رغم ما تشهده مصر حالياً من أحداث سياسية ساخنة إلا أن هذه التطورات لم تفرض نفسها على شهية البنوك الخليجية لدخول السوق المصري, حيث ظهر ذلك جليا في صفقة استحواذ بنك قطر الوطني على أسهم "سوستيه جنرال" في مصر، ودبي الوطني على "بي إن بي باريبا". فقد شهد الأسبوع قبل الماضي الصفقة الأولي التي تمثلت في إعلان البنك الأهلي سوستيه جنرال انتهاء صفقة استحواذ بنك قطر الوطني على 77,17% من أسهم البنك ,وذلك مقابل 2,558مليار دولار, وبنسبة 100% من أسهم البنك ، كما تمثلت الصفقة الثانية في إعلان بنك الإمارات دبى الوطنى عن توقيع عقد استحواذ على نسبة 95.2% من إجمالى أسهم رأسمال بنك بى إن بى باريبا - مصر، تمثل حصة بنك بى إن بى باريبا فرنسا، على أن تنفذ الصفقة بعد موافقة البنك المركزى المصرى عليها. ورغم أن البعض اعتبر أن خروج البنوك الأوروبية من السوق المصري ليس في صالحه إلا أن آخرين يرون أن إقبال البنوك العربية والخليجية على السوق ينقد هذه النظرية ويؤكد أهمية القطاع المصرفي المصري بالنبسة للمستثمرين العرب والأجانب بشكل عام. وفي الوقت نفسه، جاءت تصريحات مسؤولي هذه البنوك إيجابية بشكل يشجع على الإقبال على السوق المصري ، حيث قال المدير المالى ببنك قطر الوطنى إن "هناك خطرا لكننا واثقون فى مستقبل مصر سياسيًا وماليًا.. وهذا وقت مناسب.. وإذا فوتت هذه الفرصة خلال عام فإن كل شىء سيهدأ وستكون الفرص محدودة جدا"، مشيرا إلى أنه فى الوقت الذى خفضت فيه البنوك الغربية العمالة، فإن الشرق الأوسط كان هدفًا لهذا الخفض". كذلك استكملت تصريحات الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مجلس إدارة بنك الإمارات دبى الوطنى الرؤية الإيجابية للسوق المصري عندما أكد في تصريحات له اليوم أن صفقة استحواذ "الإمارات دبى الوطنى" على وحدة بنك "بى إن بى باريبا" العاملة فى مصر، تمثل فرصة ممتازة لدخول السوق المصرية الواعدة وتحقيق طموحاتنا الاستراتيجية للتوسع فى المنطقة. وأضاف أن "هذه الصفقة تعتبر خطوة هامة نحو نمو البنك إقليميًا ونحن على ثقة بأنها سوف تحقق نتائج ناجحة لأصحاب المصالح لدينا". جاء ذلك بعد منافسة شرسة بين عدد من البنوك العربية لشراء هذه البنوك الأوروبية المتواجدة في السوق المصري وعلى رأسها وفا المغربى وعودة اللبناني والأهلي المتحد البحريني والمشرق الإماراتي. يأتي ذلك فيما تستحوذ البنوك العربية والأجنبية العاملة بالسوق المصرية على نحو 30 % من الحصة السوقية داخل القطاع المصرفى ، وسط توقعات قوية بزيادة هذه النسبة خلال الفترة المقبلة.