتية التي كان يعتقد بأنها ذات علاقة ببرامج الاسلحة العراقية كذلك انجزت البعثة تدمير الصواريخ وساهمت بشجاعة في عمليات تدمير كميات كبيرة من العناصر الكيميائية وقالت البعثة ان الاسلحة التي دمرت تحت اشراف مفتشيها تزيد عما تم تدميره اثناء حرب الخليج.
\r\n
\r\n
علاقة مثيرة للجدل
\r\n
\r\n
يتناول الكتاب العلاقة المثيرة للجدل بين بعثة الانسكوم للتفتيش وبين التجسس الاميركي في العراق، ففي يناير 1999 نشرت انباء وتحقيقات كثيرة تشير الى اختراق بعثة الامم المتحدة من جانب عملاء المخابرات التابعين لعدة دول، وخاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا.
\r\n
\r\n
كما اشارت تلك التحقيقات الصحافية الى ان هؤلاء العملاء اعضاء في فرق التفتيش وأصبح في امكانهم نقل معلومات الى اجهزة مخابرات بلادهم عن اهداف عسكرية عراقية وعن تحركات القيادة في العراق، وقد استفادت عمليات القصف التي وجهت الى العراق بتلك المعلومات في مرحلة لاحقة، وتحدثت تقارير وسائل الاعلام عن عمليات تجسس ودس اجهزة تنصت اليكترونية بين انشطة يونسكوم وفرقها ومنشآت للرقابة عن بعد.
\r\n
\r\n
وقد اشارت تلك التقارير الى ان هذه الانشطة التجسسية، جرت تحت ستار البعثة ولكن خارج سيطرتها، والواقع انه قيل ان المعلومات الاستخبارية لم يقدم شيء منها الى أنسكوم وانها تركزت على جهاز الامن وحماية صدام حسين.
\r\n
\r\n
ويقول هانز بليكس انه اعتقد ان الجزء الاكبر مما نشر حقيقي، ورأى ان البداية العامة المقبولة بشكل عام هي ان اجهزة المخابرات يجب ان «تشرك» المفتشين في المعلومات التي لديها لمساعدتهم في مهمتهم الرسمية، ولكن بالتدريج اصبحت «المشاركة» تعني بالعكس ان الشركاء في اجهزة المخابرات اصبحوا «يشتركون» في جميع معلومات أنسكوم التي يريدونها بينما لم تشرك هذه الاجهزة البعثة في المعلومات التي حصلت عليها من عمليات التجسس.
\r\n
\r\n
وقد أدت التقارير المنشورة عن عمليات التجسس الى تدمير بعثة أنسكوم بشكل خطير، واعتبرها الكثيرون اداة تسيطر عليها الولايات المتحدة الاميركية اكثر من كونها اداة تجسس الامن الدولي. وازداد هذا التأثير بعد ان تحدث المفتش الاميركي سكوت ريتر، الذي رأس احدى حملات أنسكوم، في بعض المقابلات ثم في بعض الكتب بعد ذلك.
\r\n
\r\n
واخذ يصف الهيمنة الاميركية على بعثة التفتيش، وتعاونه واسع النطاق مع أجهزة المخابرات الاميركية والاسرائيلية.. وقد كتبت مقالات كثيرة تتحدث عن موت أنسكوم، اما النظام العراقي، الذي ظل مدة طويلة يتهمها بالتجسس، فإنه شعر بأنه كان على حق.
\r\n
\r\n
وساد احتكاك كبير داخل الوكالة الدولية للطاقة النووية عندما شعر موظفوها بان «انسكوم» سعت الى معاملة وكالتهم كما لو كانت عاجزة عن الحركة ويرى بليكس ان وراء الحملة قوى في واشنطن عارضت دور الوكالة في عملية التفتيش. والاخطر من ذلك اختلاف اسلوب التفتيش بين المنظمتين، فقد اعتبرت بعثة الأنسكوم ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية يشبهون الموظفين الحكوميين الى حد كبير.
\r\n
\r\n
واعتبرت الوكالة الدولية للطاقة النووية ان سلوك بعض موظفي بعثة الانسكوم اقرب الى «اسلوب رامبو» اما عمليات التجميع والاستجواب من جانب فريق كل بعثة تفتيش في القاعدة العسكرية الاميركية في البحرين، فضلا عن سلوك الفرق في الميدان، فقد ساهمت في جعل كثير من اعمال التفتيش تبدو وكأنها عمليات عسكرية. ويقول بليكس: لم يكن لدينا وحدنا هذا الانطباع، فقد اعتاد رجال الامم المتحدة الذين كانوا في بغداد لمهام انسانية مختلفة على ان يطلقوا على موظفي «الانسكوم» اسم «رعاة البقر» وكان الاخيرون يردون بتسمية موظفي الامم المتحدة باسم «حاضني الارانب» ويحتمل انهم كذلك شملوا معظم موظفي الوكالة الدولية للطاقة النووية بهذه التسمية.
\r\n
\r\n
الخوف من الطوربيد
\r\n
\r\n
يتناول مؤلف الكتاب انهاء مهمة فرق الانسكوم واعادة تشكيل بعثة اخرى سميت بعثة الامم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش والتي عرفت باسم الانموفيك والتي اسندت رئاستها الى الدكتور هانز بليكس، ثم يشير بعد ذلك الى المزيد من محاولات الادارة الاميركية، التشكيك في تقارير المفتيش الدوليين، والاعتماد على معلومات العراقيين المنشقين.
\r\n
\r\n
وردد بليكس ما جاء في بعض التقارير التي نشرتها صحيفة «الواشنطن بوست» للصحافي والتر بينكوس في ابريل 2000 ويرى ان اكثرها اثارة للاهتمام تقريره الذي يقول فيه ان وولفويتز نائب وزير الدفاع الاميركي وزملاءه المدنيين البنتاغون كانوا يخشون من ان تصبح عمليات التفتيش الجديدة «كالطوربيد» الذي يفجر خططهم لشن الهجوم العسكري للاطاحة بصدام حسين.
\r\n
\r\n
ونسب الصحافي الاميركي الى احد المسئولين قوله «ان الكابوس الذي يؤرق الصقور هو ان يسمح للمفتشين بممارسة نشاطهم، والا يتصرفوا بشراسة ولا يجدوا اي شيء، وعندئذ تخفف العقوبات الاقتصادية على العراق وتصبح الولايات المتحدة الاميركية عاجزة عن التصرف».
\r\n
\r\n
وفي مايو 2002 عقدت في نيويورك جولة ثانية من الحوار بين الامم المتحدة والعراق في الفترة من الاول الى الثالث من ذلك الشهر، وكان ناجي صبري وزير الخارجية العراقي آنذاك قد انهى الاجتماع السابق الذي عقد في شهر مارس، بتقديم تسعة عشر سؤالا الى الامم المتحدة، وفي الاجتماع الجديد انضم الى الجانب العراقي عضوان بارزان هما الفريق الدكتور عامر السعدي، الذي اصبح نظير بليكس منذ ذلك الوقت، والدكتور جعفر ضياء جعفر، وكلاهما من كبار المثقفين.
\r\n
\r\n
وكانا يوصفان بأنهما مستشاران رئاسيان، ويعتبر الدكتور جعفر عالما نوويا بارعاً وقد اعتقله صدام حسين ثم أفرج عنه وأبقى على حياته مقابل خدماته، وقد وصل جعفر الى نيويورك متأخرا لانه تخلف في العاصمة الاردنية عمان لان تأشيرته لدخول اميركا تأخرت، كما انه فقد حقائبه اثناء السفر، وقيل ان احد عملاء المخابرات «لم يذكر بليكس اسمه» اقترب منه اثناء رحلته واخبره بأن حقائبه احتجزت لتفتيشها، كذلك سأله العميل، عما اذا كان مستعدا للهرب من العراق.
\r\n
\r\n
ومهما كانت الحقيقة فإن الدكتور جعفر حضر جلسة الحوار وكان غاضبا، وانتقد الدكتور محمد البرادعي بقسوة بسبب امتناعه عن إعطاء العراق شهادة لتبرئته في المجال النووي.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.