اعتبار ما أشرنا إليه من ميل سلطوي لاستخدام المثقف ديكوراً، وليس "مرشداً" حقاً، قادت السلطة إلى استبدال "الطرد المركزي"، إذا صح التعبير، بالاضطهاد المركزي، ثم إلى الاستقطاب المركزي؛ حيث تم إيداع العديد من المثقفين من أصحاب الأقلام السيالة والعقول النيرة والأصوات العالية في غياهب السجون بسبب ممارستهم "حريات" تعد من "حقوق" المؤسسات الثقافية الرسميَّة. لذا صارت هذه المؤسسات "الطعم" الذي يرمى في فضاء المثقف لاستدراجه إلى الوظيفة، ثم لاستخدامه، أداةً لتبرير طرائق السلطة إلى الشعب، باعتبار النظرة الرفيعة التي تحتفظ بها الجماهير البسيطة لمبرزي الثقافة في المجتمع، علماً أن هذه النظرة الشائعة بين "العامة" إنما لا تمثل ميثاقاً بين المثقف وبين الجمهور: فالجمهور سرعان ما يتخلى عن المثقف ويتجاوزه عندما يكون الأخير في حال سيئة أو عندما يكون تهديداً لهذا الجمهور، بدليل تغييب أعداد كبيرة من المثقفين في عالمنا الشرق أوسطي دون أن ينبس أحد ببنت شفة، زيادة على وضع المثقف أمام خيار "التطوع" لمغادرة مهاده الاجتماعي على سبيل "الاغتراب" في مناف بعيدة، هناك في دول وعواصم العالم البارد عبر شمالي أوربا وأميركا! لقراءة المقال كاملا اضغط هنا