شارك ملايين المواطنين الإيرانيين، الجمعة (5/10)، في مسيرات ومظاهرات حاشدة لإحياء يوم القدس العالمي. فقد خرج في هذه المسيرات ملايين الإيرانيين في مختلف محافظات البلاد ومدنها، وفي مقدمتها العاصمة طهران، منددين بالعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني واحتلال أرضه والتعديات المستمرة على مدينة القدس الشريف. وانطلقت هذه المظاهرات في الساعة العاشرة صباحاً في شتى المحافظات، وتقدمها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وكبار المسؤولين، حيث رددوا هتافات منددة بالصهيونية وباحتلال فلسطين وبداعمي الكيان الصهيوني. كما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وأكدوا دعمهم للحكومة الفلسطينية الشرعية برئاسة إسماعيل هنية. وحذّرت المظاهرات من نهج تصفية القضية الفلسطينية باسم التسوية السياسية التي تتم بإشراف أمريكي، مؤكدين أنّ المقاومة هي الطريق الوحيد لإنهاء احتلال فلسطين وتحرّر شعبها من قبضة الصهاينة وكف أيديهم عن التمادي في المجازر والاعتداءات التي يرتكبونها بحق المواطنين الفلسطينيين. وأحرق المشاركون الأعلام الصهيونية والأمريكية، كما أشعلوا النار في دمية للرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيرة خارجيته غونداليزا رايس. وفي كلمة له أمام حشد کبير من المتظاهرين في طهران، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إنّ الممارسات والجرائم التي يقترفها الكيان الصهيوني هي "إهانة للإنسانية"، مؤکداً في الوقت نفسه دعم الشعب الإيراني وحكومته وقيادته للشعب الفلسطيني ومقاومته، ومساندة الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة. ودعا أحمدي نجاد من أشار إليهم بأنهم "حماة الكيان الصهيوني" إلى السماح بالكشف عن حقيقة ذلك الكيان، متطرقاً إلى تاريخ احتلال فلسطين، واعتبر تقديم الدعم لذلك الاحتلال وضمان استمراره "إهانة للكرامة الإنسانية"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "الصهيونية أصبحت اليوم تهدد العالم أجمع". واستنكر الرئيس الإيراني الدعم الغربي والأمريكي اللامحدود للكيان الصهيوني في انتهاكاته لحقوق الفلسطينيين، مؤکداً أنّ هنالك اتجاهين حول علاقة الصهيونية بالغرب، حيث يعتقد البعض أنّ الغرب أسير في يد الصهاينة والرأي الآخر يقول إنّ الغرب هو الذي أسّس الصهيونية. وأضاف أحمدي نجاد في هذا الصدد قائلاً "نقول للغرب إذا كان الصهاينة مسيطرون عليكم فنحن جاهزون أن نساعدکم للخروج من سلطة الصهاينة، وإذا أنتم وراء الصهيونية فأعلنوا عن هذا صراحة، ولكن علي أي حال أنتم في الغرب (الدول الغربية) مسؤولون إزاء احتلال فلسطين وجرائم الكيان الصهيوني". وقال المشاركون في بيان مشترك في نهاية المسيرات، إنّ يوم القدس العالمي لهذا العام "يأتي والشعب الفلسطيني المظلوم محاصر والمؤامرات لطمس القضية الفلسطينية متواصلة، ولكن ستفشل كل هذه المؤامرات بفعل المقاومة الفلسطينية الباسلة". واكد البيان "دعم الشعب الإيراني الأبي لقضية القدس الشريف والانتفاضة الشامخة ومقاومة الشعب الفلسطيني"، معتبراً أنّ "الطريق الوحيد لإنهاء أزمة الشرق الأوسط هو كسر شوكة الغاصبين وهيمنتهم، ومواصلة الجهاد حتي تحرير فلسطين". واعلن المشاركون في الفعاليات الجماهيرية الكبرى عن دعمهم لحكومة الشعب الفلسطيني المنتخبة والقانونية، برئاسة إسماعيل هنية، ودعا البيان جميع الفصائل الفلسطينية ودول المنطقة إلى "التحلي باليقظة والوحدة وتفهم الأوضاع الحساسة والخطيرة في الشرق الأوسط بأن لا تسمح للمؤامرة الأمريكية الصهيونية البغيضة، الرامية لإثاره الفرقة بين الفلسطينيين، في تأجيج الاقتتال بينهم، بهدف زياده آلام هذا الشعب المظلوم ومعاناته". وجاء في البيان "نحن المتظاهرون ندين الحصار الاقتصادي والعسكري والأمني المفروض على قطاع غزة، وندعو جميع الفصائل الفلسطينية للدخول في حوارات بنّاءه وأخويه من أجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".
