ذكرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن مواطني دول الربيع العربي، الذين ينظرون إلى تركيا بإعجاب كنموذج للنهضة الاقتصادية قد شعروا بالمفاجأة من المظاهرات التي تشهدها تركيا ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وأضافت الصحيفة أن صور عناصر الشرطة التركية التى تملأ الصحف والقنوات الفضائية العربية وهي تطلق قنابل الغاز وتفرق المتظاهرين بخراطيم المياه أعادت إلى العرب ذكريات الربيع العربي قبل عامين. ونقلت الجريدة مقتطفات من أحد المدونين التونسيين قائلا "ككثير من الشباب العرب أشعر بأنني تعرضت لخيانة من قبل من قدموا لي تركيا على أنها أكبر دولة ديمقراطية في العالم الإسلامي". وتقول الجريدة إن المظاهرات في تركيا انعكست في شكل خلافات متباينة بين أبناء الدول العربية على حسب انتمائهم الفكري أو العرقي، كما انعكس الوضع الطائفي في سوريا أيضا على هذه الصورة الكبيرة. وتضيف الجريدة "أما في العراق فقد دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الحكومة التركية إلى التحلي بالهدوء في التعامل مع المتظاهرين حيث تدهورت العلاقات بين المالكي وإردوغان قبل فترة نتيجة العلاقات المتنامية بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان العراق، علاوة على الانتقادات المتكررة التي وجهتها تركيا إلى سياسات المالكي في السابق". وتختم الجريدة الموضوع بنقل تصريحات لعلي الدباغ المتحدث السابق باسم المالكي والتي قال فيها "إن بغداد تريد الآن أن تدس أنفها في الشؤون الداخلية التركية، كما فعلت تركيا من قبل كنوع من الثأر"، موضحا رأيه بأن تركيا ليست هي النموذج الذي ينبغي أن تحتذي به دول الربيع العربي.