لم يكن الباز مهتماً بالتأنق مثل عمرو موسى ولم يكن مهتماً بنوع السيجار الذى يدخنه، بل كان يبتعد عن السيجار الكوبى الغالى الثمن ويسعى لشراء السيجار الهولندى أو الأمريكى الرخيص. لم يكن غريباً أن ترى أسامة الباز يطلب من سائقه الخاص «كيلانى» أن يشترى له «واحد فول وواحد طعمية فى خبز بلدى مع القليل من الطرشى»! يكفيك أن تنظر نظرة واحدة متفحصة لمكتب أسامة الباز لتجد أطناناً من الورق المنتظر على جانبى المكتب، وأطناناً من قصاصات الصحف العربية والأجنبية تملأ المكان. هو وحده الذى كان يعرف مكان كل ورقة داخل تلك الفوضى العظيمة. كان الرجل يبقى حتى ساعة متأخرة من الليل وحتى مطلع الصباح يتابع تطور الأحداث فى واشنطن حتى يكون على علم بدقائق تطورها حسب ساعات فارق التوقيت. أسامة الباز خبير دبلوماسى متعدد الملفات، فهو متخصص عميق فى الشأن الأمريكى يعرف تفاصيله منذ أن كان طالباً فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأحد أبرز قادة اتحاد الطلاب العرب. و«الباز» خبير حقيقى فى تفاصيل القضية الفلسطينية وكان صديقاً مقرباً من أبوعمار وأبومازن وأبوجهاد وأبوالهول وأبوإياد، مما مكنه من أن يكون رجل الصياغة الأول لتفاصيل معاهدتى كامب ديفيد واتفاقية السلام. ويكاد يكون الباز هو الرجل الوحيد الذى لعب دوراً رئيسياً فى مكتب رئيس الجمهورية فى عهود عبدالناصر «مع سامى شرف» ومع السادات «مع حافظ إسماعيل» وفى عهد مبارك «مع الدكتور زكريا عزمى». وكان الباز يقول لى «إنه يصف نفسه دائماً بأنه محترف سياسة دون تسييس». وصل الباز «82 عاماً» إلى أعلى مناصبه فى عهد الرئيس حسنى مبارك، حينما تقلد منصب المستشار السياسى للرئيس، وكان يعهد إليه بالعديد من الملفات المعقدة داخلياً وخارجياً. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا