الوجبات السريعة هو مصطلح يطلق على الوجبات التي من الممكن أن تحضر وتقدم بسرعة فائقة. بينما يطلق على أي وجبة يتم تحضيرها بسرعة أنها وجبة سريعة، لكن بشكل دقيق يعود المصطلح على الأكل الذي يباع في المطاعم أو المتاجر بالإضافة إلى جودة منخفضة في التحضير مع تقيدمها للزبائن على شكل مغلف أو مغلق لإمكانية أخذها خارجاً. بالرغم من أن مطاعم الوجبات السريعة تقدم على أنها تمثيل للحضارة المتقدمة، إلا أن مفهوم الوجبات الجاهزة يُعد مفهوماً قديماً بقدم المدن نفسها. ويوجد هناك تنوع فريد في حضارات تاريخية متعددة. فقد كان عند الرومان منصات أو أكشاك تقدم الخبز والزيتون. ومن عادات شرق آسيا برزت شوربة النودلز، الخبز المفرود والفلافل في الشرق الأوسط. وقد أوضحت دراسة علمية حديثة أن الوجبات السريعة تؤثر على مستوى الذكاء بالمخ، كما تضعف من معدل الاستيعاب العام للإنسان، وتجعله أكثر بطئاً فى معدل الإدراك ، يؤكد الدكتور محسن الألفي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس في بحث له أن الدارسين قد توصلوا مؤخرًا إلى أن تكرار تناول الأطفال للوجبات السريعة بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومكسبات الطعم يؤثر على كيمياء المخ ويسلبهم الإرادة؛ فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة تمامًا مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان! ..... .. كما أظهرت الأبحاث أن الكثير من هذه الوجبات تعمل على تنشيط الجين الخاص بالسمنة بصورة مرضية! وقد تنبهت إلى هذا الخطر أكثر من 20 ولاية أمريكية ومنعت طلاب المدارس من تناول هذه الوجبات؛ لوجود علاقة بينها وبين الإصابة بالأنيميا وفقر الدم وارتفاع نسبة الكولسترول. ووجود علاقة بين مشروبات "الصودا" التي عادة ما تكون مصاحبة لهذه المأكولات والإصابة بهشاشة العظام، فضلا عن أنها تتسبب في عسر الهضم عند تناولها مع الطعام. وأشارت باحثة أمريكية أن تناول السكريات والأطعمة السريعة والدهون بكثرة يغير سلوك الأطفال، وأن الوجبات السريعة تدفع إلى خمول العقل وكسله وإلى ترهل الجسم! كما ذكرت مجلة "نيو ساينتيست" (new scientist) مؤخرًا أن ما يحصل عليه الجسم من الدهون الموجودة بكثرة في الساندويتشات السريعة ووجبات الشوارع يسبب أضرارًا بالغة بالمخ، ويؤذي قدرة الذاكرة؛ لأن هذا الغذاء يمنع وصول الجلوكوز إلى المخ بكمية كافية ، وحذرت الدراسة من تناول تلك الوجبات بشكل منتظم، لما لها من تأثير ضار على الجسم كله. من جانبه يقول دكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، إن انتشار الوجبات السريعة الغربية من أكثر العادات الغذائية خطورة بمجتمعاتنا، كما أنها تزيد من الرغبة فى الاسترخاء والنوم، إضافة إلى أنها لا تقدم التغذية الكافية للمخ.وتعمل الوجبات السريعة لاحتوائها على عناصر ضارة على إعاقة إرسال الإشارات العصبية من وإلى المخ، كما تحل الدهون الضارة التى بداخل الوجبات مكان الدهون الصحية فى الدماغ، فتعمل على تقليل المهارات الذهنية للمخ. فعندما جاء العصر الحديث بدأ العلماء بابتكار أساليب جديدة للطعام المصنَّع، وتغيرت أساليب الطعام لدى الناس، ولم يدرك العلماء أن الأساليب الجديدة تضر بالإنسان، فقد زادت نسبة الأمراض النفسية والجسدية بسبب هذه الأغذية المصنعة. ولكن لو رجعنا إلى القرآن نجد الأمر الإلهي للناس بأن يأكلوا من الطيبات، وهي الأغذية التي خلقها الله لهم. يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة: 172]. ولذلك يؤكد العلماء أن أفضل أنواع الغذاء ما نجده في الطبيعية جاهزاً دون أن تمسه يد البشر!