كشفت مجلة التايمز الامريكية عن معلومات جديدة تقول ان الولاياتالمتحدة الاميركية قد انقذت وزير الدفاع السابق سلطان هاشم احمد من الاعدام قبل 5 ساعات من تنفيذه من قبل حكومة نوري المالكي في العاشر من سبتمبر الماضي. و قد توالت الدعوات من عدد من الشخصيات العراقية والعربية والاميركية لوقف الاعدام بحق الفريق سلطان خصوصاً مع شعبيته الكبيرة داخل صفوف الجيش العراقي السابق باعتبار انه "رجل استحق ما وصل اليه من مرتبة وانه لم يكن سوى منفذا للاوامر نظام كان قد قارب النهاية". مجلة التايمز التي اوردت النبأ قالت ان "حكومة المالكي لم يتوقف الانتقام لديها الى حد معين مع قراراها اعدام الرئيس العراقي صدام حسين صبيحة عيد الاضحى في نهاية السنة الماضية وفي الخلفية شعارات تبجل الصدر بل كانت قد قررت اعدام وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم احمد في الساعة الثالثة من فجر الحادي عشر من ايلول 2007 والمصادف للذكرى السادسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر وذلك لاهانة الولاياتالمتحدة التي كانت قد عرضت صفقة على هاشم عند استسلامه تعهدت فيها بانها ستعامله باحترام". وتكمن اهمية المعلومات الجديدة التي نشرت في هذا الملف ان مصدر هذه المعلومات هو من داخل الحكومة العراقية الساعية لتنفيذ الاعدام وان الولاياتالمتحدة هي التي انقذت هاشم من مصيره كونه تحت مسؤوليتها حاله حال السجناء العراقيين من المسؤولين المهمين في النظام العراقي السابق. وفي التفاصيل، جاءت طائرة هيلكوبتر اميركية في تمام الساعة العاشرة من مساء العاشر من سبتمبر لتخبر المسؤولين العراقيين ان الولاياتالمتحدة غير مستعدة لتسليم هاشم الى السلطات العراقية ويبدو انها نجحت في الحفاظ على حياته ولو الى حين. وقال المصدر العراقي ان قرار الحكومة بزعامة المالكي في اعدام سلطان هاشم احمد قد تسبب في توالي الاتصالات (الحارة) بين المسؤولين العراقيين ونظرائهم من الاميركيين من اجل الحديث عن هذا الاعدام وتلافيه. وقال المصدر ان "الاميركان ابلغوا المالكي ان هناك معارضة لاعدام سلطان هاشم احمد من قبل كبار المسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم جلال الطلباني و طارق الهاشمي" بينما اتهم مسؤولون في مكتب المالكي القوات الاميركية بانها "تحمي سلطان هاشم احمد لانه جزء من محادثات سرية مع القوات الاميركية التي تحتل العراق" وان "هاشم سلطان يساعد الاميركيين فعلا في تقليل المقاومة في العراق التي ابتعدت كثيراً عن مواجهة الاميركيين واختارت الميليشيات الشيعية هدفاً لها كما ان الفضل في انخفاض العنف في بغداد يعود للفريق سلطان وليس الى خطة فرض القانون كما تدعي حكومة المالكي". ويظهر تاثير سلطان هاشم احمد على الاعضاء القدامى في الجيش العراقي من العسكريين الكبار اكثر من تاثيره على مسؤولي الحرس الجمهوري السابق الذين يدينون بالولاء الى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وفق تصريح ادلى به مسؤول في المخابرات العسكرية العراقية السابقة لمجلة التايمز رفض الكشف عن اسمه. كما يدين الاميركيون للفريق سلطان هاشم احمد كونه ساهم في خفض عدد القتلى في صفوف الجنود الاميركيين وتقليل الخسائر في ارواح الجنود العراقيين المساندين لهم واللذين يتهمون (بالعمالة). ونقلت المجلة عن مسؤول سابق في السي اي ايه قوله ان اعدام سلطان هاشم احمد سيمثل (اكبر خطأ ترتكبه الحكومة العراقية الحالية في حق العدالة) واكد ان الولاياتالمتحدة تفكر جدياً في اعادة سلطان هاشم احمد الى المشهد العراقي ليقوم بدور لم ينجح في القيام به نوري المالكي الذي وصفه (برئيس الوزراء المترنح) وكانت هذه الرغبة متواجدة بصورة اقوى بعد فترة وجيزة من الغزو الاميركي للعراق كونه من الشخصيات التي يحترمها الجيش بصورة كبيرة. من جانبه قال ديفيد باتريوس المتحدث باسم القوات الاميركية في العراق لمجلة التايمز ان "قدرة اميركا على حماية سلطان هاشم احمد تبقى محدودة لانه يجب ان يسلم في النهاية الى العراقيين في حال طلبته الحكومة العراقية وان العائق الوحيد امام تسليمه هو عدم التصديق على قرار اعدامه بصورة رسمية واضاف "سنسلمه، لان الحكم صدر من القضاء العراقي، وبالتالي اذا طالب به هذا القضاء سنسلمه". مسؤول في حكومة المالكي (رفض الكشف عن اسمه) لمجلة (التايمز) علق على حديث ديفيد باتريوس بالقول ان الحكومة قد طالبت القوات الاميركية فعلاً بتسليم سلطان في العاشر من سبتمبر وان الولاياتالمتحدة قد ردت على الطلب بداعي عدم استيفاءه للاجراءات الرسمية المطلوبة في هذه الحالات. وتقول المجلة انه في حال تم تسليم هاشم الى حكومة المالكي لكي تقوم باعدامه فان الامر سيمثل اهانة للولايات المتحدة التي سبق وان ضمنت سلامته لدى استسلامه حيث كان هاشم من بين المسؤولين العراقيين القلائل الذين استسلموا بعد الغزو الاميركي للعراق وقد نظم باتريوس بنفسه مراسم استسلام سلطان هاشم احمد للقوات الاميركية وقام بضمان سلامته واعطاءه الرعاية الطبية اللازمة قائلاً له "اطلب بصورة رسمية منك الاستسلام لي" في رسالة وجهها لسلطان هاشم احمد مضيفاً "ان سمعتك كرجل شريف معروفة على مستوى هذا البلد" مضيفاً "لك كلمتي بانك ستعامل بشكل يحافظ على كرامتك واحترامك ولن يتم الحاق الاذى بك جسمانيا وذهنياً حينما تكون تحت مسؤوليتي". المتحدث باسم الجيش الاميركي في العراق وصف وعود بتريوس بانها غير (فعالة) الان قائلا "نحن طلبنا منه الاستسلام وضمان سلامته اثناء الاستسلام فقط ولا يمتد الامر الى مايلي ذلك" .