شبكة "الإنترنت" أصبحت حاليا مثل الماء والهواء لدى سكان كوكب الأرض سواء في الدول المتقدمة أو الدول النامية فلا غنى اليوم عن الشبكة العنكبوتية ، وهو ما ظهر جليليا خلال الأيام القليلة في مصر خاصة بعد أن انقطعت 3 كابلات بحرية. أهمية الإنترنت للبشرية وتمثل شبكة الإنترنت أهمية حياتية يومية حيث أصبحت ركنا أساسيا ضمن أولويات الحياة البشرية مثل المأكل والمشرب تماما ، ويعتمد عليه ملايين البشر في نقل المعلومات وعرفة أخبار العالم فضلا عن تداخله في جميع مجالات الحياة خاصة السياسية والاقتصادية والعملية وغيرها . وكابل الاتصالات البحري يمر في قيعان البحار ليحمل الاتصال عن بعد بين الدول ، وأول كابل اتصالات بحري كان لنقل حركة التلغراف ، ثم تبعته أجيال من الكابلات لنقل حركة التليفون ثم نقل حركة المعلومات ، وتستخدم كافة الكابلات الحديثة تقنية الألياف البصرية لتحمل البيانات الرقمية ثم تستخدم لنقل حركة التليفون مع الإنترنت والمعلومات الخاصة . فكرة الكابل البحري ويبلغ عرض الكابل الواحد 69 ملم ويزن حوالي 10 كجم / متر بالرغم من استخدام كابلات أقل سمكا وأخف وزنا في الأماكن الأعمق ، وبدءا من عام 2003 ربطت الكابلات البحرية كل العالم ما عدا القطب الجنوبي . وبعد أن قدم كلا من وليام كوك وتشالز هويتستون التلغراف العامل في عام 1839 بدت فكرة الكابل البحري تشق المحيط الأطلسي كانتصار ممكن في المستقبل ، حيث أعتنق سأمويل مورس هذه الفكرة عام 1840 وفي عام 1842 غمر سلك معزول ب المطاط في مياه ميناء نيويورك ثم قام بإرسال برقية من خلاله ، وبعدها بعد شهور قام هويتستون بعمل تجربة مماثلة في خليج سوانسيا لنجاح كابل بحري طويل كان ضروري استخدام عازل جيد لتغطية السلك ومنع تسرب التيار الكهربائي في المياه . مواصفاته ونشأته سي مي وي 4 (SEA-ME-WE 4) هو كابل اتصالات بحري مكون من الألياف البصرية وهو يعتبر العمود الفقري للإنترنت بين أوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق أسيا ، ويصل طول الكابل إلى حوالي 20 ألف كيلومتر ويبلغ عرض نطاق الكيبل 1.280 تيرابت أي ما يعادل 1280 جيجابت . وأنشئ كابل سي مي وي 4 عن طريق تعاون 16 شركة أتصالات عالمية في 27 مارس 2004 بتكلفة 500 مليون دولار ، وذلك في محاولة لربط قارات العالم عن طريق شبكة معلوماتية بمد كابلات في البحار والمحيطات ، وذلك بعد تنامي الطلب على استخدام تلك الكابلات في الاتصالات الدولية ليحل بديلاً عن الربط الفضائي باستخدام الأقمار الصناعية الأقل جودة والأعلى بنسبة الخطأ بالرسائل المنقولة عن طريقه ، حيث أصبحت نسبة الربط الفضائي مع حلول العام 2006 تدور حول 1% فقط ، في حين مثلت النسبة الباقية استخدام الكوابل البحرية . مسار الكابل يمر الكابل البحري بمدن رئيسية هي: مرسيليا بفرنسا نزولا إلى مياة البحر المتوسط، ثم عنابة في الجزائر ، وباليرمو في جزيرة صقلية ، ثم بنزرت التونسية، فالإسكندرية والسويس في مصر، ومنها ينزل البحر الأحمر إلى جدة السعودية، فالفجيرة في الإمارات، ليعبر المحيط الهندي والخليج العربي إلى كراتشيالباكستانية، ثم مومباي وتشيناي في الهند وعدد آخر من مدن جنوب شرق آسيا لينتهي في سنغافورة . أشهر انقطاعات الكابلات مع تزايد الاعتماد العالمي على الكوابل البحرية بدأت سلبياتها في الظهور والتأثير بشدة، وأهمها على الإطلاق انقطاع الكابلات الذي قد يقع بين الحين والآخر لأسباب طبيعية كالزلازل والبراكين والتيارات البحرية القوية أو بسبب الأسماك الضخمة، خاصة أسماك القرش التي قد تقضم الكوابل فتتسبب في انقطاعها، وذلك بالإضافة إلى مراكب الصيد، بل لقد وصل الأمر إلى "تعمد" قطع هذه الكوابل مثلما حدث خلال الحرب الباردة . في عام 2005 تسبب قطع في الكابل سي مي وي 3 الذي يقع على بعد نحو 35 كم إلى الجنوب من مدينة كراتشيالباكستانية ، في عزل باكستان عن العالم تقريبا وتأثر نحو 10 ملايين من مستخدمي الإنترنت الباكستانيين بهذا القطع ، وفي العام 2006 تسبب زلزال هنجشتون القوي في قطع عدد من كوابل الربط بين تايوان والفلبين ، وفي مارس 2007 سرق اللصوص نحو 11 كيلومترا من كابل الربط T-V-H الذي يربط بين عدد من دول جنوب شرق آسيا، وحاول اللصوص بيع نحو 100 طن من مكونات الكابل كخردة . وفي 30 يناير 2008 تأثرت بشدة خدمة الإنترنت في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا على أثر انقطاع كابل سي مي وي 4 بالقرب من مدينة الإسكندرية ولم يحدد بعد السبب الرئيسي عن انقطاع الكابل ، وفي 19 ديسمبر 2009 حدث انقطاع للكابل للمرة الثانية وتأثرت كافة اتصالات الشرق الأوسط وشرق آسيا من هذا الانقطاع الذي وقع بالقرب من جزيرة صقلية بالبحر التوسط ، وفي عام 2010 حدث انقطاع في كابل بحري بالقرب من باليرمو الإيطالية مما أدى إلى توقف خدمة الإنترنت ، وفي 27 مارس 2013 حدث انقطاع لكابل الربط شمال الإسكندرية حيث تأثرت خدمة الإنترنت بشكل كبير ويستمر حتى الآن . شريان البحياة لاشك أن الإنترنت واستخدامه أصبح يمثل شريان الحياة في كل دول العالم ، وانقطاعه يتسبب في اضطراب حياة ملايين البشر ، حيث أن القطع الذي يحدث في أحد هذه الكابلات قد يتسبب في عزل دول بأكملها عن باقي العالم .