\r\n بينما سجلت المفوضية الاوروبية والحكومات اختلافاتها حول الخوف من التقدم الاسلامي في القارة كستارة خلفية للنقاش.فلقد فتح عضوان في المفوضية الاوروبية النار مؤخرا على هذا الاحتمال. الاول، هو الهولندي فرتيز بولكشتاين الذي قال ان «الاتجاه الحالي يفضي بنا الى نتيجة واحدة فقط وهي ان الولاياتالمتحدة تحافظ على نفسها كقوة عظمى وحيدة والصين تتحول الى عملاق اقتصادي واوروبا تتحول لتغدو اسلامية اكثر» . \r\n \r\n ويرى بولكشتاين انه مع وجود تركيا في الداخل: «سيكون تحرير فيينا في 1683 من قبضة الامبراطورية العثمانية قد ذهب سدى» ومن الممكن ان تتحقق التكهنات القائة بأن «اوروبا ستتحول على المدى الطويل الى جزء من الجناح الغربي للعالم العربي اي جزء من المغرب العربي». \r\n \r\n ولم يكن المندوب النمساوي فرانز فيشر اقل حسما فلقد كتب يقول ان تركيا ليست هي اوروبا فهي تتعرض لخطر العودة الى «الاصولية» ودخولها يمكن ان يسبب «موجات من كره الاجانب» وتكاليف لا يمكن النهوض بأعبائها، لكنه يؤكد على ان الدين «لا يشكل مشكلة كبيرة» ويقول ان «اتهام كل من يعارض الانضمام بالرهاب الاسلامي، كي لا تقول كره الاجانب، ما هو الا انتقاد رخيص»، وهو يقول ذلك ليؤكد ان الفصل بين الدولة والدين هو مبدأ اوروبي ليس قائما في تركيا «ولن يبقى كذلك لوقت طويل». \r\n \r\n وسيقدم كل من بولكشتاين وفيشر وجهة نظرهما في المفوضية في السادس من اكتوبر المقبل اي في اليوم الذي سيقر فيه المجلس التنفيذي الاتحادي بالاجماع تقريرا لتحديد ما اذا كانت تركيا قد اكملت ام لم تستكمل المستلزمات الاقتصادية والسياسية لفتح مفاوضات الانضمام في الربيع بينما سيتعين على زعماء الدول والحكومات ان يقولوا الكلمة الاخيرة وبالاجماع في شهر ديسمبر المقبل. \r\n \r\n انقرة تطرق البوابات الاوروبية منذ عام 1963، لكن كان عليها الانتظار حتى عام 1999، لتكون «بلدا مرشحاً» «ولقد ازفت الآن ساعة الحقيقة» مثلما يكرر مفوض عملية التوسيع الالماني غونتر فيرهيوجن، لانه اذا كانت الخطوة ايجابية فان ذلك سيعني «نقطة اللاعودة» بالنسبة لدخول تركيا، حتى لو دامت المفاوضات عشر سنوات، وكل شيء يشير الى ان التقرير سيكون ايجابيا على الرغم من انه يحدد مواد مؤجلة في مجال حقوق الانسان (ألف حالة تعذيب في 2003) . \r\n \r\n او قضية مساواة المرأة (حيث لاتزال تركيا تشهد جرائم شرف) او حرية التعبير (اغلاق الصحف واعتقال الصحافيين) او احترام الاقلية الكردية، ولقد زار فيرهيوجن تركيا، مؤخرا لكنه اوضح قبل مغادرتها ان «ثمة معطيات كافية لتبني قرار نهائي، اذ احرزت تركيا تقدما مؤثراً، رغم انها لم تطبق كل شيء حتى الآن، ولكن ذلك أمر طبيعي. والمهم هو ان تتواصل هذه العملية». \r\n \r\n وعلى الرغم من ان بولكشتاين وفيشر ليسا وحيدين في المفوضية، إلا انهما يشكلان جزءاً من اقلية فقط. ففضلاً عن أن انقرة تعتمد على مساندات هائلة، تنتمي تركيا، كقوة اوروبية، الى الاتحاد الاوروبي، لان الاتحاد الاوروبي ليس نادياً محصوراً بدين معين. هذه العبارة التي اطلقت في اسطنبول اثناء قمة حلف الناتو بنهاية يونيو الماضي ليست لزعيم من الاتحاد انها لجورج دبليو بوش، رئيس الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n والمدافع الرئيسي عن الدخول التركي للاتحاد بهدف ارساء تركيا في الغرب، بالنسبة للبعض، وبالنسبة لآخرين مثل فيشر، لانه في «قائمة رغبات» واشنطن توجد الرغبة في اضعاف المشروع الاوروبي. \r\n \r\n انه الاتهام الذي وجهه هذا المفوض النمساوي بقوة للمملكة المتحدة، التي تعتبر المدافع الاوروبي الاول عن انقرة، الامر الذي عكسته تصريحات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في شهر مايو الماضي عندما قال: اعتقد ان دخول تركيا الاتحاد سيكون جيداً للجميع، وأرغب من كل قلبي بالتوصل الى اتفاق ايجابي في ديسمبر. \r\n \r\n والى جانب المملكة المتحدة، تدعم الحكومتان الالمانية والاسبانية انقرة وكذلك الرئيس الفرنسي جاك شيراك. الذي قدم تأكيدات ايجابية على الرغم من ان حزبه يقف ضد ذلك، وذلك على ضوء ان 61% من الفرنسيين يرفضون انضمام تركيا، علماً بأن ثمة نسب رافضة مماثلة في كل من المانيا، حيث يرفض الديمقراطيون المسيحيون دخول تركيا، أو النمسا أو بلجيكا، أي البلدان التي تقيم فيها الغالبية الساحقة من الاتراك البالغ عددهم أربعة ملايين تقريباً الذين يعيشون في الاتحاد الاوروبي. \r\n \r\n ويعود رفض تركيا، الى حد كبير، الى الجهل بذلك البلد وذلك كما يبرز تقرير «تركيا في اوروبا، هل يشكل ذلك اكثر من وعد؟» المقدم في بروكسل من قبل لجنة مستقلة برئاسة الفنلندي مارتي اهيتساري وتبرز الوثيقة الطابع العلماني للدولة التركية وميلها الاوروبي والقوة الدافعة لبلد ينمو بنسبة 5% سنوياً. \r\n \r\n ومن بين الاصلاحات التركية المؤثرة تبرز وثيقة الغاء عقوبة الاعدام وقوانين ضد التعذيب قوانين تقليص السلطة العسكرية، ومن بين ايجابيات الانضمام التركي بالنسبة للاتحاد الاوروبي، يشار الى «الموقع الجيوسياسي الفريد» للبلد وتوفير الأمن لموارد الطاقة الاوروبية ومساهمة تركيا في الحرب ضد الارهاب العالمي. \r\n \r\n وتعد الاخيرة احدى أبرز الايجابيات، التي ركز عليها وزير الداخلية الالماني أوتو ستيلي في لقاء مع الصحافيين في برلين حيث قال: يشعر البعض بالخوف، اما انا فلا يراودني ذلك الشعور، لاني واثق من انه اذا ما قلنا لا، فسيكون هناك جو أسوأ في تركيا، التي يمكن ان تتحول حينئذ الى دولة اسلامية، وان تقترب من ايران، وان تطور اسلحة نووية.. هل هذا هو ما نسعى اليه؟ \r\n \r\n كما اشار مورات ميركان، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، في شهر يونيو الماضي الى ان استبعاد تركيا كعضو في الاتحاد الاوروبي سيكون خطأ رهيباً بعيون المسلمين. وتقول اللجنة المستقلة انه: يمكن ان يتسبب بأزمة خطيرة وبلبلة وعدم استقرار سياسي لبوابات أوروبا. \r\n \r\n وعلى الرغم من ان انقرة ليست على عجل في أمرها فيما يتعلق بالدخول، لكن مما لا شك فيه انها تريد ان تكون لها بوابة مفتوحة، اذ يؤكد برنارد بوت، وزير الخارجية الهولندي وسفير سابق في تركيا والذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي الآن، على ان «المجتمع التركي بحاجة الى التكيف. واصدقائي الاتراك قالوا لي انهم لا يأبهون للوقت الذي تستغرقه مرحلة التكيف، وان المهم هو ان يتلقوا تأشيرة المصادقة». \r\n \r\n ويصر المفوض فيشر على انه ينبغي على أوروبا ان تكون لديها خطة بديلة لتركيا. فبالنسبة لحكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، تعتبر مسألة ترك البوابات الاوروبية مفتوحة أولوية كبرى وتدعم بنسبة 75% من الأتراك هذا الموضوع. \r\n \r\n