لأول مرة في تاريخ تركيا منذ انهيار دولة الخلافة الإسلامية، رفع جنرال تركي الأذان في حفلة إفطار مجلس الأمن القومي التركي الخميس الماضي في أنقرة ، وبصوت الجنرال التركي وفي حضور رئيس الوزراء أردوغان ورئيس الجمهورية عبد الله جل وكلامها ينتميان لحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي . وتزامن هذا مع قول "رجب طيب أردوغان" رئيس الوزراء التركي - في الكلمة التي ألقاها مساء الجمعة في إفطار جمعية "خريجو ثانويات الأئمة والخطباء" بمدينة اسطنبول - : "لو نسيت أمة من الأمم دينها، فإنها تصير محكومة من أمم أخرى تتحكم فيها، وإذا نسيت حضارة ما المصادر التي كانت سببا في نشأتها، فإنها تصبح أسيرة حضارات أخرى". ويتألف مجلس الأمن القومي من جناحين، أحدهما سياسي يترأسه رئيس الوزراء، والآخر عسكري برئاسة رئيس هيئة الأركان، كما يجتمع المجلس بشكل دوري مرة كل شهرين، لمتابعة القضايا الأمنية الداخلية والخارجية، التي لها علاقة بالشأن التركي ويحضره الرئيس التركي . وخلال كلمته قال أردوغان أن "مدارس الأئمة والخطباء حينما ظهرت في تركيا كانت بمثابة نوع من أنواع المقاومة التي تبنت فكرا مغايرا ومخالفا لما كان موجودا وسائرا" ، وأضاف : "كافة مدارس الأئمة والخطباء تتمتع بمكان خاصة في قلبي وعقلي"، وتابع "لذلك كنت حريصا على تعلم أبنائي الأربعة في تلك المدارس، فجميعهم خريجو الأئمة والخطباء". ولفت "أردوغان" إلى أن ظهور تلك المدارس "جاء نتيجة حاجة اجتماعية، إذ جاءت فترة على البلاد شهدت هوة كبيرة بين الدولة والشعب ( يقصد انتشار العلمانية) أدت إلى إظهار حاجة المجتمع لمدارس تحمل على عاتقها مسؤولية تعليم الشباب القيم الوطنية والمعنوية". ولفت إلى أن الدولة التركية في الماضي "كانت تسعى لتعطي شكلا للمواطن يروق لها، بدلا من أن تتشكل هى بحسب الشكل الذي عليه مواطنوها، فحرصت وزارة التربية والتعليم والمدارس على تنشئة الأطفال من خلال أفكار معينة ليكونوا قالبا واحدا يحمل أفكارهم". وتابع قائلا: "لا يمكن لجيل انفصل عن تاريخه وجذوره وكتبه أن يستمر ويحيا، ونحن نكافح الآن لكي نتغلب على ذلك، وهذا يوضح ثقل المهمة الملقاة على عاتق طلاب وخريجي مدارس الأئمة والخطباء". وخلال الحفل فاجأ رجب طيب أردوغان مرشح رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء التركي زوجته أمينة أردوغان، بتقديمه 36 وردة لها بمناسبة مرور 36 سنة على زواجهما، في التفاتة وفاء ظهرت فيها السعادة على محياها بعدما لم تكن تنتظرها . وقدم أردوغان الهدية بعد انتهاء كلمته في برنامج الإفطار الذي نظمته ثانوية الأئمة والخطباء بإسطنبول أمس الجمعة، بعدما دعى مقدم البرنامج زوجة رئيس الوزراء إلى منصة الحفل ليهدي لها رفيق دربها باقة الورود . وأمينة أردوغان ولدت بمنطقة الفاتح بإسطنبول، يوم 21 فبراير 1955، تعرفت على رجب طيب أردوغان في ندوة عمل، نظمها الاتحاد النسائي المثالي، وعقدت قرانها معه بتاريخ 4 تموز 1978، لهما من الأولاد أربعة هم أحمد براق، ونجم الدين بلال، وإسراء وسمية.