ويرى خبراء ومحللون امريكيون في واشنطن بان نتائج الاستفتاء الذي اجراه تكتل الليكود حول خطة شارون قد شكلت ضربة قوية لسياسة الرئيس بوش في حل الصراع الاسرائيلي العربي, في وقت يتعرض فيه الى ضربات سياسية ودبلوماسية وعسكرية متتالية بزيادة اعداد القتلى في صفوف قوات الاحتلال الامريكي في العراق ونشر صور تعذيب المعتقلين العراقيين وتعريضهم لاوضاع مهينة في سجون الاحتلال وبخاصة في سجن ابو غريب, ولذلك فانه كان احوج ما يكون الى اخبار جيدة ومفرحة من المنطقة تساعده في تحقيق معجزة في حملته الانتخابية الرئاسية. \r\n فالرئيس بوش الذي قام بمقامرة سياسية ودبلوماسية ضخمة في الرابع عشر من نيسان الماضي عندما تبنى بقوة خطة شارون ومنح اسرائيل تنازلات رئيسية مجانية على حساب الفلسطينيين تتعلق بقضايا مفاوضات الوضع النهائي وبخاصة اللاجئين وحق العودة, الامر الذي اثار ردود فعل عالمية غاضبة, فان المسؤولين الامريكيين جادلوا بان خطة شارون تحمل في طياتها بذور انجاز في عملية التسوية المجمدة التي حاولت اللجنة الرباعية في اجتماعها الاخير في نيويورك تحريكها مجددا دون تحقيق هذا الهدف. \r\n ولعل كل هذه التطورات المتسارعة هي التي دفعت المسؤول السابق عن ادارة الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي الامريكي والباحث الحالي في معهد بروكينغز بواشنطن الى القول: »اذا سقط شارون واذا لم يتمكن من تحقيق شيء فان الادارة الامريكية ستواجه حالة من الجمود«. ورأى بان ادارة بوش كانت تتعامل مع السياسات الاسرائيلية بأسلوب خطير وبصورة كافية بالقاء دعمها لشارون عندما كان في معركة قوية مع الليكود. \r\n وقال في هذا الصدد: ان القيادتين الامريكية والاسرائيلية تعمدتا اظهار عدائهما الواضح والصريح للدول العربية المعتدلة والدول الاوروبية والتي كانت بحاجة ماسة اليها للمساعدة في تحريك الامور واضرتا بالتالي بمصداقيتهما مع اطراف اخرى من الدوائر الانتخابية ورأى مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية بان هدف الادارة الامريكية الحقيقي من منح شارون »شيك على بياض« يكمن في دعم تأييده السياسي في الداخل, موضحا »باننا دفعنا ثمنا باهظا دون ان نحصل على اي مقابل«. \r\n اما السفير الامريكي الاسبق لدى اسرائيل صموئيل لويس فقد اعتبر ان رفض الليكود لخطة شارون بمثابة احراج دبلوماسي لادارة بوش. وقال في هذا الخصوص ان الادارة الامريكية كانت على خطأ لمجرد رضوخها للكثير من المطالب والابتزازات الشارونية الرئيسية بما في ذلك قولها ان بعض المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية سيتم الاحتفاظ بها في اية صفقة تسوية نهائية وانه يتحتم على الفلسطينيين التخلي عن حق العودة. وقال لويس انه بدلا من ذلك كان يتعين على بوش تقديم دعم عام لخطة شارون دون الدخول في اية تفصيلات. \r\n ولا يزال المسؤولون في الادارة الامريكية يأملون بان يكون شارون قادرا على دفع خطته الى الامام, لان استطلاعات الرأي تظهر ان معظم الاسرائيليين يؤيدونها. \r\n وقد حاولت حكومة الرئيس بوش في الايام الاخيرة تأكيد اهتمامها للفلسطينيين كحديثها عن تعويم خطة استقرار اقتصادي لقطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي التي تقوم في جزء منها بالاعتماد على الدعم المالي للبنك الدولي, وفي هذا الاطار اجرت مستشارة الرئيس الامريكي لشؤون الامن القومي كونداليزا رايس اتصالات ببعض الدول العربية لكي تحث المسؤولين في هذه الدول على دفع مستحقاتهم المالية المتأخرة الى سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية.0 \r\n »ديرشبيغل« الالمانية