" أنت رحت له ولا اتصلت بيه " ؟ عبارة تتدوالها تعليقات رواد مواقع التواصل الإجتماعي دائما على كل خبر يتعلق بالدكتور ياسر برهامي وترمز في نفس الوقت لإشكالية سياسية ودينية تعتور الطريق السياسي لحزب النور ، والموضوع على ما علمت أن وائل الإبراشي استضاف الشيخ ياسر و يبدو أنه كانت لديه معلومات بخصوص زيارة سرية للشيخ ياسر اصطحب خلالها أشرف ثابت للفريق الهارب مرشح الفلول والولايات المتحدة واسرائيل أحمد شفيق في الفترة التي سبقت اعلان نتيجة انتخابات الرئاسة ، وكانت المؤشرات في أغلبها تدل على أن عملية تزوير واسعة أدار جلها المجلس العسكري تتعلق بقاعدة بيانات الناخبين ستؤدي لا محالة إلي اعلان فوز الجنرال المعتمر في دبي ، في البداية أنكر الشيخ الزيارة ومع تكرار السؤال .. تكرر الإنكار واقتصر رده على أنه اتصل به .... واتضح في اليوم التالي من خلال اعتراف الشيخ للميس الحديدي أنه زار الفريق " ولم يتصل به فحسب كما قال ... لوائل " . وقبل ذلك وفي واقعة مشابهة أقسم نائب حزب النور أنور البلكيني أيضا على أنه لم يكن في وعيه وهو ينكر خضوعه لجراحة تجميل في الأنف وأنه عندما كان يقص علينا رواية " جريمة على الطريق الزراعي " كان تحت تأثير المخدر . على ما يبدو أن طريقة انكار الخطأ من خلال الكذب والتعريض هى وسيلة مباحة في أصحاب الشرع الجديد ، فالفهلوة و" الضحكة الجنان " على وجوه هؤلاء في عرض مستمر مع "كذبة صغيرة " هى مخرج مباح أو على الأكثر " لمم " تذهبه حسنات اطالة الصلاة واللحية ، والحقيقة أن ذلك وإن كان واردا عند البعض في مجال الحساب أمام الله الذي يغفر سبحانه لمن يشاء ويعذب من يشاء فإن ذلك في مجال العمل السياسي ذنب لا يمكن غفرانه من الشعب لأن السياسي الكذوب الذي يستعمل فكرة التعريض لإخفاء جرائم سياسية كالتواطئ مع العدو أو ممالأته سرا في الوقت الذي يظهر فيه على أبناء حزبه بوجه آخر يتمثل فيه دور المجاهد الكبير والمرابط العنيد وهى أمور لا يمكن أن تعد إلا أنها من صفات المنافقين الذين قال الله سبحانه فيهم " وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ " ، ولما كان شياطين الإنس أكثرهم مع عودة النظام القديم فإن الإلتقاء بالنظام القديم نفسه سرا لطمأنته على عدم خروج مناصري حزب أو جماعة لمواجهته حال اعلان فوزه وأنه سيصبح عندئذ ولي الأمر الذي تدين له جماعة المسلمين بالسمع والطاعة وإن سلب مالها وإن جلد ظهرها ، هذه بحق خيانة واضحة لله ورسوله وللمشروع الإسلامي وللثورة المباركة ولأرواح الشهداء وللإنسانية وللمروءة . الغريب في الأمر أن الشاب " الصغير " بكار .. بكااار شن هجوما عنيفا على البلكيني بعد ثبوت كذبه في مسألة شخصية تتعلق بحجم أنفه ومسار منخاره وجبن أيما جبن أن يعلق حتي على كذب " الكبير " وتعريضه في أمور لا تحتمل التعريض ولا الكذب عندما أنكر زيارته " كاذبا " للفريق الهارب والذي كانت تستعد جموع الإسلاميين للنزول إلي الشارع في مواجهات مع الجيش والشرطة حال إعلان فوزه . هذا المسار السياسي المنحرف أدي إلي انشقاق نبلاء الحزب " عماد عبد الغفور والذين معه " فلم يقبلوا أن يخوضوا معركة التطهير من الداخل لأنهم وجدوا الداخل يستحيل تطهيره ، فالواضح أن فكر " الكبير " في الداخل غالب على المضمون والتكوين والفتوى والتشريع وما ظهر وما بطن وما سفر وما استتر . ان استمرار نسبة حزب النور إلي التيار الإسلامي أصبح أمرا غير منطقي فضلا عن كونه غير لائق بعد أن انضم الحزب إلي شكل ومضمون فكر جبهة الإنقاذ التي لم ينضو تحت لوائها سوى معتنقي الفكر العلماني الذي يفصل بين الدين والدولة ورغم أن فكرة الفصل بين الدين والدولة هى جوهر فكر حزب النور قبل الثورة ولا يقدح في ذلك ادعاءه مع المدعين أن الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا ، لأنه في أول فرصة مد العلمانيون فيها أيديهم بالتحالف لم يتوان الكبير وأقزامه السبعة عن صفق أيديهم في مشهد كان بوذا يطل على مصر فيه طمعا أن يعبد فيها من جديد. [email protected]