القرى المصرية تحلم بانعكاس ثورة 25 يناير على أحوالها الداخلية المتدهورة عبر سنوات طويلة تجرعت خلالها الحرمان من مقومات الحياة، وضعف البنية الأساسية من مرافق وضعف وتجاهل تمام وكأنها خرجت من عباءة الوطن. أتت كاميرا "الشعب" لكى ترصد معاناة أهالى قرية الحلوات بمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية مسقط رأس العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والتى تبعد عن مدينة الزقازيق بحوالى 20 كيلو، ويقدر عدد سكانها بحوالى 40 ألف نسمة، ولها خمسة توابع هى "كفر عوض أبو نصر، قطيفة، مباشر، الكلاليبة، عزبة العرب " وبالرغم من تمتعها بوجود المجلس المحلى فإنها تعانى من ضعف مياه الشرب، وفى فصل الصيف لاتوجد مياه شرب أبدا، وانقطاع التيار الكهربائى باستمرار، وأكثر من 1500 فدان مهددة بالبوار، وطفح الصرف الصحى باستمرار . ويقول عطية أمين .. أحد أهالى قرية الحلوات: إن جميع الطرق رديئة وسيئة جدا، وأسلاك الكهرباء تحتاج إلى كساء، لأنها مع وجود رياح شديدة تكون معرضة للسقوط، وقد تؤدى إلى وفاة أحد الأشخاص، بالإضافة إلى ضعف التيار الكهربائى، كما أن الصرف الصحى متهالك ودائما يطفح ويغرق الشوارع، كما أن مياه الشرب لاتصل إلينا أبدا ويعتمد الأهالى على مياه الطلمبات الحبشية التى زادت من أعداد مرضى الفشل الكلوى . تقابلنا مع الحاج شكرى أحمد .. ابن خالة "العندليب" 86 سنة، حيث يقول: إن الدولة أهملت قرية العندليب، كما أهملته نفسه، فلا يوجد شارع بمحافظة الشرقية يحمل اسمه مثل كوكب الشرق أم كلثوم التى يوجد لها تمثال كبير بمدخل قريتها طمى الزهيرة بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية . وأضاف شكرى: ورثة عبدالحليم لم يفهموا تاريخ العندليب وقيمته الفنية، حيث تم بيع منزله الذى بناه وهو عبارة عن 6قراريط، وكان يجب أن يبقى جزء من المنزل ليكون متحفا يوضع فيه ملابسه ومتعلقاته بعد وفاته . ويكشف محمود شندى – ابن خال العندليب ..والذى يقطن بمنزله حاليا عن حقيقة بيع منزله وتحويله لمخبز أن المنزل الذى تربى فيه حليم بقريته وعاش به طفولته كان منزل خاله وأصبح ملكا للعندليب وأشقائه بعد وفاة الخال، وأن المنزل لم يُهدم منه شبر واحد بعكس ما تردد، ولكن بعد وفاة العندليب تسابق العديد من أهالى القرية لشرائه، فقمت بشرائه مع أشقائى وتزوجت به ليظل تراثا للعندليب وقمنا باستغلال برج الحمام المجاور للمنزل بعمله مخبزا لخدمة أهالى القرية . وأضاف محمد عوض الله، بالمعاش : قرية الحلوات تعانى من ضعف مياه الشرب نظرا لأن محطة المياه اليابانية تغذى مركز ههيا وديرب نجم، وسبق أن طالبنا المسئولين بضمنا للمحطة لتحسين الخدمة، ولكن دون جدوى، إلى جانب قيام البعض بشراء المياه بالجركن الذى يصل سعره إلى 2 جنيه من مركز ههيا، فأين المسئولون عن ذلك ؟! ويقول محمد نبيل 46 سنة ، مزارع بالقرية: الكهرباء دائمة الانقطاع، وتسببت فى تلف العديد من الأجهزة بالقرية، بالإضافة إلى انقطاع مياه الرى، وأكثر من 1500 فدان مهددة بالبوار بسبب عدم توافر مياه الرى، وتروى هذه الأراضى بمياه الصرف الصحى، مما أثر فى خصوبة التربة، كما أن حصة الخبز بالقرية لا تكفى الأهالى.